صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

إيران توسع محور دفاعها الجوي في لبنان وسوريا

بقلم : العرب - واشنطن | تأخذ العلاقة بين إيران والنظام السوري وحزب الله منحىً جديدا، في الجزئية التي تتوجس منها إسرائيل والولايات المتحدة والمتعلقة بعمليات التمركز وتهريب الأسلحة والذخائر. في ما تشير تقارير حديثة نشرتها وسائل إعلام غربية عن مساعٍ لتطوير هذا المسار من خلال تسليم منظومة دفاع جوي من نوع “خرداد – 15” للميليشيات في لبنان وسوريا.

 تضاعف طهران جهودها لتزويد حزب الله وغيره من الحلفاء الإقليميين بأنظمة دفاع جوي متقدمة، مما قد يؤثر على الحسابات الإسرائيلية والأميركية في حرب غزة وما بعدها.

وتشير التقارير الواردة من محافظة دير الزور السورية إلى أن الميليشيات ربما تتدرب بشكلٍ نشط على استخدام المنظومة الإيرانية للدفاع الجوي ” خرداد – 15″ ذات الصواريخ المتوسطة إلى طويلة المدى، والتي تشبه النظام العسكري الأميركي “باتريوت”.

ولم يتم التأكد من وجود وحدات “خرداد – 15” داخل سوريا، كما أن وجهتها النهائية غير معروفة إذا تم نقلها بالفعل إلى هناك.

ومع ذلك، أفادت بعض التقارير أن دمشق وطهران توصلتا إلى اتفاق في يوليو 2020 لتزويد نظام الأسد بعددٍ من أنظمة الدفاع الجوي الإيرانية، بما في ذلك “خرداد – 15″، والتي وفقاً لبعض التقارير قادرة على الاشتباك مع ما يصل إلى ستة أهداف بحجم الطائرات الحربية في وقت واحد من مدى 120 كيلومتراً.

ومن المفترض أيضاً أن هذه الصفقة كانت تهدف إلى أن تعود بالفائدة على حزب الله، الجماعة الإقليمية الرئيسية الوكيلة لطهران والمعروفة بضلوعها الناشط منذ وقت طويل في تهريب الأسلحة المتطورة سراً عبر سوريا إلى لبنان.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

ويقول فرزين نديمي، وهو زميل أقدم في معهد واشنطن، ومتخصص في الشؤون العسكرية والأمنية لمنطقة الخليج في تحليل نشره معهد واشنطن، إن احتمال إدخال منظومة متطورة مثل “خرداد – 15” إلى جنوب لبنان أو جنوب غرب سوريا أمر مثير للقلق بصورةٍ خاصة في ظل السياق الحالي للحرب بين إسرائيل وحركة حماس، وتوسع رقعة الاشتباكات الحدودية بين إسرائيل وحزب الله ومحاولات الجيش الأميركي ردع الضربات المتزايدة من جانب الميليشيات السورية والعراقية.

ويضيف نديمي أن وجود منظومة “خرداد – 15” سيعزز جهود وكلاء إيران لمواجهة العمليات الجوية الإسرائيلية بشكلٍ ملحوظ على طول المناطق الحدودية أو في عمق لبنان وسوريا، خاصة إذا تم إقرانها بنظام دفاع نقطي مثل “بانتسير”، والذي تفيد بعض التقارير أن مجموعة فاغنر الروسية نخطط لتسليمه إلى حزب الله.

تعزيز الدفاعات الجوية

تقتصر قدرات حزب الله على الاشتباك مع الأهداف الجوية حالياً على المدافع المضادة للطائرات قصيرة المدى، ومنظومات الدفاع الجوي المحمولة مثل منظومتَي “ستريلا – 3″ و”إيغلا – 1” روسيّتَي الصنع، ومنظومة “ميثاق” الإيرانية (نسخة من الصاروخ الصيني “كيو دبليو – 1”) وما يُعرف بصواريخ كروز من طراز “البند 358” للدفاع الجوي.

ووفقاً لبعض التقارير أطلق الحزب بعض هذه الأسلحة على طائرات مسيّرة إسرائيلية في الأيام الأخيرة، ويبدو أنه حتى قدراتها المحدودة قد أثرت على نطاق العمليات الجوية الإسرائيلية قبل الأزمة الإقليمية الحالية بوقت طويل.

ومع ذلك، لا تضاهي قدرات حزب الله القوة الجوية الإسرائيلية المتقدمة وقدرتها على شن ضربات مُواجَهَة باستخدام ذخائر دقيقة بعيدة المدى.

