شن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، الأحد، هجوما لاذعا على من وصفهم بـ”أيادٍ وقلوب وسخة داخل التيار”، في أول إشارة علنية عن الخلافات المتصاعدة داخل أحد أبرز الأحزاب المارونية في لبنان.
وجاءت تصريحات باسيل في أعقاب إقالة القيادي في التيار الوطني الحر ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بوصعب، والتي أثارت جدلا واسعا داخل التيار وعززت الانقسامات التي تعصف به منذ فترة.
وقال باسيل خلال افتتاح بيت الشباب في منطقة جزين جنوب بيروت “في التيار أياد بيض وأياد خشنة، وعندما يوسخ أحد ما يديه داخل التيار يصبح خارجه، ونحن في التيار لا نعرف لا اليدين ولا القلوب ولا الأخلاق الوسخة”.
ويرى مراقبون أن تصريحات باسيل تعكس عمق الأزمة داخل التيار الوطني الحر، في ظل موجة رفض متصاعدة لسياسات باسيل في التعاطي مع عدد من الملفات الداخلية واستفراده بالرأي.
ويشير المراقبون إلى أن باسيل أراد توجيه رسالة تحذير للقيادات والأعضاء المعارضين لتوجهاته، بأنه لن يتوانى عن إجراء حملة تطهير في صفوف الحزب، وهو منطق من شأنه أن يؤدي إلى زيادة منسوب الغضب تجاهه، وقد يقود إلى موجة من الاستقالات والإقالات.
ويوضح المراقبون أن التحذير الذي أصدره يأتي بعد خروج الخلافات إلى العلن لاسيما مع القيادي بوصعب، الذي تم اتخاذ قرار مؤخرا بفصله من الحزب.
وتحدثت تسريبات أن قرار فصل بوصعب يعود إلى قيام الأخير بتشكيل مجموعة معارضة لخيارات باسيل وقراراته مع عدد من نواب التيار الوطني الحر.
وحسب التسريبات فإن المجموعة ضمت حوالي خمس نواب من تكتل لبنان القوي، وهم من مؤسسي التيار، ويعارضون خيارات باسيل.
وتعود الخلافات بين باسيل وبوصعب، لفترة الانتخابات النيابية، حينما دعم رئيس التيار المرشح إدغار معلوف على حساب بوصعب.
وتفاقمت الأمور بين الطرفين حينما صرح بوصعب أنه في حال كان مرشح الثنائي الشيعي زعيم تيار المردة سليمان فرنجية بحاجة إلى صوت واحد للنجاح فهو سيمنحه صوته.
وحسب المعلومات المتداولة في وسائل الإعلام اللبنانية، فإن باسيل قام منذ أسبوعين بإبلاغ الهيئة السياسية بشكل رسمي بقرار إقالة بوصعب، وليس من المستبعد أن تطال الإقالة قيادات أخرى في التيار.
