وعلى هامش الاحتفال السعودي، الذي استضافه سفير المملكة وليد البخاري، قال جعجع رداً على سؤال «الجريدة» حول المساعي الإقليمية والدولية للوصول إلى تسوية رئاسية وسياسية في لبنان، إنه رغم «كل ما يحكى عن تحركات مشكورة تقوم بها الدول فإنني لا أرى أفقاً للحلّ، في ظل تصلّب المواقف والتشبث بالآراء والإصرار على التعطيل»، في إشارة إلى مواقف أطراف سياسية داخلية.
وأوضح جعجع أنه «رغم كل المساعي القطرية أو الفرنسية أو التي تقوم بها دول أخرى، فإن حزب الله وحركة أمل يتمسكان بترشيح سليمان فرنجية، ويرفضان التخلّي عنه، وبالتالي لن يكون هناك حلّ بالأفق قبل التراجع عن هذا الترشيح، ولذلك على ما يبدو أن الأزمة طويلة رغم كل ما يحكى».
وشكّل الاحتفال باليوم الوطني السعودي علامات فارقة في مجالات متعددة. فمن حيث الشكل، تم اختيار وسط بيروت الذي كان سابقاً يضج بالحياة ورمزاً لعملية إعادة الإعمار بعد انتهاء الحرب الأهلية، فيما أصبح الآن في حالة موت سريري. والمكان قريب أيضاً من السراي الحكومي، وساحة رياض الصلح التي كانت تشهد تظاهرات في فترة ما يسمى «ثورة 17 تشرين» تطالب بالتغيير والإصلاح. والرمزية الأبعد في التاريخ هي إقامة الحفل على المدرج الروماني، في وقت عرضت فيديوهات حول إنجازات المملكة في بلد لا إنجاز فيه ولا إقدام.
من العلامات الفارقة أيضاً، حجم الحضور الكثيف، وتنوعه، إذ شاركت كل الأطياف السياسية والدينية باستثناء «حزب الله»، وهو ما عكس تجذر العلاقة التاريخية بين السعودية ولبنان. فإلى جانب جعجع حضر كذلك رئيس التيار الوطني الحرّ جبران باسيل الذي يسعى إلى ترتيب العلاقة مع الرياض، كما شارك نواب تغييريون كانوا يرفضون سابقاً تلبية دعوات السفارة السعودية.
أما المفارقة في المضمون فكانت واضحة على لسان البخاري، الذي أشار إلى أن «الفراغ الرئاسي يبعث على القلق البالغ، ويُهدّد تحقيق الإصلاحات المنشودة والملحّة»، مؤكداً أنّ «الحلول المستدامة تأتي فقط من داخل لبنان، لا من خارجه».
وشدد السفير السعودي على أن «الاستحقاق الرئاسي شأن سيادي داخلي، ونحن على ثقة بأن اللبنانيين يمكنهم تحمل مسؤولياتهم التاريخية، والتلاقي من دون إبطاء لإنجاز هذا الاستحقاق»، مذكراً بأنّ «الموقف السعودي في طليعة المواقف الدولية التي تشدد على ضرورة الإسراع في انتخاب رئيس للجمهورية، قادر على تحقيق ما يأمل به الشعب اللبناني».
وتعهد بمواصلة الجهود المشتركة للحث على انتخاب رئيس، موضحاً أن السعودية تريد للبنان «أن يكون كما كان، وأن يستعيد دوره الفاعل في المنطقة».
موقف السفير السعودي يتضمن الإشارات اللازمة حول أنه لا يمكن حل الأزمة اللبنانية بدون توفر إرادة لبنانية جامعة لذلك، وأنه مهما سعت الدول الخارجية لإيجاد حلّ، فلا يمكن أن يتحقق الحل بدون إرادة داخلية حقيقية، على قاعدة لا غالب ولا مغلوب، والشروع في إعداد مشروع خطة إنقاذية واضحة وجدية.