صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

بعد “الحدثين اللافتين” في قمة جدة.. ماذا أرادت السعودية إثباته “للعالم”؟

بقلم : الحرة / خاص - واشنطن - حدثان لافتان شهدتهما القمة العربية المنعقدة، الجمعة، في جدة بالمملكة العربية السعودية، وتمثلا بحضور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، بعد قطيعة عربية استمرت 12 عاما، وكذلك مشاركة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي المفاجئة.

وشكل حضور زيلينسكي، الذي تعيش بلاده الآثار المدمرة الناجمة عن الحرب التي شنتها روسيا، في فبراير من العام الماضي، مفارقة ملحوظة بالأخص مع حضور الأسد القمة، والذي تمتع بدعم موسكو لقمع المعارضة السورية منذ عام 2011.

ويعكس تواجد الأسد وزيلينسكي في قاعة واحدة، وبدعوة سعودية مباشرة لكليهما، توجه المملكة نحو تطوير دورها في حل النزاعات وتغيير مجريات الأحداث السياسية إقليميا وعالميا.

ولعبت السعودية مؤخرا دورا دبلوماسيا رائدا في السياسة الإقليمية، إذ أعادت العلاقات مع إيران، ورحبت بعودة سوريا إلى الصف العربي، وتتوسط في الصراع السوداني.

وتعد عودة الأسد إلى الصف العربي جزءا من اتجاه أوسع في الشرق الأوسط حيث تتخذ دول احتدمت بينها الخلافات ذات يوم خطوات لإصلاح العلاقات المتوترة بسبب صراعات وتنافس لسنوات، برز فيها دور الرياض كوسيط بشكل خاص، وفقا لمراقبين.

وقبل ذلك، ساهمت الرياض في التوصل لاتفاق بين روسيا وأوكرانيا، في سبتمبر الماضي، تمخضت عنه عملية تبادل أسرى، بينهم رعايا أميركيون وبريطانيون ومغاربة وكرواتيون وسويديون.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

يقول المحلل والكاتب السعودي، سليمان العقيلي، إن “التوجه السعودي اليوم يهدف لتخفيف التوترات وإبرام المصالحات وتسوية المشاكل وتهيئة المناخ لقواعد نظام عربي جديد يعتمد على التعاون والتنمية والبناء والاستثمار ولتجارة المتبادلة والمصالح المشتركة”.

ويضيف العقيلي في حديث لموقع “الحرة” أن “السعودية كانت تعتبر لاعبا مهما له مكانته الإقليمية والدولية، حتى قبل انعقاد القمة”.

يؤكد العقيلي أن “السعودية ماضية في عملية السلام والتعاون والبناء بما يحقق مصالح شعوب المنطقة”.

يعزو العقيلي هذا التغير اللافت في السياسة السعودية وتوجهها نحو الوساطة إلى عدة أمور من أبرزها امتلاكها “لمشروع وطني عملاق يتمثل برؤية 2030”.

يقول العقيلي إن هذا المشروع “هو في الشكل اقتصادي تحاول من خلاله المملكة تنويع مصادرها للدخل، لكنه في الحقيقة مشروع اقتصادي سياسي اجتماعي”.

ويتابع أن “هناك قناعة لدى السعودية بأن نجاح المشروع يتوقف على الاستقرار الإقليمي في المنطقة، سواء في مجال الأمن أو التعاون التجاري والاستثماري والتنموي”.

ويشير العقيلي إلى أن “رؤية 2030 والمشاريع القائمة فيها، باتت تؤثر كثيرا في أولويات السياسة الخارجية السعودية، التي بدأت تعتمد على الواقعية السياسية والتعاون مع الجيران”.

في مارس الماضي، أعلنت كل من السعودية وإيران توقيع اتفاق برعاية صينية قررتا بموجبه انهاء قطيعة دبلوماسية بينهما استمرت سبع سنوات.

وعملت الرياض أيضا على إصلاح العلاقات مع الحوثيين في اليمن وتركيا والنظام السوري، التي أثمرت جهودها عن عودة الأسد لجامعة الدول العربية بعد عقد على قطع العلاقات معه.

يذكر أن وزارة الخارجية الأميركية استنكرت عودة سوريا مجددا إلى الجامعة العربية، مؤكدة أن واشنطن ترفض التطبيع مع الأسد وأن العقوبات ستظل سارية بحق نظامه.

وتعليقا على تأكيد مشاركة الأسد في القمة العربية، قال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية، فيدانت باتيل، لـ “الحرة”، الأربعاء: “لا نعتقد أن سوريا تستحق إعادة القبول في جامعة الدول العربية في هذا الوقت. وهذه نقطة قمنا بتوضيحها لجميع شركائنا”.

وأضاف باتيل أنه رغم ذلك “فإننا نتشارك مع شركائنا العرب في العديد من الأهداف فيما يتعلق بسوريا بما في ذلك الوصول إلى حل للأزمة السورية بما يتوافق مع قرار مجلس الأمن 2254 وتوسيع وصول المساعدات الإنسانية لجميع السوريين المحتاجين، وبناء الأمن والاستقرار لضمان عدم ظهور تنظيم داعش من جديد، وخلق ظروف آمنة لعودة اللاجئين، وإطلاق سراح وكشف مصير المحتجزين ظلما والمفقودين، والحد من النفوذ الإيراني ، ومكافحة تهريب الكبتاغون من سوريا”.

لكن الباحث السياسي والمستشار الإعلامي السعودي، مبارك آل عاتي، يبين أن “السعودية تريد تجسير العلاقات العربية- العربية وكذلك إعادة تقوية دعائم البيت العربي”.

ويقول آل عاتي لموقع “الحرة” إن “السعودية استثمرت دبلوماسيتها الضاغطة لإقناع جميع الدول العربية بالحضور بغض النظر عن مستوى علاقاتها الثنائية”.

التأثير عالميا

تجاوزت جهود الوساطة التي تبذلها الرياض منطقة الشرق الأوسط. ففي العام الماضي، قالت الحكومة إنها توسطت في تبادل سجناء بين روسيا وأوكرانيا أسفر عن إطلاق سراح 10 معتقلين، بينهم اثنان من المحاربين الأميركيين وخمسة مواطنين بريطانيين.

وأعلنت المملكة، في ديسمبر الماضي، أنها ساعدت أيضا بالتوسط للإفراج عن نجمة كرة السلة، بريتني غراينر، من الاحتجاز الروسي، مقابل تاجر الأسلحة الروسي، فيكتور بوت.

ويرى آل عاتي أن “الحياد الإيجابي” الذي التزمته السعودية في الصراع الروسي الأوكراني قد يمكنها من لعب دور في حل الصراع.

ويقول آل عاتي لموقع “الحرة” إن “حضور الرئيس الأوكراني للقمة هو رسالة سعودية تشير إلى أنها تستطيع أن تسهم في الجهود الدولية الرامية لحل النزاع”.

ويضيف آل عاتي أن “السعودية تتمتع بثقل سياسي واقتصادي هامين إقليميا ودوليا، وأن الرأي السياسي السعودي أصبح ذو تأثير دوليا، وهي شريك لا يمكن الاستغناء عنه في مجال حفظ الأمن والسلم الدوليين”.

ويشير إلى أن “حضور الرئيس الأوكراني لمؤتمر القمة هو تأكيد على أن المجموعة العربية ترفض استخدام القوة في تسوية النزاعات”.

بدوره يقول العقيلي إن “السعودية وجهت الدعوة أيضا لروسيا من أجل إرسال موفد لها للجامعة العربية، لكن موسكو اكتفت بإرسال برقية وزعت في المؤتمر”.

ويضيف أن “هذا يدل على أن الجامعة العربية بقيادة السعودية تريد أن تثبت للعالم أنها جزء مهم في المنظومة الدولية، وأنها تستطيع المساهمة في تخفيف التوترات والوساطة في الصراعات العالمية”.

ويشير إلى أن “المملكة تهدف إلى المساعدة في حل الصراع بين موسكو وكييف، في ظل وصول تأثيرات وتداعيات الحرب للمنطقة، سواء على مستوى الغذاء أو أزمة الطاقة أو القلق من استقطاب دولي جديد يضر بأمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط”.

الخبر من المصدر

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading