وتحدث وزير الزراعة عباس الحاج حسن عن تقديرات أولية لقيمة الخسائر الزراعية تفوق 2.5 مليار دولار، لافتاً إلى “أن الخسارة لا تحسب على المدى القصير فقط، فعلى سبيل المثال أُحرقت 60 ألف شجرة زيتون فيما نحتاج إلى ثلاث سنوات على الأقل للحصول على شجرة زيتون مثمرة”.
أما رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي فأكد من طرابلس “أن الحكومة مستمرة في اتصالاتها الدبلوماسية دولياً وعربياً لوقف العدوان على لبنان”، لافتاً إلى “أن نتائج هذه الاتصالات تبدو حتى اللحظة إيجابية، من دون إغفال مسألة أساسية، وهي أنه لا يمكن الرهان على أي موقف إيجابي أو ضمانة يقدمها العدو الإسرائيلي”. وأوضح ميقاتي “أن الحكومة منذ اليوم الأول لبدء العدوان، شكلت لجنة طوارئ لمتابعة وضع الجنوب والجنوبيين، وهي مستمرة في عملها لتقديم المساعدات الضرورية للنازحين من قراهم، بحسب الإمكانات المتاحة. وعلى خط مواز فهي تتابع الخطوات المطلوبة لمواجهة تداعيات العدوان الإسرائيلي دبلوماسياً ودولياً ولا سيما عبر الأمم المتحدة ومنظماتها”.
المواجهات الميدانية
وفي إطار المواجهات المتبادلة بين حزب الله وإسرائيل منذ 8 تشرين الأول/أكتوبر، نفذ الطيران الحربي الإسرائيلي غارة على منزل جديد في بلدة عيتا الشعب ودمّره بالكامل. واستهدفت دبابة ميركافا في المطلة احد المنازل في بلدة الخيام بقذيفتين، كما تعرضت تلة الحمامص والأطراف الشرقية لبلدة العديسة وأطراف بلدة حولا وبلدة كفركلا ووادي العصافير لقصف إسرائيلي طال ايضاً وادي السلوقي ومنطقة اللبونة وسط تحليق مكثف للمسيّرات في أجواء النبطية على مستوى منخفض كما فوق حاصبيا والعرقوب.
أما حزب الله فاستهدف موقع المطلة بمسيّرة انقضاضية وأصاب دبابة، كما استهدف انتشاراً لجنود الاحتلال في محيط موقع جل العلام وانتشاراً آخر في محيط موقع “زرعيت”. ودوّت صفارات الإنذار في مستوطنات الجليل وخصوصاً في “كفار جلعادي” و”المطلة”.
معادلة المشاغلة
تزامناً، قال نائب أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم “في قناعتنا إذا أردنا أن نجري تقييماً بعد 6 أشهر من المساندة التي قمنا بها بمعادلة الإشغال للعدو الإسرائيلي، فهي حقَّقت كل الممكن وكل المطلوب من هذه المواجهة من جبهة الجنوب”. وأضاف “بعض الناس يريدوننا أن نقوم بالمزيد من المواجهة، ولكن برأينا هذا القدر كافٍ ويحقق الهدف. وأيضاً بعض الناس يدعوننا إلى أن لا نقوم بالمواجهة مطلقاً، جوابنا بأن هذا لا ينسجم مع المساندة التي يجب أن تكون وهي واجبة. استطعنا أن نحقق هدفاً وهو منع الإسرائيلي من إيذاء المدنيين على قاعدة أن الرد على استهداف المدنيين هو قائمٌ دائماً وبشكل مباشر من قبل المقاومة الإسلامية كمعادلة استطعنا أن نرسخها، وإذا أراد العدو أن يقاتل فليقاتل المقاتلين، أما الاعتداء على المدنيين فسيكون الرد على المدنيين حتماً”.
وفي كلمة لقاسم في مجمع المجتبى في بيروت، أكد “أن الاسرائيلي لا يستطيع أن يفعل ما يريد في هذه الساحة ولا يملك أدوات الضغط، وعلى حزب الله لا يستطيع الإسرائيلي أن ينتصر، لأننا على جهوزية واتخذنا قرارنا ونحن مقتنعون أنه قرار سليم، نحن لا نهدد بالمواجهة إنما قمنا بها بالحدود التي اقتنعنا بها، وحاضرون للمزيد إذا اعتدت أكثر ونترك المجال للواقع الميداني ليحدد المطلوب وكيفية العمل في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي”. وتوقف عند ما يقوم به البعض في لبنان، فسأل “هذا البعض هل أصبحت الأولوية في لبنان طعن المقاومة في ظهرها بدل أن تكون الأولوية في انتخاب الرئيس؟ هل أصبحت الأولوية تكرار الإشارات السلبية والمواقف السلبية التي تحاول أن تتماهى مع المواقف الأمريكية بدل الاهتمام بما يجمع اللبنانيين في ما بينهم؟”.
