صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

حاملا بصلة.. ما سر فيديوهات منافس إردوغان في انتخابات الرئاسة؟

من مطبخ متواضع، ظهر مرشح تحالف “الأمة” لانتخابات الرئاسة التركية، كمال كليشدار أوغلو في مقطع فيديو وهو يمسك بصلة، مقدما نفسه للناخبين الأتراك، على أمل الفوز بأصواتهم في معركة الرابع عشر من مايو الجاري، والتي يعتبرها مراقبون الأكثر تنافسية.

سعت مقاطع الفيديو إلى تقديم كليشدار أوغلو، كشخصية تختلف تماما عن خصمه إردوغان في كل شيء، حتى لو كانت بعض مواقفهم في السياسة الخارجية متشابهة، مثل تعهداتهما بإعادة ملايين اللاجئين إلى أوطانهم.

ويعتبر بعض المحللين كليشدار أوغلو، بأنه “شخصية شبيهة بالرئيس بايدن، الذي قام بحملة لإنهاء الانقسام في عهد ترامب، وكجسر لجيل سياسي جديد”، بحسب وصف صحيفة “واشنطن بوست”.

وفي مقابل النبرة الهادئة التي تميز منافسه الأبرز، يتمتع إردوغان (69 عاما) بقدرة خطابية، وتمكّنٍ في إدارة الحملات الانتخابية أتاح له أن يصبح السياسي الذي أمضى الفترة الأطول في حكم الجمهورية التركية.

بلباسه الأنيق ونظارتيه المربعتين، يعكس كليشدار أوغلو (74 عاما) صورة رجل مهني بناها خلال مسيرته كمحاسب تدرّج وصولا إلى رئاسة وكالة الضمان الاجتماعي.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وخلال الحملة الانتخابية، اختار كليشدار أوغلو تجاهل الانتقادات الشخصية التي وجهها إليه إردوغان، وآثر التركيز على الصعوبات السياسية والاقتصادية التي يعانيها الأتراك.

ومع ترويج القنوات الإعلامية الرسمية لحملة إردوغان، الذي عزز سيطرته على وسائل الإعلام مع إحكام قبضته على السلطة، تبنى كليشدار أوغلو نهجا أكثر شعبية، من خلال إطلاق مقاطع فيديو على وسائل التواصل الاجتماعي، يعرض فيها رؤيته حول مستقبل البلاد بعد إزاحة الرئيس الحالي الذي قضى عقدين من الزمان في سدة الحكم.

وعلى الرغم من افتقار فيديوهات كليشدار أوغلو إلى بريق إعلانات الحملات المتلفزة، فإنها حصدت عشرات ملايين المشاهدات، إذ تصل إلى “أنواع مختلفة من الناخبين”، وخاصة الشباب رواد مواقع التواصل الاجتماعي، بحسب ما نقلت “واشنطن بوست” عن المستشار السياسي الذي عمل مع مرشحين سياسيين معارضين، غلفيم سيدان سانفر.

يقول سيدان سانفر: إن “كليشدار يحاول أن يُظهر للناخبين أنه يعيش حياة عادية جدا في منزل متواضع وأنه ليس سياسيا نخبويا، وأنه يفهم مشاكل الناس”.

وفي ظل معاناة تركيا من أزمة اقتصادية عميقة وانخفاض قيمة عملتها إلى مستويات غير مسبوقة (20 ليرة مقابل الدولار الأميركي الواحد)، بالإضافة إلى معدلات مرتفعة من التضخم، ثبتت عند 43.68 بالمئة عن شهر أبريل، بعدما وصلت إلى 85 بالمئة، يركز كلشدار أوغلو في أحد مقاطع الفيديو الأكثر شهرة على سعر البصل.

يقول في الفيديو وهو يمسك بصلة في مطبخ: “لو سيبقى (إردوغان) في السلطة فسعر هذه البصلة سيصل إلى مئة ليرة، الآن سعرها 30 ليرة، وياللعار”.

وفي ما يبدو مؤشرا على إدراكه لأهمية الاقتصاد والظروف المعيشية في تحديد مسار نتائج الانتخابات المقبلة، ركز كليشدار أوغلو على توجيه رسائل تضامنية مع الأتراك في هذا المجال.

فهو تطرق الى بداياته المتواضعة “حيث لم يكن لدينا براد أو غسالة أو آلة لجلي الصحون”، ودعا الصحفيين إلى زيارة منزله المظلم للحديث عن قراره التوقف عن دفع فاتورة الكهرباء.

وقال كليشدار أوغلو وهو جالس في مكتبه وسط ظلام دامس لا يخرقه سوى النور الخافت لمصباح أبيض اللون “هذا هو كفاحي للمطالبة بحقوقكم”.

استغل كليشدار في فيديوهاته مهارة الأستاذ في شرح خططه الاقتصادية بشكل بسيط.

وبينما يرى إردوغان أن انخفاض العملة التركية يمكن أن يجعل البلاد مركزا للعمالة والمنتجات الرخيصة، يجادل كليشدار أوغلو في مقطع فيديو، بأن قدرة تركيا التنافسية تعتمد على تقديم “سلع ذات قيمة مضافة عالية”.

وفي مقطع فيديو قصير آخر، يعد كليشدار أوغلو بـ”استعادة الحرية بعد سنوات من القمع الحكومي المتزايد الذي يستهدف المعارضين والصحفيين المستقلين”، واعدا الأتراك بأنهم سيكونون قادرين على “انتقاده بسهولة”، مع اتهام 16753 شخصا رسميا في 2022 بـ”إهانة الرئيس التركي”.

في المقابل، كانت حملة إردوغان الانتخابية صامتة في البداية، بعد زلزال السادس من فبراير الماضي، معتمدا على جولاته في المدن التي تأثرت بالكارثة.

في مقاطع الفيديو التي أطلقتها حملته، قدم إردوغان نفسه على أنه الشخص الذي قام بتحديث البلاد والذي لا يمكن الاستغناء عنه، معتبرا أنه في عهده نفذت مشاريع عملاقة جعلت البلاد موضع حسد من العالم.

أما كلشدار أوغلو، فيطرح في فيديوهاته مواضيع نادرا ما تعالجها وسائل الإعلام الحكومية. وكان من أبرز هذه الأشرطة فيديو كشف فيه انتماءه إلى الطائفة العلوية، كاسرا بذلك أحد المحرمات في تركيا.

وأكد فيه “أعتقد أن الوقت حان لأناقش معكم موضوعًا خاصًا وحساسًا جدا… أنا علوي أنا مسلم مخلص”.

وسبق لإردوغان أن هاجم الأقلية العلوية متهماً أفرادها بـ”الهيمنة” على القضاة وبابتكار “ديانة جديدة”.

ويريد رئيس حزب الشعب الجمهوري (علماني) كمال كليشدار أوغلو ضمان إدراج وضع الحجاب ضمن القانون بهدف طمأنة الناخبات المحافظات اللواتي يخشين أن يقوم حزبه المعروف تاريخيا بمعارضته للحجاب، بتغيير المكتسبات التي تحققت في ظل رئاسة إردوغان.

ورغم أنه أكبر من إردوغان، حاول كليشدار أوغلو، جذب الناخبين الشباب، وهي كتلة حاسمة في انتخابات تنافسية حيث يعتقد أنهم يشكلون حوالي 10 في المئة من الناخبين.

وظهر كليشدار أوغلو في فيديو على تطبيق الفيديوهات القصيرة “تيك توك”، يعد فيه بإزالة الضريبة على أجهزة ألعاب الفيديو.

تعتبر “واشنطن بوست” أن أكبر إنجاز حققه كليشدار أوغلو، حتى الآن هو توحيد معارضة تركيا المشتتة منذ فترة طويلة، حيث اجتمعت ستة أحزاب معارضة لدعم ترشيحه.

لكن سيدان سانفر يقول: ” إذا كان هناك انتقاد لمقاطع الفيديو، فهو أنه لا يمكنك إظهار نفسك فقط في المطبخ المتواضع. كرئيس، سيُطلب من كليشدار أوغلو التعامل مع بوتين، والتعامل مع الشؤون الخارجية، ومع القضايا الأمنية”، مضيفة أن “الناخبين الأتراك يحبون القادة الأقوياء أيضا”.

غير أنها تعتبر أن مقاطع فيديو كلشدار أوغلو، “بمثابة البداية”، مضيفة أن “الناخبين باتوا يعرفونه بشكل أفضل الآن”.

فالرجل الذي لم يكن كثيرون خارج تركيا سمعوا باسمه حتى أشهر خلت، بات وفق استطلاعات الرأي، المنافس الجدي لإردوغان في الانتخابات المقبلة في الرابع عشر من مايو، والمرشّح الأوفر حظا لينافس الرئيس في دورة ثانية فاصلة في 28 مايو.

 

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading