ومع هذا الانسداد، تأخذ المواجهات بين الحزب وإسرائيل على ضفتي الحدود في جنوب لبنان أشكالا متعددة، بينها اختبارات لقدرة حزب الله الدفاعية البرية من خلال محاولتي تسلل ليل الأحد – الاثنين. يؤشر هذا الحدث إلى المزيد من المخاطر من اتساع رقعة الاشتباك بالجنوب وتغير في آلياتها، لا سيما في ظل إصرار الإسرائيليين على الحديث عن الاستعداد لشن حملة برية على جنوب لبنان، وهو ما ترافق مع تسريبات أميركية تبدي التخوف من دخول إسرائيلي بري إلى الجنوب اللبناني في أواخر الربيع المقبل.
ليس هذا التغير الوحيد في مسار العمليات، بل أصبح الإسرائيليون يعتمدون أسلوب التدمير الكامل والممنهج لأحياء سكنية كاملة في بعض القرى الحدودية، وهو ما يجري في بلدة عيتا الشعب قبل أيام، إذ كثف الإسرائيليون ضرباتهم باتجاهها ويعمدون على إحداث دمار كبير. وهذا الأسلوب له دلالتان، الأولى أن يكون هدفه إعدام كل مقومات الحياة في تلك المنطقة للتبرير أمام سكان الشمال بأنه تم إبعاد حزب الله والسكان عن الحدود، خصوصاً أن الإسرائيليين يروجون إلى أن لبنان لن يحصل على مساعدات سريعة لإعادة الإعمار، وبالتالي فهذه المناطق ستبقى مهجورة لفترة طويلة.
أما الدلالة الثانية فهي أن يكون الهدف مسح مناطق جغرافية بذاتها تحسباً لاحتمال توغل بري، لا سيما أن عيتا الشعب كانت إحدى أبرز البلدات التي سعى الإسرائيليون للدخول إليها في حرب عام 2006، وقد تعرضوا فيها لكمائن كثيرة. إلى ذلك، قال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، أمس، عقب اجتماعه مع هوكشتاين، «نحن ملتزمون بالعملية الدبلوماسية، لكن عدوان حزب الله يقربنا من نقطة حرجة في اتخاذ قرار بشأن الأنشطة الحربية حيال لبنان».
من ناحيته، قال رئيس كتلة حزب الله النيابية محمد رعد إن «أسلحة الحرب المفتوحة لم نفتح مخازنها بعد والعدو يعرف ذلك»، مضيفا: «جاهزون لنلاقي العدو إذا أخطأ بحساباته، وأراد أن يخرج من قواعد الردع التي فرضناها عليه، لكن حتى الآن نحن نتريث تجنيباً لبلدنا وأهلنا مغبة حرب مفتوحة ستكون فيها دماء وخسائر، لكن الخاسر الأكبر فيها سيكون العدو الصهيوني».