صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
إستطلاع
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast
إشتركوا في نشرتنا

أذرع إيران بالمنطقة.. أين تتواجد وكيف تعزز الولايات المتحدة دفاعاتها؟

عقب هجمات مسلحي حركة حماس المباغتة داخل الأراضي الإسرائيلية في السابع من أكتوبر الماضي، سارعت الولايات المتحدة إلى تقديم دعمها لإسرائيل، وتوجيه رسائل تحذير شديدة اللهجة لبعض الأنظمة والميليشيات في المنطقة، من مغبة توسيع نطاق الحرب الدائرة في غزة.

وأعلنت واشنطن، بعد الهجوم، إرسال حاملة طائرات إلى شرق البحر المتوسط وتعزيز أسراب طائراتها المقاتلة في جميع أنحاء المنطقة،  بحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” البريطانية، في إجراءات قال وزير الدفاع الأميركي، لويد أوستن، إنها تهدف “لتعزيز جهود الردع الإقليمية”،

ومنذ ذلك الحين، نشرت الولايات المتحدة حاملة طائرات أخرى في الخليج، إلى جانب أنظمة دفاع جوي، وغواصة تعمل بالطاقة النووية، وأكثر من 3000 جندي إضافي، في إطار سعيها لتعزيز حماية القوات الأميركية في المنطقة، وردع طهران وأذرعها العسكرية في المنطقة.

وشنت الولايات المتحدة، الأحد، غارتها الثالثة خلال عدة أسابيع ضد المسلحين المدعومين من إيران في سوريا، ردا على عشرات الهجمات على القوات الأميركية في المنطقة.

تهديد حزب الله

وبينما تحاصر إسرائيل قطاع غزة الذي تسيطر عليه حماس، فإن هناك خطر فتح جبهة ثانية على الحدود الشمالية لإسرائيل، تشمل حزب الله، الجماعة المسلحة اللبنانية المدعومة من إيران.

إنضموا الى قناتنا على يوتيوب

وخاض حزب الله حربا استمرت 34 يوما مع إسرائيل عام 2006، ويُقدّر أن لديه “ما بين 20 ألف إلى 50 ألف مقاتل، وترسانة من الطائرات الهجومية بدون طيار، وأسلحة صغيرة ومدفعية، ودبابات وصواريخ موجهة بدقة عالية”، وفق الصحيفة البريطانية.

كما يوجد أيضًا مسلحون فلسطينيون في لبنان، يدعمهم حزب الله وإيران، مثل كتائب القسام التابعة لحماس.

وتتبادل القوات الإسرائيلية وحزب الله – وكذلك المسلحون الفلسطينيون في لبنان – إطلاق النار بشكل شبه يومي عبر الحدود، منذ 7 أكتوبر.

وفي السابع من أكتوبر، شنت حركة حماس هجوما على إسرائيل، مما أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، معظمهم من المدنيين وبينهم نساء وأطفال. كما خطفت الحركة رهائن يقدر عددهم بأكثر من 240، بينهم أجانب، ونقلتهم إلى القطاع الفلسطيني.

وردا على ذلك، تشن إسرائيل غارات متواصلة على قطاع غزة، بالإضافة إلى توغل بري، مما أدى إلى مقتل أكثر من 11 ألف شخص، أغلبهم مدنيون وبينهم نساء وأطفال.

وتصاعدت الاشتباكات بشكل مطرد بين إسرائيل وحزب الله منذ ذلك الحين، لكنها لم تصل إلى حد الصراع الشامل، بيد أن هناك مخاوف من خروج الأمور عن السيطرة سواء من طرف إسرائيل أو من جهة الميليشيات المتواجدة جنوبي لبنان.  

وكان أمين عام حزب الله، حسن نصر الله، قد حذر، السبت، من أن جماعته “استخدمت أسلحة جديدة، وأنها قامت بتنويع أهدافها داخل إسرائيل”.

وقال نصر الله في ثاني خطاب متلفز له منذ أن أعلنت إسرائيل الحرب على حماس: “هذه الجبهة ستبقى نشطة”.

ميليشيات في العراق 

وفي العراق، تصاعدت، منذ اندلاع الحرب في غزة، الهجمات على قوات أميركية، من قبل بعض الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران.

