وسمعت أصوات إطلاق نار وقذائف صاروخية داخل المخيم، فيما سجلت حركة نزوح كثيفة للفلسطينيين من داخل المخيم بسبب الاشتباكات الدائرة.
وذكر مراسل “الحرة” أن الرصاص الطائش وصل إلى أرجاء مدينة صيدا جنوبي البلاد.
كما أفادت أنباء بانفجار قذيفة صاروخية فوق مستشفى” الهمشري” في مدينة صيدا الجنوبية.
ويفرض الجيش اللبناني طوقا أمنيا مشددا حول المخيم، ويسهل الجيش خروج الأهالي هربا من تطور الوضع داخل المخيم.
كما أفادت معلومات يبدء اتصالات مكثفة على أعلى المستويات بين قيادات الفصائل الفلسطينية، وبعض القوى اللبنانية لاحتواء الاشتباكات المسلحة المستمرة على أكثر من محور والتي تستخدم فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية.
وأشارت معلومات أولية إلى التوصل لاتفاق لوقف إطلاق النار، لكن تنفيذه رهن بالتزام الأطراف المتقاتلة به.
وفي بيان عاجل دعت هيئة العمل الفلسطيني المشترك في لبنان إلى وقف إطلاق النار في مخيم عين الحلوة، “أفساحا للمجال أمام القوة الأمنية الفلسطينية المشتركة في مخيم عين الحلوة وهيئة العمل المشترك في صيدا، للقيام بواجباتها وتنفيذ ما أوكل لها، من قبل هيئة العمل في لبنان”.
وتحدثت المعلومات عن سقوط جريحين على الأقل، فيما أكد شهود عيان في مدينة صيدا لموقع “الحرة”، أن الرصاص الطائش الناتج عن الاشتباكات تساقط على أحياء المدينة، ما دفع الناس للاختباء في منازلها ومغادرة الكورنيش البحري للمدينة الذي يضم تجمع المقاهي التي عادة ما تكون مزدحمة في هذا الوقت.
وقد انتشر عدد كبير من المقاطع المصورة التي تظهر حركة نزوح كثيفة لعائلات وأفراد من مناطق الاشتباك في المخيم إلى خارجه، حيث توزعوا على مساجد مدينة صيدا ولاسيما مسجد الموصللي، والأماكن العامة فيها.
وتتركز الاشتباكات في أحياء التعمير والطوارئ والبركسات والبستان، وبحسب المعلومات تأتي على خلفية محاولة حركة فتح إستعادة انتشارها الأمني في المدارس التابعة لمنظمة الأونروا، والتي سيطر عليها عناصر إسلامية مسلحة بعد الاشتباكات التي كان قد شهدها المخيم الشهر الماضي.
وبحسب المعلومات فقد بدأ الهجوم بإلقاء قنبلة تبعه إطلاق نار كثيف من داخل حي ” الطوارىء” في المخيم.
وكان نحو ربع سكان المخيم البالغ عددهم 80 ألفا قد نزحوا بسبب الاشتباكات، التي اندلعت في 29 يوليو، بين حركة فتح وإسلاميين متشددين.
ووفقا لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين في الشرق الأدنى “الأونروا” فإن مخيم عين الحلوة هو الأكبر من بين 12 مخيما للاجئين الفلسطينيين في لبنان تأوي ما يصل إلى 250 ألف لاجئ فلسطيني.
ويحتمي في المخيم عدد كبير من المتطرفين والمطلوبين، حيث يخرج عن سيطرة السطات اللبنانية بحكم عرف قديم ولا ينتشر داخله القوى الأمنية أو الجيش اللبناني، فيما تتسلم أمنه حركة فتح بشكل أساسي. وتعتبر الاشتباكات بين مجموعات مُتنافسة على النفوذ والسلطة أمر شائع في المخيّم.