صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

ثلوج غير كافية تؤخر موسم التزلج في لبنان

بقلم : العرب - في لبنان لم يُفتتح بعد موسم التزلج، على عكس السنوات الماضية، ذلك البلد العربي الوحيد الذي يستضيف شتاؤه هذا النوع من الرياضات، فمازال مدخول العاملين ضمن هذا الموسم “صفرا”.

خلال فترة الأعياد (عيدي الميلاد ورأس السنة) تتكلّل جبال لبنان بالثلوج ويبدأ بعد ذلك موسم التزلج، ليستفيد أهالي القرى الجبلية والمؤسسات السياحية من عائدات السياح والمغتربين، وتنتعش هذه المناطق اقتصاديا.

لكن المشهد تراجع هذا العام بسبب عدم كفاية الثلوج التي هطلت لنجاح موسم التزلج، في دليل واضح على تأثر البلد بالتغير المناخي العالمي والحرب في الجنوب بين حزب الله وإسرائيل.

وتتوزع أغلب مراكز التزلج على مناطق الأرز شمال لبنان، وكفردبيان وفاريا وقناة باكيش والزعرور شرق البلاد.

ويتميز لبنان بوجود منتجعات في هذه المناطق، يتخللها عدد من المنحدرات الصالحة للتزلّج، ومراكز مخصصة لتلبية حاجات المتزلّجين وراكبي ألواح التزلّج ذوي المهارات المختلفة، إلى جانب عدد من النشاطات الخاصة لمن لا يمتلك مهارات التزلج.

وأعرب رئيس لجنة الإعلام والتسويق في بلدية كفردبيان وليد بعينو عن أسفه لتأخر موسم التزلج هذا العام بسبب التغير المناخي، بينما كان الموسم يمتد من ديسمبر إلى فبراير في السنوات الماضية.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ومنطقة كفردبيان تبعد عن العاصمة بيروت حوالي 44 كيلومترا، ويصل ارتفاعها إلى 2800 متر عن سطح البحر، حيث يقع فيها واحد من أكبر مراكز التزلج في لبنان، وهو مركز “مزار”. وأضاف بعينو أن “العام الماضي بدأ الموسم آخر يناير، لكن العام الحالي لا تزال الصورة غير واضحة، والثلوج التي تنهمر في العاصفة الحالية من غير المؤكد أنها ستكون كافية لافتتاح الموسم”.

ويفتقر لبنان إلى أرقام دقيقة لعائدات كلّ موسم سياحي، لكن ما هو معلوم أن السياحة التي تشكّل موردا اقتصاديا كبيرا تعاني اليوم.

ولفت بعينو إلى أن “تأخر موسم التزلج أثّر على الحركة الاقتصادية في المنطقة التي تنتظر هذا الموسم كل عام، خصوصا بالنسبة إلى مؤجري أدوات التزلج والمتاجر والمطاعم والفنادق”.

وأشار إلى “وجود نحو 20 فندقا و45 مطعما في كفردبيان، تعتمد على موسم التزلج للاستمرار”.

وأوضح أن “الفنادق كانت سابقا تُحجز بالكامل في نوفمبر، لكن إلى حد الوقت الراهن لم تصل الحجوزات في أحد أهم فنادق المنطقة إلى 40 في المئة، بسبب عدم وجود الثلج”.

غياب الثلوج في لبنان ليس العقبة الوحيدة أمام قدوم السياح، فبالرغم من التحضيرات للموسم يقلق أصحاب الفنادق وأماكن التزلج والمعنيون من تداعيات الحرب جنوب لبنان، حيث حذرت العشرات من السفارات رعاياها من البقاء في لبنان أو زيارته، لأن الأوضاع مفتوحة على كل احتمالات التصعيد.

وذكر مطلعون على الأمر أن قرابة 90 في المئة من دول العالم تمنع رعاياها من القدوم إلى لبنان بسبب التخوف من التطورات الأمنية والعسكرية، وفق بيان صادر عن رئيس اتحاد النقابات السياحية ورئيس المجلس الوطني للسياحة بيار الأشقر.

وعن أصناف السياح الذين كانوا يقصدون المواسم السابقة قال بعينو “قبل عام 2019 كنا نعول على السياح الخليجيين ثم الأوروبيين، بالإضافة إلى السائح اللبناني المغترب الذي يقصد لبنان خلال موسم التزلج، لكن بعد الأزمة الاقتصادية لم نعد نرى السائح الخليجي والأوروبي الأجنبي، وصرنا نرى سياحا من العراق ومصر، بالإضافة إلى اللبنانيين المغتربين”.

ومنذ عام 2019 يعاني لبنان أزمة اقتصادية طاحنة غير مسبوقة، أدت إلى انهيار قياسي في قيمة العملة المحلية مقابل الدولار، فضلا عن شح الوقود والأدوية. وأشار بعينو إلى أن “السائح اللبناني لا يفيد الفنادق، لأنه لا يحجز فيها، على عكس السياح الأجانب”.

وكشف جورج متري، مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في جامعة البلمند (خاصة)، عن دراسة أجريت عام 2019 في الجامعة، استخدمت صور الأقمار الاصطناعية للغطاء الثلجي في لبنان، وعدد الأيام التي يتواجد فيها الغطاء الثلجي بين عامي 2000 و2018.

وأوضح متري أن معدل عدد الأيام التي يتواجد فيها غطاء ثلجي في لبنان يتراوح بين 113 و215 يوما، حيث سجّل موسم 2002 – 2003 النسبة الأعلى، بينما سجّل موسم 2013 – 2014 النسبة الأدنى، وفق الدراسة. وأشار إلى أن “المنحى لعدد الأيام التي يتواجد فيها غطاء ثلجي في لبنان، تراجع بمعدل 26 في المئة خلال 18 عاما”.

وذكر أن “تأخر الثلوج وانحسار وجودها لهما تأثيرات كثيرة في لبنان، إذ يساهمان في خفض كمية المياه الجوفية، بالإضافة إلى تفشي الأمراض وانتشار الحشرات في الغابات بوتيرة تصاعدية”.

ولفت متري إلى “اكتشاف تحوّل كبير في أماكن الحرائق في لبنان”، مشيرا إلى أنه “عندما يمتد الجفاف إلى الجبال التي عادة ما تكون أرضها رطبة، نشهد حرائق غابات فيها، وباتت تمتد إلى غابات الأرز، وهذا الأمر غير مألوف في لبنان وبدأنا نراه منذ عام 2020 فقط”.

ويتميز لبنان بمناخه وطبيعته الجبلييْن، ما يتيح له أن يكون مقصدا لمحبي رياضة التزلج في مناطق عديدة، مجهزة بشكل عالي المستوى، ومنها فاريا التي تعتبر إحدى نقاط جذب المتزلجين العرب والأجانب واللبنانيين على حد السواء.

 

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading