صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

جنازة نافالني وهتافات الحشود.. “تحدٍ علني” لبوتين وولادة مرحلة جديدة

في تحدٍ للسلطات الروسية ووسط مخاوف من الاعتقال، شارك الآلاف في جنازة أبرز معارضي الكرملين أليكسي نافالني وسط موسكو الجمعة وأطلقوا هتافات تستهدف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي تتهمه المعارضة والقوى الغربية بالوقوف خلف وفاته.

توفي نافالني عن عمر 47 عاما في منشأة عقابية في القطب الشمالي في 16 فبراير، مما أثار اتهامات من مؤيديه بأنه تعرض للقتل. ونفى الكرملين تورط الدولة الروسية في وفاته.

يوم الجمعة هتف آلاف الروس باسم نافالني وقالوا إنهم لن يسامحوا السلطات على وفاته وذلك خلال مراسم الجنازة التي أقيمت وسط موسكو.

https://twitter.com/ACF_int/status/1763545716117397984?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1763545716117397984%7Ctwgr%5Eda82a35ba47baaa5e603e5c278e161594f4cdc89%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alhurra.com%2Farabic-and-international%2F2024%2F03%2F02%2FD8ACD986D8A7D8B2D8A9-D986D8A7D981D8A7D984D986D98A-D988D987D8AAD8A7D981D8A7D8AA-D8A7D984D8ADD8B4D988D8AF-D8AAD8ADD8AFD98D-D8B9D984D986D98A-D984D8A8D988D8AAD98AD986-D988D988D984D8A7D8AFD8A9-D985D8B1D8ADD984D8A9

ولم يأبه أنصار نافالني باحتمال تعرّضهم للتوقيف من قبل السلطات التي نشرت أعدادا كبيرة من عناصر لشرطة ومكافحة الشغب لضمان دفن منافس بوتين ذو الشخصية الكاريزمية بأقل قدر ممكن من الضجة.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وردد مشاركون في جنازة نافالني هتافات منها “روسيا ستكون حرة” و”لا للحرب” و”روسيا بدون بوتين” و”لن ننسى” و”بوتين قاتل”.

حشود المؤيدين الذين تحدوا الوجود الأمني بعثوا برسالة قوية مفادها أن العديد من الروس ما زالوا يدعمون رؤية نافالني الرامية لإقامة روسيا حرة وديمقراطية، وأظهرت دوره المحوري كرجل تحدى بوتين بلا خوف.

وكثيرا ما حث نافالني الروس على عدم الاستسلام أبدا، ويأمل الكثيرون الآن أن تصبح وفاته بمثابة مساهمته الأخيرة في الحركة المؤيدة للديمقراطية في روسيا، وأن تلهم قوة جديدة.

يقول الكاتب والمحلل السياسي المقيم في أوكرانيا رمضان بوليكار إن ما جرى في جنازة نافالني وبروز هذا الزخم من الأصوات المعارضة يعني أن روسيا على أعتاب “مشروع سياسي مناهض لسياسة بوتين”.

ويضيف بوليكار في حديث لموقع “الحرة” أن “الأجواء التي رأيناها وخاصة لدى الشباب الذين لديهم طموح ورسالة تتعلق بمستقبل روسيا، يعني أن هناك تغييرات ستحصل على المدى المنظور لروسيا الاتحادية كدولة”.

ويرجح بوليكار، المقيم في أوكرانيا والمهتم بالشأن الروسي، أن “جنازة نافالي ستتبعها جنازة أخرى وهي جنازة بوتين ونظامه”، حسب تعبيره.

ويعتقد بوليكار أن “تغييرات عميقة مقبلة على روسيا وربما تسرع الحرب القائمة في أوكرانيا من هذا السقوط، كما حصل مع الاتحاد السوفياتي عندما دخل الحرب في أفغانستان”.

بالنسبة لجيل من الناشطين الشباب المؤيدين للديمقراطية، يمثل دفن نافالني وفاة حلمهم في دولة روسية أكثر عدلا وديمقراطية ومواجهة لأوروبا، مع تشبث بوتين بالسلطة، وسحق أي مظاهر للمعارضة داخل روسيا، حتى لو كانت بسيطة. 