وقد أدت هذه الفجوة في القدرات، إلى جانب الغارات الجوية الإسرائيلية المستمرة على أهداف عسكرية إيرانية في سوريا، إلى دفع طهران إلى تسريع جهودها نحو إنشاء “محور إقليمي للدفاع الجوي” منذ وقت مبكر يعود إلى عام 2019.

وسعى النظام الإيراني، من خلال محاولة تنفيذ عمليات نقل الأسلحة إلى العراق وسوريا أو التخطيط لها، إلى تعقيد العمليات الجوية للعدو في منطقة واسعة تمتد من حدوده الغربية وصولاً إلى لبنان.

وقد تبيّن أيضاً أنه يعمد إلى نقل صواريخ كروز من طراز “البند 358” للدفاع الجوي منذ عام 2018 على الأقل، وليس فقط إلى حزب الله، ولكن أيضاً إلى الميليشيات العراقية وحتى إلى الحوثيين اليمنيين.

ومن المرجح أن هذا السلاح الفريد من نوعه الذي يعمل بالطاقة النفاثة قد تم استخدامه خلال حادثة وقعت في 8 نوفمبر الجاري، حيث ادّعى الحوثيون أنهم أسقطوا طائرة استطلاع أميركية دون طيار من طراز “إم. كيو – 9” فوق المياه اليمنية.

ويبدو أن إسرائيل قد نجحت حتى الآن في منع معظم محاولات نقل منظومات الدفاع الجوي متوسطة المدى الروسية والإيرانية من سوريا إلى لبنان، بما فيها منظومة “9K33 OSA” المعروفة أيضاً باسم (SA-8) ومنظومة “Buk- M2” المعروفة أيضاً باسم (SA-17).

وفي أبريل الماضي، ضربت إسرائيل رادار إنذار مبكر إيراني “مطلع الفجر” (مداه 500 كيلومتر) بالقرب من حمص. إلا أن منظومة “خرداد – 15” تمثل فئةً مختلفةً من سلاح الدفاع الجوي، ويمكن أن تخفف من هذا الضعف في القدرات.

وتم الكشف عن هذه المنظومة للمرة الأولى في عام 2019، ووفقاً لبعض التقارير دخلت الخدمة في إيران في العام التالي.

وهذه المنظومة قابلة للتنقل براً، ويمكن نقل مكوناتها في طائرة شحن من نوع “إليوشين إل – 76” وتم دمج رادار الاشتباك ومحطة التحكم الخاصة بها في شاحنة واحدة، مما يجعل المنظومة قابلة لإعادة النشر بسرعة.

ومن المؤكد أنه حتى المنظومات عالية التنقل يمكن أن تكون معرضةً لجهود قمع معادية محددة من العدو، خاصة إذا تم نشرها بالقرب من الحدود الإسرائيلية للقيام بدور “منع الوصول/حظر الدخول إلى المناطق”.

ويمكن لحماية منظومة “خرداد – 15” بمنظومة “بانتسير” أن تخفف من هذا الخطر إلى حدٍ ما. وبدلاً من ذلك، يمكن نشر منظومة “خرداد – 15” في عمق الأراضي اللبنانية أو السورية للدفاع بشكل أفضل عن مطارَي دمشق وبيروت بما في ذلك معقل حزب الله في الضاحية الجنوبية والطريق السريع الإستراتيجي الذي يربط بين العاصمتين.

ومن الناحية النظرية، يمكن لكلا البلدين توسيع قدرات الدفاع الجوي الخاصة بهما إلى ما هو أبعد من حدود النطاق الحالي البالغ 120 كيلومترا والذي تغطيه منظومة “خرداد – 15” إذا قامت إيران بتكوين النظام لإطلاق صواريخ أطول مدى (على سبيل المثال، ما يصل إلى 200 كيلومتر) أو إرسال أنظمة أكثر تقدماً من ترسانتها المحلية.

ويتم تصميم منظومات الدفاع الجوي الإيرانية بشكل عام مع الحرص على سهولة التشغيل، ومن غير المرجّح أن تكون منظومة “خرداد – 15” استثناءً، فمن المفترض أن تتمكن مجموعة من الطواقم والمستشارين الفنيين الإيرانيين وحزب الله والسوريين وربما العراقيين من تشغيلها بفعالية على المدى القريب.

ومع ذلك، من المحتمل ألاّ تكون المنظومة قد بلغت قدراتها التشغيلية الكاملة حتى بعد مرور ثلاث سنوات على استخدامها، ويُعتقد أن معدل إنتاج إيران لمثل هذه الأنظمة بطيء. ولذلك، من المرجح أن تحتاج إيران إلى سحب منظومة “خرداد – 15” من مخزونها المحلي الخاص إذا أرادت تزويد الميليشيات أو القوات العسكرية السورية بها بصورةٍ عاجلة واستخدام أفراد من القوات الجوية الإيرانية لمساعدة هذه الأنظمة وصيانتها.

الأولوية الأولى

في عام 2008، أصدر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي مرسوماً يضع الدفاع الجوي على قدم المساواة مع برنامج الصواريخ الباليستية بالغ الأهمية للنظام، وإنشاء قوة دفاع جوي موحدة. وبحلول عام 2019، أصبحت القوات الجوية الإيرانية فرعاً مستقلاً للقوات المسلحة الوطنية، يشرف عليها مقر جديد للدفاع الجوي يضم عناصر من قيادة الدفاع الجوي التابعة لفيلق الحرس الثوري.

وكان النظام الإيراني نشطاً بشكل خاص في تطوير شبكة دفاع جوي محلية متكاملة، وهو الهدف الذي يتطلب قاعدة صناعية محلية متخصصة قادرة على إنتاج أنواع عديدة من الرادارات، وعقد الاتصالات، وبطاريات الصواريخ ذات المدى المختلط دون مساعدة أجنبية كبيرة (على الرغم من أنه من الواضح أنها تضم العديد من التصميمات والإلكترونيات والأنظمة الفرعية من روسيا والصين والدول الغربية).

وقد تم تعزيز القدرات المحلية لإيران بشكل أكبر من خلال استحواذها على نظام صواريخ أرض – جو روسي من طراز “TOR-M1” في عام 2006 وبطاريات صواريخ “أس – 300” في عام 2016.

وتحرص إيران أيضاً على تصدير أسلحتها محلية الصنع، خاصة في الوقت الحالي بعد أن انتهت مدة القيود ذات الصلة التي كان يفرضها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 بشكلٍ رسمي.

ومع ذلك، وقبل ورود التقارير حول منظومة “خرداد – 15” في سوريا، لم تظهر أدلة كافية على أن النظام قد نجح فعلاً في نقل أيّ منظومات مماثلة، باستثناء قذيفة صاروخية واحدة من طراز “صياد – 2 سي” استولت عليها المملكة العربية السعودية قبل وصولها إلى الحوثيين في عام 2018 ربما كانت مخصصة للهندسة العكسية.

ولطالما اعتمدت إيران والجماعات الوكيلة لها في “محور المقاومة” على وسائل غير متكافئة للإخلال بعدوّيها اللدودين، إسرائيل والولايات المتحدة. وتحقيقاً لهذه الغاية، عمدت إلى توسيع ترسانتها من الصواريخ والقذائف بشكلٍ متواصل كوسيلةٍ للتعويض عن عجزها عن طرح أيّ تحدٍ في المجال الجوي، وهو جهد تطور بشكل أكبر مع ظهور أنظمة إسرائيلية مضادة للصواريخ أكثر فعالية (القبة الحديدية) وتطوير إيران لأنظمة الدفاع الجوي الحديثة.

ويمكن في المراحل القادمة أن نتوقع من إيران أن تواصل استكشاف كافة الخيارات المتاحة لتحسين القدرات الدفاعية الجوية لوكلائها وتقييد العمليات الجوية لأعدائها.

وفي الوقت الحالي، فإن أيّ عقوبات تفرضها الأمم المتحدة لا تمنع إيران من بيع ونقل منظومات الدفاع الجوي إلى وكلائها ما لم يكن المتلقي نفسه خاضعاً للعقوبات.

وفي ظل وجود روسيا والصين من بين الدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، يستحيل فرض أيّ تدابير جديدة ترعاها الأمم المتحدة ضد صادرات الأسلحة الإيرانية.

وبناءً على ذلك، ستحتاج واشنطن إلى مراقبة معاملات الدفاع الجوي التي تقوم بها طهران عن كثب بمساعدة شركاء الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وإذا لزم الأمر استخدام نفوذها الإقليمي وأدوات أخرى لمنع عمليات نقل الأنظمة الرئيسية عن طريق البر أو البحر أو تعطيلها.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading