هذه المشاهد أثارت جدلاً واسعاً خصوصاً على مواقع التواصل الإجتماعي، وأشعلت الانقسام السياسي اللبناني الذي اتخذ جانباً مذهبياً وطائفياً، وإنقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض، فاعتبر البعض أن “حزب الله” ومحور المقاومة يستثمر الشارع السني في حرب غزة. فما مدى حقيقة الامر؟
يقول النائب وضاح الصادق لـ”المركزية”: “لا يمكن الذهاب باتجاه استثمار السّنّة في مقاربتنا للموضوع. فعام 1983، وقبل ان يكون “حزب الله” موجوداً، كانت بيروت تحديدا ولبنان بمعظمه يناصر القضية الفلسطينية، وبيروت أكثر، إذا أردنا أن نسميها على المستوى السني، رغم أن مناصري القضية الفلسطينية كانوا من الطوائف والأحزاب كلها، والمقاومة كانت تتشكل من الحزبين الشيوعي والقومي، وتضم أمثال سهى بشارة وغيرها، الذين كانوا بمعظمهم حتى مسيحيين وليس مسلمين، إضافة إلى أحزاب أخرى على المستوى السني. المشكلة بدأت مع دخول ما يسمى بمحور الممانعة، الذي استغل المقاومة لتحقيق شعبوية وتاليا السيطرة على المدن. لكن عمليا، حتى اليوم، إذا توجهنا إلى رأس هذا المحور أي ايران، نجد أن ليس من طلقة رصاصة بينها وبين اسرائيل. كل الحروب او بمعظمها كانت تتركز على سوريا او اليمن او العراق او البحرين او المنطقة الشرقية في السعودية”.
ويضيف الصادق: “ليسوا هم مَن يستثمرون الشارع السني، لأن الشارع السني متعاطف مع القضية الفلسطينية، وأبو عبيدة بالنسبة إليهم رمز يمثّل الخروج من كبت كبير جدا، من سنوات طويلة بسبب الظلم الذي شعروا بأن الفلسطيني يتعرّض له بتغييب أبسط حقوقه، واليوم بالإجرام الذي يحصل ضده. وهذا مختلف عن تحريك “الحزب” لبعض المجموعات المحيطة به، أكان بالمال او بالسلاح، كي يحاول ان يضع غطاء سنيا له، من خلال هذه الفيديوهات “المضحكة” التي تضج بها مواقع التواصل الاجتماعي، من شاكر البرجاوي، ومجموعات أخرى من هنا او هناك، ومجموعات مؤلفة من ثلاثة او اربعة اشخاص او آخرين في طرابلس تحت سرايا المقاومة… هذه لا تغطي الشارع السني المتعاطف مع فلسطين، والذي يعلم جيدا من يتاجر بالقضية الفلسطينية”.