لاحت أخبار عن مساع للتقارب بين الكتلتين النيابيتين المسيحيتين الاكبر في مجلس النواب اللبناني، ««القوات اللبنانية» و«التيار الحر»، مع ادراك الطرفين أنه لا خرق للملف الرئاسي من دون التنسيق بينهما، تمهيدا للتوصل الى اسم مرشح رئاسي واحد.
وكشف عضو «التيار» النائب جورج عطاالله عن اتصالات تجري مع كل الاطراف، بعدما دل الوضع في مجلس النواب على وجوب الدفع باتجاه الذهاب الى التفاهم.
وقال عطاالله لوكالة «الانباء المركزية» ان هناك اتصالا مع «القوات اللبنانية»، من خارج الاطار الرسمي، وتم التوصل الى اشارات ايجابية.
وقد اعتبر المجلس السياسي للتيار الوطني الحر في اجتماعه الدوري برئاسة النائب جبران باسيل أمس، أن التحولات الحاصلة في الشرق الأوسط ستكون لها انعكاسات مهمة وايجابية على المنطقة ولبنان. ودعا الى الاستفادة من هذه التحولات لتكون في صالح لبنان.
كما دعا التيار الكتل النيابية الى أخذ العبر من مواقف الخارج بموضوع رئاسة الجمهورية وإعادة الاستحقاق الى بعده الداخلي وبالتالي الإسراع في الاتفاق على برنامج إصلاحي يرعى رئيس الجمهورية الجديد تنفيذه بالاتفاق مع الحكومة ومجلس النواب.
وجدد تمسكه باستقلالية قراره وخياره في الشأن الرئاسي رافضا منطق مرشحي المواجهة والممانعة، ومؤكدا على الحوار مع الجميع ليتم انتخاب رئيس إصلاحي يتمتع بشرعية شعبية ونيابية مسيحية.
وأكد التيار تجاوبه مع الكثير من مبادرات التوافق على اسماء مقبولة ولها قابلية النجاح في المشروع الاصلاحي.
في المقابل، النائب «القواتي» فادي كرم، تحدث عن التداول بأسماء محدودة بين الاطراف كافة، القاسم المشترك بينهم، منع وصول سليمان فرنجية الى بعبدا وبالتالي، هو لم يستبعد احتمال التلاقي مجددا بين «القوات» و«التيار» والاتفاق على مرشح رئاسي مشترك. ولفت عضو كتلة«الجمهورية القوية» كرم الى أن هناك محاولات للخروج من حالة المراوحة، داعيا في تصريح لـ«الأنباء» جميع الأفرقاء والأطراف السياسية الى تحمل مسؤولياتهم، في ظل تمسك فريق الممانعة بفرنجية، فيما تسعى المعارضة للتفاهم بين أطرافها على مرشح، كذلك التيار الوطني الحر، الذي أعلن معارضته لمرشح الممانعة، الذي أصبحت مواقفه أقرب الى المعارضة، لافتا الى ان الأجواء ايجابية، وأفضل من السابق، آملا من رئيس مجلس النواب الدعوة لعقد جلسة لانتخاب رئيس للجمهورية.
ورحب كرم ردا على سؤال، بكلام سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري، حول عدم وضع المملكة فيتو على أي مرشح، مؤكدا ان هذا يعني ان السعودية لا تتدخل بالملف اللبناني، ولم تطلب من أي نائب انتخاب هذا المرشح أو ذاك للرئاسة، واستبعد كرم أن يتخلى حزب الله وفريق الممانعة عن ترشيح فرنجية، مؤكدا الرفض الكامل لمرشح الممانعة كائنا من كان.
بدوره، نائب رئيس مجلس النواب الياس بو صعب قال انه لمس من رئيس مجلس النواب نبيه بري تمسكه بترشيح فرنجية، اما بعد لقائه رئيس اللقاء الديموقراطي تيمور جنبلاط، فقد اشار الى انه في المرحلة الثانية من مبادرته، ستكون هناك خطوات عملية لرؤية مشتركة، في خلال 10 ايام، لانهاء حالة الشغور، وتشير مصادر لـ«الأنباء» ان تيمور جنبلاط على موقفه الذي تعوزه الحماسة للمرشح فرنجية.
وسئل مستشار الرئيس نبيه بري علي حمدان، عن موقف رئيس المجلس النيابي المتمسك بترشيح فرنجية وعن اشارات التقارب بين الكتلتين المسيحيتين الاكبر في مجلس النواب «القوات اللبنانية» و«التيار الحر» حول الاسماء الرئاسية؟ فأجاب ان دعم الرئيس بري لترشيح فرنجية سابق، وأي تفاهم بين الكتل النيابية امر جيد وايجابي ومستحب وواجب، إنما يفضل ان يطلعوا بنتيجة. الرئيس بري دعا بداية للحوار ولم يستجب لدعوته.
أما عن لقاء البطريرك الماروني بشارة الراعي والسفيرة الفرنسية آن غريو، امس الاول الثلاثاء، فذكرت مصادر بكركي ان السفيرة غريو نقلت الى البطريرك العاتب على الموقف الفرنسي من الملف الرئاسي، في لبنان ايضاحات لذلك الموقف، مؤكدة ان بلادها لم تعد تدعم اي اسم لرئاسة الجمهورية، ولن تقدم على أي خطوة تضر بمصلحة المسيحيين الوطنية.
وقالت غريو للراعي، ايضا، ان ملف الرئاسة بيد اللبنانيين، ولم تعد توجد اي مبادرة خارجية.
بالمقابل يتجه سليمان فرنجية للقيام بحملة اتصالاته وزيارات باتجاه المكونات السنية الدينية والنيابية، في طليعتها دار الفتوى، بهدف توضيح الصورة والاهداف بعد الهفوة التي وقع فيها بإطلالته التلفزيونية، الاخيرة، لجهة تأييده الثلث المعطل في اول حكومة في عهده، حال انتخابه رئيسا، وصولا الى رؤيته لكيفية المداورة في توزيع الحقائب والتي أثارت ارتياب بعض النواب السنة خصوصا.
وفي معلومات «الأنباء» ان هذه الحملة التوضيحية ستبدأ بعد زيارة السفير السعودي وليد بخاري الى فرنجية، في مقره «بنشعي» ـ زغرتا، الاثنين المقبل، في سياق جولات سفير المملكة على المرجعيات الدينية والسياسية، تكريسا لمبدأ الوقوف على مسافة واحدة من جميع الأطراف