الضغوط والتهويل
بدوره، أشار رئيس الهيئة الشرعية في حزب الله الشيخ محمد يزبك من مقام السيدة خولة في بعلبك، إلى “أن المقاومة الإسلامية في لبنان تواصل ضرباتها الموجعة للكيان الصهيوني دفاعاً وإسناداً، ولن تتوقف، بل تلاحقه من وكر إلى وكر حتى تضع الحرب على غزة أوزارها. فالمقاومة ماضية لن توقفها الضغوط والتهديدات والتهويلات من الخارج والداخل، إذ ما هي إلا جعجعة لا تزيد المقاومين إلا قوة وعزيمة تحقيقاً لأهدافها الإنسانية والأخلاقية والوطنية وهي الأحرص على بناء الدولة ذات السيادة والإستقلال بعيداً عن تبعية الإنبطاح وعدم الرؤية فإنها لا تعمى الأبصار، ولكن تعمي القلوب التي في الصدور”. وأضاف: “جبهات الإسناد من اليمن إلى العراق إلى لبنان هي التي استجابت لمظلومية شعب، يُقتل ويُذبح ويجوَّع بحرب إبادة لم يشهد لها مثيل في التاريخ، ومع ذلك إيمان راسخ لا بد أن يحقق الفرج مهما طالت العذابات”.
أما المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان فتوجه إلى “من يحب أن يزايد بالوطنية”، قائلاً: “قطاع غزة جزء من ميزان المنطقة وسيادتها ومنها لبنان، ولا يمكن تركه دون إسناد وتحشيد ودعم، ونتنياهو يأخذ المنطقة نحو كارثة، وإسرائيل خسرت الحرب، واليوم أصبح واقع المنطقة يحسب بما بعد 7 تشرين، ولا يمكن الحياد في وجه مشروع إسرائيل الكبرى، والتاريخ المعاصر أثبت أن فصائل المقاومة إنما هي ضمانة سيادية لأوطانها”. وأضاف: “أما بخصوص الموفدين الدوليين، فالحل بتأكيد سيادة لبنان، ومع ثلاثية الجيش والشعب والمقاومة، لا نحتاج إلى مجلس الأمن ولا موفدين دوليين، ومن يحمي لبنان ويضمن ميزان الردع هي هذه الثلاثية، لا الوفود الدولية وخاصة التي تحمل الوظيفة الصهيونية، وبالتالي سيادة لبنان أولاً، ومصلحة لبنان أولاً، وكل صفقة تنتقص من سيادتنا لصالح تل أبيب هي مرفوضة”.
الكتائب وتراخيص الأسلحة
في غضون ذلك، تفاعلت قضية عدم منح حزب الكتائب تراخيص من وزارة الدفاع لحمل الأسلحة بعد موقف النائب نديم الجميّل الذي قال فيه “بعدما كنت قد تقدّمت بطلب تجديد 15 رخصة حمل سلاح للمرافقين والحرس المولجين بحمايتي وحماية منازلنا من وزارة الدفاع مباشرة بعد انتهاء مدة تمديد التراخيص. وبعد عدة مراجعات مع الجهات المختصة في مكتب وزير الدفاع ولكن من دون جدوى!. قررت بتاريخ 20 -3-2024 سحب طلب تجديد التراخيص لأنني لن استجدي أحدًا لحمايتنا. سأستمر ومرافقيني وحراس منازلنا بحمل السلاح واستعماله من دون تراخيص، لأنه يبدو أن المسؤولين منشغلون بتأمين الرخص والسلاح والصواريخ والأعتدة للميليشيات من دون أن يخالفوا لهم أمرًا. هذا هو لبنان اليوم”. وأضاف “هذه الحادثة من أحداث كثيرة تؤكد أن الدولة بكل أجهزتها العسكرية والمدنية تحت إمرة حزب الله وسلاحه”. وختم “لن نركع ولن نرضخ وسنقاوم من أجل الحفاظ على أمننا، وحريتنا وكرامتنا”.
ولاحقاً، صدر عن جهاز الإعلام في حزب الكتائب بيانا انتقد “انتهاج سياسة الصيف والشتاء على سقف واحد والتي باتت معروفة المصدر والأسباب ولن تثنينا عن حماية أنفسنا برخصة أو من دونها إذا اضطررنا”، مؤكداً “أننا لن نسمح تحت أي ظرف من الظروف أن تنكشف حياتنا وحياة محازبينا في زمن تفلّت السلاح وغياب دولة استولت عليها الميليشيات”.