صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

جعجع يحذر من إغراق لبنان بالأجانب .. معركة النازحين لن تثنينا عن المواجهة مع حزب الله.

يتصدر حزب القوات اللبنانية جبهة الداعين إلى إعادة النازحين السوريين، حيث يرى الحزب أن المسألة تثير إشكالات اقتصادية واجتماعية وأمنية، وهي قبل ذلك مشكلة وجودية في ظل اختلال الميزان الديموغرافي في لبنان وتداعيات ذلك المستقبلية لاسيما على موقع المسيحيين داخل البلد.

وشكلت قضية مقتل المسؤول في حزب القوات اللبنانية بسكال سليمان في وقت سابق من الشهر الجاري على أيدي سوريين “القشة التي قصمت ظهر البعير”، وفق تعبير رئيس الحزب سمير جعجع.

وقتل سليمان وهو منسق محلي للقوات في التاسع من أبريل الجاري على أيدي عصابة سورية عمدت إلى اختطافه والتخلص منه قبل نقل جثمانه إلى الأراضي السورية، وتم اعتقال خمسة سوريين متورطين في القضية.

وفجر مقتل سليمان غضبا واسعا لاسيما في الأوساط المسيحية في لبنان، التي طالبت برحيل النازحين السوريين، ووصل الأمر حد الاعتداء بالعنف على عدد منهم في بعض الأقضية والمناطق.

وقال رئيس حزب القوات في حوار مع صحيفة “لوريون لوجور” نشر الاثنين، إن “مشكلة النازحين السوريين في لبنان تعود إلى فترة طويلة قبل عملية ارتكاب الجريمة بحق سليمان، ونحن قررنا خوض المعركة ولن نتراجع”.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وشدد جعجع “لا يمكننا أن نقف مكتوفي الأيدي ونحن نشاهد البلد ينهار، فنحن نخاطر بأن يغرقنا الأجانب بالمعنى الحرفي، في حين أن بلدا على غرار لبنان لا يستطيع أن يتحمل ذلك”. ويحتضن لبنان الآلاف من اللاجئين الفلسطينيين الموزعين على عدد من المخيمات، إلى جانب النازحين السوريين الذين فروا من الحرب الأهلية في بلادهم.

ويتملك المسيحيين في لبنان هاجس كبير، حيال اختلال التركيبة الديموغرافية والطائفية في البلاد، ويتنامى هذا الشعور مع سعي بعض القوى النافذة إلى ضرب الحضور المسيحي في منظومة الحكم، عبر شل مواقع رئيسية مثل رئاسة الجمهورية.

ويدفع هذا الوضع المسيحيين إلى الاستنفار ورفض أي نوايا أو سيناريوهات قد تقود إلى توطين اللاجئين السوريين والذي سيعمق الفوارق الديموغرافية، وهم يعارضون أي تصنيفات للمنظمات الحقوقية والمجتمع الدولي للوضع في الدولة الجارة، حيث تصنف سوريا على أنها بلد “غير آمن”.

وقال جعجع إن “ما بين 10 و15 مليون سوري يعيشون في سوريا اليوم، حتى لو أن ذلك لا يحجب بأي حال من الأحوال حقيقة أن الوضع لم يكن جيدا أبدا (على الصعيد السياسي) هناك”.

وأضاف “يمكننا القول إن هناك منطقة آمنة لكل فئة من السوريين. على سبيل المثال، يمكن لمعارضي النظام ذوي الميول الإسلامية أن يعيشوا بشكل جيد في إدلب (شمال غرب سوريا)، في حين أن شمال البلاد يمكن أن يرحب بمعارضين أقل تطرفا… وهناك أيضا نحو 200 ألف سوري موجودون في لبنان توجهوا إلى صناديق الاقتراع خلال الانتخابات الرئاسية السورية. هؤلاء يمكنهم العودة بسهولة إلى منازلهم في المناطق التي يسيطر عليها النظام”.

وشدد جعجع “على أن العودة التي نطالب بها لا تتعلق بالموجودين على القائمة السوداء للنظام السوري، علما أن من واجب المفوضية العليا لشؤون اللاجئين إيجاد وجهة ثالثة لأولئك من بين المليون و700 ألف سوري الموجودين في لبنان والذين يواجهون خطرا حقيقيا، خصوصا أن لبنان بلد عبور وليس بلد لجوء”.

وأعرب رئيس حزب القوات اللبنانية عن رفضه وتنديده بالممارسات التي قام بها البعض من اللبنانيين حيال النازحين عقب اغتيال مسؤوله، وأشار إلى أن موقف القوات كان واضحا حيث “لم نكتف بالبيان الصحفي الذي نشرته الدائرة الإعلامية للحزب بعد ثلاثة أيام من اغتيال سليمان، إنما عاقبنا أعضاء الحزب الذين تورطوا في هذه الهجمات التي نرفضها وندينها. كما أن القوى الأمنية تدخلت على هذا الصعيد، الأمر الذي سمح لنا بقلب هذه الصفحة. لكن علينا أيضا أن ندرك أنه حين نواجه مواقف متفجرة، لا يمكننا أن نطلب من الناس عدم الرد. في هذا الإطار، يجب علينا أن نحل المشكلة الأساسية: الوجود الكثيف للسوريين في لبنان”.

ولطالما تعرض حزب القوات اللبنانية، لاسيما خلال السنوات الأولى من الحرب السورية وتدفق النازحين، لانتقادات من خصومه في الداخل على أنه لم يحرك ساكنا حيال الأمر، وأوضح جعجع في حواره “هذا ما يقوله التيار الوطني الحر ويريد أن يصدقه الرأي العام. ما زلت أدعم الثورة السورية على نظام بشار الأسد الدكتاتوري. لكنني أطرح سؤالا على من ينتقدنا اليوم: ماذا فعلوا في هذا الشأن وكان لديهم نحو عشرة وزراء داخل حكومة نجيب ميقاتي التي بدأ خلال ولايتها تدفق النازحين السوريين إلى لبنان؟ فماذا فعلوا وكان رئيس الدولة واحدا منهم؟ يجب أن نتوقف عن تضليل اللبنانيين”.

وشدد زعيم حزب القوات اللبنانية الذي يتصدر ما يسمى بجبهة “السيادة” على أن المعركة الدائرة للضغط من أجل إعادة النازحين مستمرة. كما أنها لا تثنيهم عن المواجهة القائمة مع محور الممانعة.

وقال “إننا نخوض معارك مختلفة، معركة عودة السوريين ومعركة المواجهة مع حزب الله. وأود أن أذكر في هذا السياق بأنه بعد مقتل إلياس حصروني في أغسطس الماضي، اتهمنا حزب الله مباشرة. في قضية باسكال سليمان، لا أتهم الحزب من دون أدلة. لكن هذا لا يقلل بأي شكل من الأشكال من حجم مواجهتنا لهذا الحزب للأسباب المعروفة، بدءا من قراره الأحادي بقيادة البلاد نحو الحرب، وشلّ المؤسسات، وعرقلة الانتخابات الرئاسية. وفي الوقت نفسه، نقود المعركة لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم”.

وأوضح “طالما أن معسكر الممانعة بقيادة حزب الله والتيار الوطني الحر موجود، فلن يتم بناء الدولة. والدليل على ذلك مسألة الانتخابات البلدية التي يريدون نسفها لأنهم بعد الانتخابات التشريعية في العام 2022 فهموا أن المزاج الشعبي لم يعد في صالحهم”.

وردا على تلميحات رئيس مجلس النواب زعيم حركة أمل نبيه بري شدد جعجع “إننا لا نريد فصل الجنوب عن باقي البلاد. ويكفي إجراء الانتخابات وتنظيمها في الجنوب بعد انتهاء الأعمال القتالية، كما حدث في انتخابات العام 1998 التي نظمت بتأخير ثلاث سنوات في الجنوب، وذلك بعد الانسحاب الإسرائيلي عام 2000. في العام الماضي، لم يكن هناك عذر مقبول، لكنهم أخروا المشاورات لتجنب اختبار غير ملائم لشعبيتهم. وهذا ما قد يفعلونه اليوم بسبب التصرف المخزي للتيار الوطني الحر الذي سيشارك في الجلسة المقررة لهذا الغرض يوم الخميس بفضل اتفاق ضمني أُبرم مع رئيس مجلس النواب”.

ويضغط الثنائي الشيعي الممثل في حركة أمل وحزب الله باتجاه تأجيل جديد للانتخابات البلدية، وهو الثالث على التوالي، بداعي أن الوضع المتوتر مع إسرائيل في الجنوب لا يسمح بذلك، وهي ذريعة لا تبدو مقنعة بالنسبة إلى القوات كما بالنسبة إلى الكثير من اللبنانيين.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading