24 ساعة كانت كافية لهزّ الاستقرار في البلد وعودة مشاهد الحرب الأهلية، على إثر عملية خطف منسق منطقة #جبيل في “القوات اللبنانية” #باسكال سليمان على طريق حاقل خلال عودته من مناسبة عزاء في جرد جبيل، في منطقة يُفترض أقله أنها خاضعة لشرعية الدولة خلافاً لمناطق اخرى.
استهداف قياديين للقوات اللبنانية ليس الأول من نوعه، اذ تم في آب الفائت اغتيال القيادي الياس الحصروني الملقلب بـ”الحنتوش” في بلدته عين إبل، ووجهت القوات اللبنانية الاتهامات بمقتله إلى “حزب الله”.
المعلومات بسأن القيادي باسكال سليمان حتى الساعة متضاربة، ولا صحة أبدا عن تحريره من قبل مخابرات الجيش كما يُروج، ولم تتلق معراب حتى الساعة أي معلومات تتعلق بتحريره، بل هناك جهود مستمرة ومضنية من قبل الأجهزة الأمنية ووحدات الجيش لمعرفة مكان وجوده كما ذكرت مصادر معراب لـ”النهار”.
“النهار” التي تواكب مسألة اختطاف سليمان منذ يوم أمس، تحدثت اليوم من جبيل إلى النائب غادة أيوب الموجودة مع المتظاهرين على الطريق، فدعت ما تبقى من الدولة اللبنانية لأن تعمل على حفظ الأمن والأمان للبنانيين لئلا يشعر المواطن اللبناني بعدم الانتماء”.
وقالت: “إن الجهات الأمنية أبلغتهم أنه حتى الساعة تم توقيف عدد من أفراد العصابة، من دون تحرير سليمان”.
وردا على سؤال، أكدت أنه “لا نستطيع أن ننفي أو نؤكد ما اذا كان الاختطاف سياسياً، ربما لأن العناية الالهية تدخلت، وكان باسكال سليمان لدى اختطافه يتصل على هاتفه مع شخص آخر فغيرت العصابة خطتها وحولت هدف الاختطاف”.
النائب زياد الحواط تحدث بدوره لـ”النهار”، واكد أن الاتصالات مع الأجهزة الأمنية ايجابية لكن ما نريده عودة باسكال سليمان إلى أهله. وقال: “من حق اللبنانيين العيش بكرامة، وبأمان وباستقرار، وضرب الاستقرار وخطف الناس من منازلها في وضح النهار بدون حسيب أو رقيب أمر غير مقبول، فإما أن تقوم الدولة اللبنانية بمسؤولياتها وتحمي المواطنين في قراهم أو نحن لدينا كل القدرات للقيام بذلك. إنما ما زلنا ننادي بالالتزام بالدستور والمؤسسات والأجهزة الأمنية، التي نوجه لها كل التقدير والشكر على الجهود التي تقوم بها منذ اختطاف باسكال سليمان الى اليوم، على أمل الوصول إلى نهايات سعيدة”.
وردا على سؤال، قال الحواط: “لا نستبعد أن يكون الخطف سياسيا، ننتظر معطيات الأجهزة الأمنية وما يمكن أن تضعنا فيه من معلومات بشأن عملية الخطف. ووننتظر تحرك القضاء. آمالنا معقودة على الأجهزة الأمنية لتحريره، وبعد التحرير كلام آخر لما بات يشكله اللجوء السوري من خطر، الذي يجب معالجته بشكل سريع. واذا لم يُحرر سيكون هناك مسؤولية كبيرة علينا سنبدأ بحماية أنفسنا وعائلاتنا وأولادنا. اليوم باسكال سليمان غدا أي مواطن في أي ضيعة لبنانية أخرى”.
هذا، وتداعى منذ يوم أمس شباب القوات اللبنانية إلى جبيل وقطعوا الأوتوستراد بالاتجاهين.
وتسبّب قطع الطريق بزحمة سير خانقة منذ ساعات الصباح الأولى.
وأثارت القضية مواقف سياسية وحزبية وشعبية مندّدة، واستدعت حضوراً لرئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع إلى منسقيّة جبيل ليل أمس للوقوف عند آخر التطورات.