شاهد أكثر من ربع مليون شخص أحداث الجنازة على قناة نافالني على يوتيوب المحجوبة داخل روسيا. وتدفقت رسائل التعليق على الفيديو التي عبر معظمها عن الحزن وبعضها أيضا عن التحدي.

وجاءت جنازة نافالني قبل أسبوعين من الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن يفوز فيها بوتين، الذي يقود روسيا منذ أكثر من 20 عاما والمسؤول عن كل مفاصل الدولة، بسهولة بولاية أخرى مدتها ست سنوات.

برز نافالني باعتباره تهديدا خاصا للكرملين بسبب روح الدعابة التي يتمتع بها والطاقة والقدرة على جذب جيل الشباب الجديد من الناشطين.

ومع ذلك يرى الباحث بمعهد كارنيغي للسلام الدولي أندريه كولسنيكوف أن “النخبة السياسية الروسية لن تدعم نافالني، مهما كانت مشاعرهم الخاصة، لأنهم خائفون من بوتين ولا يستطيع أحد منهم أن ينطق بكلمة واحدة”.

ويشير إلى أنه “على الرغم من أن بوتين قضى على المعارضة السياسية في روسيا، إلا أن الكثير من الناس حضروا جنازة نافالني في تحد لنظام بوتين”.

هناك شعور بأن الكثير من الناس غير راضين عن النظام الحالي، ويبين كولسنيكوف أن “أولئك الذين جاءوا لتوديع نافالني يعبرون عن هذا بالضبط”.

خلال السنوات الماضية عزز الكرملين من قبضته على السلطة وسن قوانين تقمع أي معارضة حيث بات بالإمكان معاقبة أي شخص بالسجن لفترة طويلة لمجرد حمله لافتة احتجاج، حتى لو كانت فارغة أو كتابته منشورا على وسائل التواصل الاجتماعي.

لكن حتى من السجن وعزله عن عائلته ومؤيديه، نجح نافالني في تقليص حجم بوتين، مما أدى إلى تمزيق صورة الكرملين التي وصفها بالفاسدة.

ويصور بوتين، الذي قام بتقييد الحقوق الديمقراطية وحرية التعبير بشكل حاد، النشطاء المدنيين والديمقراطيين المعارضين مثل نافالني على أنهم عملاء غربيون مأجورون يعملون على تدمير البلاد من الداخل.

على الرغم من وجود الشرطة التخويف، والبلطجة المتزايدة للدولة، وجميع كاميرات المراقبة الجديدة لتسجيل وجوههم، خرج الآلاف من سكان موسكو لتوديع نافالني في أكبر مظاهرة شعبية منذ سنوات.

يقول الكاتب والصحفي مارك غالوتي إن اختيار الكثيرين الحداد علنًا على نافالني كان بمثابة شهادة على مكانته السياسية.

وكتب غالوتي على منصة إكس (تويتر سابقا) “على الرغم من وجود الشرطة والبلطجة المتزايدة للدولة وجميع كاميرات المراقبة، خرج الآلاف من سكان موسكو لتوديع نافالني في أكبر مظاهرة شعبية منذ سنوات”.

ومنذ وفاة نافالني، أوقفت السلطات 400 شخص شاركوا في تجمّعات لتكريم ذكراه، حسب منظمة “أو في دي-إنفو”. 

وقبل تسميمه عام 2020 في عملية ألقي اللوم فيها على بوتين، واعتقاله والحكم عليه بالسجن 19 عاما بتهمة “التطرف”، تمكّن نافالني من حشد عدد كبير من المناصرين، خصوصا في العاصمة الروسية.

لكن تمّ تفكيك حركته التي بُنيت على تحقيقات تدين فساد النخب الروسية بشكل منهجي في السنوات الأخيرة، ما أدى إلى إرسال العديد من مناصريها إلى السجن أو إلى المنفى.

ومع ذلك يصر بوليكار أن جنازة نافالني تشير إلى انتقال الصراع بين المعارضة وبوتين لمرحلة جديدة.

ويضيف أن “روسيا دولة عظمى ولديها شعب عظيم، وهناك أصوات وزعامات معارضة مرموقة وشخصيات لديها تأثير كبير على المجتمع”.

“بالتالي ما سيأتي بعد نافالني هي فترة حضانة، لإفراز هذه الشخصيات.. الزخم المعارض موجود وبعد وفاة نافالي ولد من جديد”.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading