صدى الارز

كل الأخبار
مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
أرشيف الموقع
Podcast

نواب الحاكم أبرياء من دم الصدّيق..؟

بقلم : صلاح سلام - الموقف الملتبس التي يتخذه نواب حاكم البنك المركزي عشية إنتهاء ولاية رياض سلامة، يعزز أجواء الحذر والقلق التي تخيم على البلد، تخوفاً من تداعيات درامية على الوضع النقدي، ومزيد من الإنهيار في سعر الليرة، يُفاقم المعاناة المعيشية اليومية للبنانيين.
قانون النقد والتسليف واضح في نصوص البنود المتعلقة بحصول فراغ في مركز الحاكمية، حيث يتولى النائب الأول مسؤولية صلاحيات الحاكم، ريثما يتم تعيين حاكم أصيل. وثمة واقعة مماثلة حصلت في أواسط الستينات حيث تولى النائب الأول للحاكم، أورغليان مسؤولية إدارة البنك المركزي، بعدما إستقال الحاكم فيليب تقلا، وإتخذ يومها أورغليان قرارات كبيرة، قضت بعدم مد بنك إنترا بالسيولة اللازمة، والتسبب بخضة مصرفية كبيرة، بسبب توقف أكبر بنك في الشرق الأوسط، في ذلك الزمن، عن الدفع، وتم إعلان إفلاسه، وملاحقة رئيسه وأعضاء مجلس إدارته وتوقيفهم، وكان بينهم عدد من الوزراء والنواب السابقين.
من حق النواب الأربعة أن يُطالبوا بالتغطية القانونية لإستخدام ما تبقَّى من أموال المودعين في الإحتياطي الإلزامي، ولكن ليس مبرراً تهديدهم المتكرر بالإستقالة والتهرب من المسؤولية، مهما كانت المبررات، خاصة إذا كانت مجرد أعذاراً واهية، وغير مقنعة، وضررها أكبر من نفعها، على المستويين الشخصي والعام.
ثمة نقطة أخرى أثارت «نقزة» في الأوساط النقدية والشعبية على السواء، عندما سارع نواب الحاكم إلى التنصُّل من السياسة النقدية والمصرفية التي كان يتبعها سلامة، وأصدر بشأنها العديد من التعاميم والقرارات، وكان بعضها يتم تنفيذه في نهاية إجتماعات المجلس المركزي الذي كانوا يشاركون في جلساته، ويوقّعون على بعض محاضره.
أداء رياض سلامة في السنوات الأخيرة كان موضع إنتقادات واسعة، من الهندسات المالية ذات الفوائد العالية التي إستفاد منها مصرف معين، إلى السكوت عن مسايرة المصارف بعد إندلاع الأزمة على حساب حقوق المودعين، الذين تحولوا بين ليلة وضحاها من «زبائن درجة أولى»، كما كانت تعاملهم المصارف، إلى مجموعات من الضحايا والمعوّزين، بعد نهب ودائعهم، وتبديد المليارات منها على الدعم الفاسد للمواد الغذائية والنفطية، إستجابة لضغوط المنظومة السياسية الفاسدة.
ولكن نواب الحاكم لم يكونوا بعيدين عن هذا الواقع، وبالتالي لا يحق لهم التصرف وكأنهم أبرياء من «دم الصدّيق»!

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading