ردَّ رئيس “حزب القوات اللبنانية” سمير جعجع عبر “نداء الوطن” على الامين العام لـ”حزب الله” حسن نصرالله الذي تكلم عصر امس بإسهاب داعياً الى تطبيع واسع مع نظام بشار الاسد لإعادة النازحين، ومبشِّراً بالتطبيع الداخلي مع الفراغ الرئاسي، ورافضاً أن تعين حكومة تصريف الاعمال حاكماً جديداً للمصرف المركزي، إضافة الى احتفاظه بخيار التصعيد الامني مع إسرائيل رداً على ما يجري في غزة.
في موضوع النازحين السوريين، قال جعجع: “لم تعد هناك حاجة لتسمية هؤلاء نازحين او لاجئين، بل يجب ان نسمّيهم من الآن فصاعداً السوريين الموجودين في لبنان ويجب تطبيق القوانين المرعية عليهم. وهناك مناطق في سوريا يقطنها نحو 3 ملايين ونصف مليون مواطن سوري في شمال البلاد وشرقها غير خاضعة للنظام بحيث يمكن للسوريين المعارضين الانتقال اليها. لقد تغيّرت الظروف، والقاصي والداني يعرف ان بشار الاسد لا يريد عودة السوريين من لبنان الى ديارهم لإعتبارات استراتجية وديموغرافية وسياسية. انه لا يريد أيضا، عودة السوريين من الاردن وتركيا. فعلى الرغم من ان الاردن لم يقطع نهائياً مع نظام الاسد، ولعب دوراً أساسياً في إعادته الى الجامعة العربية ، فإن أي لاجئ سوري في الاردن لم يعد الى وطنه”.
أضاف جعجع: “لا أعرف كيف يقفز نصرالله فوق الوقائع ليطرح حلًا ليس بحل لتثبيت شرعية نظام الاسد بدعوته حكومة تصريف الاعمال الى إقامة علاقات سياسية طبيعية مع سوريا”. وعن قول نصرالله: “طلعوا عند الاسد قبل القمة شو ناطرين؟ أحسنلكم… فليذهب وزراء مع الأمنيين ويقعدوا ايام في دمشق لمعالجة ملف النازحين”، علق جعجع: “لقد تم تجريب كل ذلك على مستويات عدة وزارية وغير وزارية، ولكن لم يؤدّ الى أية نتيجة، واستجداء الأسد لن ينفع”. وتابع: “الآن، موضوع النازحين هو قرار سيادي لبناني ويجب تصنيفهم وترتيبهم على أساس مَن يمكنه البقاء في لبنان، ومن يجب ان يرحّل. مسؤولية الحكومة التي يشارك فيها حزب الله ان تتخذ قرار عودة السوريين”.
وعن دعوة نصرالله الى التطبيع مع الفراغ الرئاسي، قال جعجع: “ما دام نصرالله حريص على انتخاب رئيس للجمهورية، فلماذا يعطّل الانتخابات منذ 6 شهور؟ ولماذا لا يدعون الى جلسة لانتخاب الرئيس؟ انهم لا يدعون الى الجلسة لأن مرشحهم لا يستطيع الربح، ولذلك يبشر نصرالله بالفراغ”.
أما بشأن رفض نصرالله قيام حكومة تصريف أعمال بتعيين حاكم جديد للمصرف المركزي فيرد جعجع:” نظرياً، هذا صحيح. ولا تستطيع حكومة تصريف الاعمال القيام بتعيينات اصلاً، ولا يحق لها الاجتماع إلا للأمور الطارئة. لكن مع قرب انتهاء ولاية الحاكم ووضعه كمدعى عليه، ليس هناك أكثر إلحاحاً من واجب الحكومة تعيين حاكم جديد. فأي تغيير في وضعية المصرف المركزي، يمكن ان يحسّن وضع أي لبناني في أي منطقة. ان الادارات العامة تستطيع تصريف الاعمال، لكن “المركزي” لا يمكنه ذلك، بل يحتاج الى ممارسة دوره كاملاً”.
وأخيرا ، وحول تطرق نصرالله الى تطورات قطاع غزة وإعلانه ان “حزب الله يقدم الآن مساعدة محدودة، وهو جاهز لخطوة أكبر متى لزم الأمر”، قال جعجع: “نصرالله يصادر مجدداً قرار الشعب والحكومة، والذي هو قرار سيادي بامتياز. السيد حسن جزء من الحكومة، وأي قرار يجب ان يتخذ على طاولتها، وإلا يعتبر ذلك تعدياً إضافياً على الشعب اللبناني”.
على صعيد آخر، وفي إطار المساعي المتعلقة بالاستحقاق الرئاسي، علم أن “حزب الله” طلب عودة “التيار الوطني الحر” الى “بيت الطاعة” لاستعادة زمن “التفاهم الجميل”، منذ العام 2006. وستكون هناك زيارة مسؤول في الحزب يرجح ان يكون الحاج وفيق صفا الى ميرنا الشالوحي الاسبوع المقبل، للقاء رئيس “التيار” النائب جبران باسيل، وهي أشبه بزيارة مندوب المحكمة الشرعية لتسليم باسيل طلب العودة الى بيت الممانعة الأصلي بعد هجران باسيل الموقت.