ويوجد ما بين 2000 إلى 2500 جندي أميركي في العراق، يقومون بتدريب القوات العراقية، والمساعدة في مكافحة تنظيم داعش الإرهابي.

وأعلنت جماعة غامضة تعرف باسم “المقاومة الإسلامية في العراق” مسؤوليتها عن “أكثر من 50 هجوم ضد القوات الأميركية في العراق وسوريا – حيث يتم نشر 900 جندي آخر كجزء من القتال ضد داعش – منذ 17 أكتوبر”.

وكانت تلك الجماعة قد أعلنت شن غارات على مدينة إيلات، جنوبي إسرائيل.

ويرى محللون أن “المقاومة الإسلامية في العراق” هي واجهة للفصائل المدعومة من إيران، ضمن “مظلة الميليشيات المعروفة باسم الحشد الشعبي”، حسب “فاينانشال تايمز”.

وتمتلك تلك الجماعات التي تتمتع بنفوذ سياسي وعسكري، عشرات الآلاف من المقاتلين، وجرى دمجها ضمن القوات العسكرية المسلحة في العراق.

و”يرتبط العديد من قادة تلك الميليشيات الشيعية بروابط تاريخية مع طهران، حيث عاشوا وتدربوا في إيران عندما كان نظام الرئيس العراقي الراحل، صدام حسين، يحكم العراق”، وفق “فاينانشال تايمز”.

وأضافت الصحيفة أنهم “عادوا إلى العراق بعد التدخل العسكري الذي قادته الولايات المتحدة عام 2003، حيث قاتلوا قوات التحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة، وتورطوا في أعمال عنف طائفية بعد الإطاحة بنظام صدام حسين”.

وتزايد النفوذ السياسي والعسكري لهؤلاء في العراق بشكل ملحوظ، بعد أن “لعبوا دورًا في مواجهة داعش بجميع أنحاء البلاد عام 2014″، وفق الصحيفة.

ولدى الفصائل الأكثر تطرفاً، تاريخا في استهداف القواعد والجنود والمتعاقدين الأميركيين في العراق، خاصة كلما تصاعد التوتر بين الولايات المتحدة وإيران، مثل ما حدث خلال فترة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي أعلن انسحاب واشنطن في عام 2018 من الاتفاق النووي الذي كانت طهران قد وقعته مع الدول الكبرى عام 2015. 

الجماعات المسلحة في سوريا

تنتشر في ذلك البلد الذي يشهد حربا دامية منذ عام 2011، العديد من الميليشيات المدعومة من إيران.

وكانت إيران قد تدخلت عسكريًا لدعم نظام بشار الأسد، بعد أن تحولت انتفاضة شعبية ضده إلى حرب أهلية، حيث أرسلت ميلشيات طائفية للقتال هناك، مثل “فاطميون ” و”زينبيون”، بالإضافة إلى عشرات آلاف المقاتلين من حزب الله اللبناني.

وفي الأعوام الأخيرة، أقامت تلك الميلشيات قواعد ومعسكرات جنوبي سوريا، حيث خلقت جبهة أخرى لاستهداف إسرائيل ومرتفعات الجولان.

ومنذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، تم إطلاق عدة صواريخ وقذائف هاون على مرتفعات الجولان.

المتمردون الحوثيين في اليمن

وفي اليمن، سعى المتمردون الحوثيون، الذين يسيطرون على شمالي البلاد، إلى ضرب إسرائيل.

وتزعم تلك الجماعة المدعومة من إيران أنها شنت “ما لا يقل عن ثلاث هجمات بطائرات مسيرة وصواريخ ضد إسرائيل، منذ 7 أكتوبر”. 

كما قال الحوثيون إنهم أسقطوا طائرة بدون طيار أميركية قبالة الساحل اليمني هذا الشهر.

وقالت القوات المسلحة الأميركية والإسرائيلية، إنهما اعترضتا مقذوفات أطلقت من اليمن في منطقة البحر الأحمر.

ويقاتل الحوثيون المتشددون في حرب مستمرة منذ أكثر من 8 سنوات ضد تحالف تقوده السعودية، والذي تدخل في الصراع لدعم الحكومة اليمنية الشرعية.

الحرس الثوري الإيراني

يشكل الحرس الثوري الإيراني، الذي يبلغ قوامه 120 ألف جندي، التهديد الرئيسي لإسرائيل والمصالح الغربية في المنطقة. كما يقوم جناحه المسؤول عن العمليات الخارجية، وهو فيلق القدس، بتنسيق وتدريب وكلاء طهران الإقليميين.

وكان ترامب قد مارس سياسة “الضغط الأقصى” ضد طهران، وألقت الولايات المتحدة اللوم على إيران في مهاجمة الناقلات في الخليج، وفي هجوم صاروخي متطور وطائرات بدون طيار على البنية التحتية النفطية في السعودية في سبتمبر 2019، مما أدى إلى توقف نصف إنتاج المملكة من النفط الخام مؤقتًا.

كما أعلن الحرس الثوري إسقاط “طائرة تجسس أميركية” بدون طيار في ذلك العام.

وخلال تلك الفترة من التوترات المتصاعدة، كثيرا ما هدد المتشددون الإيرانيون بتعطيل الشحن عبر مضيق هرمز، وهو أحد أكثر طرق التجارة البحرية ازدحاما في العالم، والذي يمر عبره ثلث جميع شحنات النفط المنقولة بحرا يوميا.

ومع ذلك، لفتت الصحيفة البريطانية إلى أن “دبلوماسيين غربيين يعتقدون أن حسابات طهران تميل إلى البقاء على هامش الصراع بين إسرائيل وحماس”.

الوجود الأميركي في المنطقة

وقال مسؤولون عسكريون إن القوات الإضافية البالغ عددها 3200 جندي والتي أرسلتها الولايات المتحدة إلى المنطقة في الشهر الماضي، تشمل مشغلي الدفاع الجوي وقوة الاستجابة للأزمات البحرية وذوي الخبرة في التخلص من الذخائر المتفجرة.

كما أرسلت أنظمة دفاع جوي، مثل نظام الدفاع الجوي للارتفاعات العالية (ثاد) وبطاريات باتريوت.

ولأميركا وجود عسكري قوي في جميع أنحاء الشرق الأوسط، لمكافحة التهديدات ولدعم حلفائها الإقليميين.

وأكبر قاعدة أميركية في المنطقة هي قاعدة العديد في قطر، لكن الولايات المتحدة لديها قوات منتشرة في جميع أنحاء الشرق الأوسط، بما في ذلك الإمارات والكويت والسعودية والبحرين، حيث تعد الأخيرة مقرا للأسطول الخامس للبحرية الأميركية.

وقد شهد عدد القوات الأميركية في المنطقة تفاوتا في الزيادة والنقصان منذ التدخل العسكري في العراق عام 2003.

وبلغت مستويات القوات الأميركية في العراق ذروتها عند 170 ألف جندي في عام 2007، قبل أن تسحب واشنطن في نهاية المطاف جميع قواتها القتالية في عام 2011.

وبعد الانسحاب من العراق، قُدر عدد القوات الأميركية في الشرق الأوسط بما يتراوح بين 40 ألفًا و50 ألفًا.

وتم إرسال حوالي 2000 جندي أميركي إلى العراق عام 2014، للمساعدة في محاربة تنظيم داعش. ثم عزز ترامب البصمة العسكرية للولايات المتحدة في المنطقة بين عامي 2019 و2020، خاصة في ظل التوترات مع إيران.

وخلال إدارة ترامب، بلغت مستويات القوات الأميركية ذروتها بين 60 ألف و70 ألف جندي.

وعندما تولى الرئيس الأميركي الحالي، جو بايدن، منصبه، سعى إلى تهدئة التوترات في المنطقة، كما أشرف على الخروج الأميركي من أفغانستان سنة 2021.

وفي العام نفسه، سحب البنتاغون بعض دفاعاته الجوية من السعودية، “من أجل أغراض الصيانة وإجراء عمليات في تبديل القوات”.

ولا تزال هناك أكثر من 20 بطارية باتريوت في المملكة، كما أن لدى الولايات المتحدة أكثر من 57 ألف جندي في الشرق الأوسط، وفقًا لتقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية.

تابعوا أخبارنا على Google-News

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading