عا رئيس وزراء لبناني أسبق، وسياسيون، إلى عدم الزج بلبنان في أتون المواجهات الدائرة منذ أمس بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة.
وحذر هؤلاء من دخول البلاد طرفا في “ساحة حرب للآخرين”، مع ما يمكن أن تجره من “ويلات” على البلد الذي يعاني من أزمة سياسية واقتصادية طاحنة.
وفي حديث خاص لـ”العين الإخبارية”، قال رئيس وزراء لبنان الأسبق، فؤاد السنيورة، من بيروت، إنه “ليس من المفيد على الإطلاق أن يتورط لبنان، لاسيما أن البلاد عانت الكثير نتيجة ويلات العدوان الذي تعرض له في عام 2006.
وأكد السنيورة أن بلاده “تعاني من أزمة اقتصادية وسياسية خطيرة ولا تستطيع تحمل أزمة إضافية”، بدخولها في أتون الحرب الحالية.
وفي هذا الإطار، أوضح رئيس الوزراء الأسبق، أن “لبنان لا يستطيع تحمل أزمة إضافية، إضافة إلى الأزمات التي تضرب البلاد وبينها أزمة سياسية خطيرة وأخرى اقتصادية صعبة”، مضيفا أن التورط في المواجهات “ليس من المصلحة على الإطلاق”.
وأبرز رئيس الوزراء الأسبق أن “هناك استثارة إسرائيلية وردود فعل من حزب الله، وهذا الأمر يتطلب مزيدا من التبصر، وضبط النفس للحيلولة دون انفلات الأمر في لبنان”، متابعا “على الحكومة اللبنانية القيام بكل ما عليها، لمنع انفلات الأمور”
ومنذ انتهاء ولاية الرئيس اللبناني السابق ميشال عون في نهاية أكتوبر/تشرين الأول الماضي، فشل البرلمان 12 مرة في انتخاب رئيس؛ إذ لا يحظى أي فريق بأكثرية تمكّنه منفرداً من إيصال مرشحه إلى المنصب.
ويزيد الشغور الرئاسي الأوضاع سوءاً في وقت تشهد البلاد منذ 2019 انهياراً اقتصادياً صنفه البنك الدولي من بين الأسوأ في العالم منذ عام 1850.
السنيورة حذر أيضا في حديث لـ”العين الإخبارية”، من أن “انفلات الأمر قد يحمل خطورة كبيرة على لبنان”، مؤكدا في هذا الصدد، على “ضرورة تحرك جميع الأطراف الدولية من أجل إيجاد حل سريع لما يجري في غزة؛ نظرا لما يحمله من تداعيات خطيرة على أمن وسلامة المنطقة”.
ومضى قائلا “يجب التأكيد على أن ما حدث أمس هو نتيجة للتعنت الإسرائيلي، وعدم التوصل لأي وسيلة من وسائل إيجاد الحل الحقيقي للقضية الفلسطينية، وبالتالي فإن هذا ما زرعته إسرائيل كل يوم ووجدته البارحة”
ومن جهته، رأى رئيس حزب “القوات اللبنانية” سمير جعجع في تغريدة عبر “إكس” (تويتر سابقا)، أن “أهم شيء عدم توريط اللبنانيين بتحمّل ما ليس بطاقتِهم، بعد كل الأوضاع الصعبة التي يعيشونها”.
وذهب النائب كميل شمعون عضو مجلس النواب اللبناني، إلى ما أكده سابقوه، السنيورة، وجعجع. وقال شمعون في بيان، تلقت “العين الإخبارية” نسخة منه، “نأمل في ظل ما نراه من تطورات في الأراضي الفلسطينية المحتلة عدم حصول أي ردة فعل في لبنان؛ لأن البلاد لم تعد تحتمل أي نوع من الأزمات”.
وتابع “لم نعد قادرين أن نكون ساحة حرب للآخرين.. هذا أمر مرفوض وعلى أهل المخيمات أن يفهموه”.
وتمنى النائب اللبناني “ألا يورط (حزب الله) لبنان بحرب تكون كلفتها عالية فنعجز عن دفعها ويعجز الآخرون عن دفعها أيضا، إذ إن حرب يوليو/تموز 2006 ، كلفت لبنان كثيرا كما كلفت الأخوة العرب، ولا نستطيع اليوم تحمل المزيد من الحروب، بل نتطلع إلى سلام شامل في الشرق الأوسط في أقرب وقت، إذا خلصت النوايا”.
وكان رئيس المجلس التنفيذي في “حزب الله”، هاشم صفي الدين، أشار في تعليقه على عملية “طوفان الأقصى”، بأن “على نتنياهو أن يعلم بأن هذه المعركة ليست معركة غزة فحسب”، مضيفا “المسؤولية تحتم على كل أبناء أمتنا ألا يقفوا على حياد ونحن لسنا على حياد”.
وأعلن صفي الدين، أنّ “مشهد دخول المستوطنات في غلاف غزة المترافق مع القصف الصاروخي سيتكرر في يوم من الأيام مضاعفًا عشرات المرات من لبنان، وكل المناطق المحاذية لفلسطين المحتلة”.
ودخل “حزب الله” اللبناني على خط الاشتباكات الدائرة منذ أمس السبت بين إسرائيل وفصائل فلسطينية مسلحة. وأعلن مسؤوليته عن هجوم بالصواريخ وقصف مدفعي استهداف مزارع شبعا.
وقال حزب الله في بيان إن الهجوم استهدف 3 مواقع من بينها “موقع الرادار” في مزارع شبعا.
وكانت إذاعة الجيش الإسرائيلي، قد كشفت صباح الأحد، عن إطلاق قذائف مورتر من لبنان على شمال إسرائيل.
ووفق المصدر ذاته، فإنه جرى إصدار تعليمات للمواطنين في المناطق قرب حدود لبنان بالدخول إلى مناطق محصنة.
كما رد الجيش الإسرائيلي بقصف مدفعي باتجاه منطقة في لبنان انطلقت منها قذائف على شمالي البلاد، فيما استهدفت طائرة مسيرة إسرائيلية مواقع لحزب الله