بكلمات ساحرة، وصوت امتزج بين الطربي والهادئ، الذي يميل إلى الرومانسية، خطفت المطربة اللبنانية هبة طوجي القلوب طوال السنوات القليلة الماضية، لتجعل لنفسها جمهوراً كبيراً بكافة أنحاء العالم العربي، فهي من أولى المطربات اللواتي أحيين حفلاً غنائياً للنساء فقط بالمملكة العربية السعودية، وهي من قدمت لمصر أغنية «سلم على مصر» لتنضم للأغاني الوطنية الشهيرة هناك، بالإضافة إلى أنها تغني باللغة الفرنسية بشكل احترافي، جعلها تتأهل للمراحل النهائية للبرنامج الخاص باكتشاف المواهب في فرنسا «ذا فويس». وكانت نقطة السحر في حياة طوجي الغنائية، تعاونها مع المنتج أسامة الرحباني، الذي دعمها منذ بدايتها الحقيقية في عالم الموسيقى منذ ما يقرب من 17 عاماً، عندما آمن بموهبتها وكان سبباً في شهرتها.. مؤخراً طرحت طوجي ألبومها الجديد «بعد سنين» والذي طال انتظار طرحه وأخذ من الوقت ثلاث سنوات ليكون جاهزاً للجمهور… «سيدتي» التقت هبة طوجي في حوار من القلب، سردت فيه كل تفاصيل حياتها الفنية والخاصة..
بداية، حدثينا عن كواليس ألبومك الجديد «بعد سنين»؟
هو ألبوم مقرب لقلبي لأبعد الحدود، فقد تعبنا كثيراً لإخراجه على هذا النحو، واستحوذ على قلوبنا وعقولنا لحوالي ثلاث سنوات، منذ أن بدأنا تحضيراته الأولى وحتى الانتهاء منه، وهو أمر يجعلني أشعر بأنه سيجد القبول الكبير من الجمهور لفترات طويلة، فقد عملنا على صناعة ألبوم يليق بآذان المستمعين وقلوبهم، وحاولنا أن نجعله مليئاً بالألوان الموسيقية واللهجات القريبة على قلوب الجماهير، فالألبوم بدأت فيه فعلياً عام 2020، وقد تم تسجيله بين ثلاث دول مختلفة، ليكون متنوعاً وفريداً، فقد صورناه في لبنان وفرنسا وأميركا، وهو تحت إشراف الشخص القريب إلى قلبي المنتج الكبير أسامة الرحباني، الذي كان نقطة السحر الدائمة في أعمالي الفنية.
أحدثنا نجاحات عديدة
التعاون مع أسامة الرحباني أثّر في حياتك الفنية. حدثينا عن ذلك؟
هو شخص محترف، والتعاون معه مثمر دائما،ً وأحدثنا نجاحات عديدة سوياً، وهو الأمر الذي جعلنا نواصل رحلتنا التي امتدت إلى 17 عاماً منذ تعاوننا الأول. وتعاونا عام 2016 في مسلسل الأنيميشن «إلينا من أفالور». فكان مخرج العمل وقتها وأنا قدمت أغنية البداية، ومن وقتها ونحن نتعاون معاً، حتى ألبومي الحالي «بعد سنين»، الذي اتفقنا سوياً على طرحه بهذا الشكل، وكان معي لحظة بلحظة، مهتماً بتفاصيله وبشكله وبطريقة طرحه للجمهور أيضاً، وهذا أمر جعلني مرتاحة نفسياً.
تعاونتما سوياً على مدى 17 عاماً، هل حدث بينكما خلاف في الآراء؟
هذا أمر طبيعي أن تكون هناك وجهات نظر متعددة، فلا يوجد شخص يعتمد على نفسه %100 في هذا المجال، بالتأكيد كانت هناك آراء مختلفة، تارة مني وتارة منه، لكننا نتفق في النهاية على الأمر الذي نراه صحيحاً من خلال الإقناع، فالاختلاف يجعل العمل أكثر ثراءً، لأن كل شخص يسعى لتقديم أفضل ما لديه، فالمهم في الموضوع هو الوصول لأفضل نتيجة ممكنة.
بالعودة إلى الألبوم، لماذا استغرقت تحضيراته ثلاث سنوات؟
أعتبر ألبوم «بعد سنين» نتيجة لسنين من الاحتراف والنضوج الفني، فهو وليد كل المشروعات والألبومات التي قدمتها سابقاً، وخلال هذه السنوات طرأت عليّ الكثير من الأمور التي غيرتني بشكل كامل، وجعلت المشروع يسير ببطء حتى يخرج على أفضل شكل ممكن، فخلال هذه السنوات تزوجت، وأنجبت، وتحملت مسؤوليات عديدة جعلتني قادرة على تحمل أي شيء في العالم، فهذه السنوات هي الأكثر تأثيراً بي منذ ولدت، وهذا جعلني أكثر فهماً وصبراً ووعياً، ولعل ذلك ما يجعلني أشعر براحة شديدة عند طرح الألبوم، لأنني شعرت بوعي شديد باختياراتي لكل تفاصيله.
عائلتي
بالحديث عن الأسرة وتأثيرها في حياتك، كيف ترين تعاون زوجك المؤلف الموسيقي إبراهيم معلوف في ألبومك الحالي؟
زوجي إبراهيم هو أكثر شخص داعم لي في الدنيا، وأحب أن يكون معي دائماً في كل تفاصيل حياتي، وتعاوننا معاً دائماً ما يكون بشكل عفوي، فنحن لم نخطط للأمر، وقد لحنا سوياً أغنية «صار أحلى الكون»، وشارك بالعزف على آلة الترومبيت في أغنية «بحبك لآخر يوم»، فوجوده في هذا الألبوم إضافة كبيرة، وأنا سعيدة للغاية لأنه يدعمني بهذا الشكل، وأنا لدي الكثير من المشاعر بسبب هذه الأمور التي جعلتني ممتنة وأنا أغني.
كيف أثّر عليك مصطلح «ماما هبة»؟
الموضوع كان «مخوفني» في البداية، لكنه فرق معي بشكل لم أتخيله، فقد جعلني أتحمل المسؤولية بشكل منظم، وجعلني أكثر حكمة، فطريقة تفكيري أصبحت مختلفة تماماً، وهذا أمر إيجابي، جعلني أحرص على أن تكون الأعمال التي أقدمها تحترم طفليّ، وأقدم عبرها قيماً مهمة، كي يفتخرا بي دائماً عندما يكبران، فقد أصبحت انتقائية بشكل أعمق في اختيارات عملي. فأنا أعيش لأجلهما. لديّ نائل عامان، وريتا 6 شهور.
هويتي الفنية
ما الجديد الذي قدمته في هذا الألبوم؟
منذ وقت التفكير في صناعة الألبوم كان لدي الكثير من الأفكار، من ناحية شكل الكتابة والتلحين، وبالتأكيد طريقة الغناء نفسها، وكانت رؤيتي للألبوم تحمل كثيراً من الانفتاح على العالم والمزج بين الموسيقى الشرقية والغربية، وبالفعل هذا ما حدث. فالأغاني التي قدمتها تعبر عني بشكل كامل، وعن أحاسيسي ومشاعري، فالألبوم مليء بالأنماط الموسيقية المختلفة والتي مزجت بين الثقافات والموضوعات الجديدة مع الحفاظ على هويتي الفنية.
قدمتِ خلال الألبوم ديو غنائياً مع مطرب الأغنية الشهيرة «ديسباسيتو» البورتوريكي لويس فونسي. حدثينا عن هذا التعاون؟
عندما كنا نحضر للألبوم وقفنا عند أغنية «لو نبقى سوا» وتحدثت أنا وأسامة الرحباني حول أنها أغنية لها روح تنتمي للشكل اللاتيني، لنقوم بالحديث مع الشركة المنتجة للألبوم حول فكرة الديو، وبالفعل وافقت الشركة، وتحدثنا حول لويس فونسي الذي أعجب بالأغنية عندما رأى الكلمات الإسبانية بها، ووافق على الديو وقدمناه في مدينة ميامي الأميركية.
كيف رأيتِ ردود الأفعال على كليب «بعد سنين» وعلى الألبوم عموماً؟
ردود الأفعال على الألبوم كانت إيجابية للغاية، والجمهور هنأني عليه، سواء على «السوشيال ميديا» عبر تعليقاتهم المختلفة، أو على المستوى الشخصي عند مقابلتي وحتى في الحفلات، فقد وجدت حالة حب شديدة للغاية، أما أغنيتي «بعد سنين» والتي تحمل اسم الألبوم، هي أغنية حيوية وقدمتها باللهجة المصرية، ووجدت عليها ردود فعل إيجابية للغاية، وهي من كلمات نور الدين محمد، وألحان نيس، ومن توزيع أسامه الرحباني وجورج قسيس، وقد صورنا الكليب في لبنان مع المخرجة ليلى كنعان، والحمد لله ردود الأفعال عليها كانت بالملايين.
أغنية قريبة لقلبي
لماذا وضعتِ أغنية وطنية «راجع من رماده» في الألبوم؟
أغنية «راجع من رماده» قريبة لقلبي كثيراً، وأردت أن يكون صوت منصور الرحباني في مطلع الأغنية، فهذا تتويج للألبوم بشكل كامل، واختيارنا لهذه الأغنية الوطنية، كان بسبب ما يحدث في لبنان. فقد أصبحنا بحاجة للاستماع لهذه الكلمات الوطنية الحماسية، لأننا نمر بظروف صعبة جداً، لذلك نحن بحاجة لسماع صوت منصور الرحباني لقصيدة تبعث برسائل الأمل بداخلنا، وتؤكد على حبنا للوطن.
ما هي علاقتك بـ«السوشيال ميديا»؟
علاقتي بـ«السوشيال ميديا» مليئة بالحب للجمهور، فهي مفيدة كي يتواصل الفنان عبر أغانيه مع متابعيه، ومع ذلك فأنا لا أحب أن تتحول تلك المواقع لتكون تليفزيوناً حياً عن حياتي، فأنا فنانة ولست شيئاً آخر، وهذه هي طريقتي في التعامل مع مواقع التواصل الاجتماعي.
هل تفكرين في خوض غمار تجربة التمثيل؟
لا أستبعد ذلك، فهذا أحد أحلامي، وللعلم فأنا قد درست الإخراج السينمائي والتمثيل، وسبق وأخرجت كليبات.