ثلاث إطلالات خلال فترة وجيزة، والمحصلة «صفر»، هذا هو باختصار حال حسن نصر الله، فخطاباته باتت رتيبة، مملة، ومكررة، ولا تحمل أي جديد، بل إنه اكتفى خلالها بمزايدات لا تقدم ولا تؤخر.
وعلى الرغم أن هذه الضربات المؤلمة تجاوزت قواعد «الاشتباك» المتفق عليها بين الحزب وإسرائيل على حدود لبنان، واخترقت المربع الأمني لحزبه، فإن نصر الله هرب إلى الاختباء وراء الصراخ، والتحليل السياسي، وترديد معلومات وأرقام يعرفها القاصي والداني.
وفي رأي محللين، فإن نصر الله لا يقوى على الرد، لأن الممول له ولحزبه لا يريد اتساع رقعة الحرب، إذ يدرك أن نيرانها ستطاله، بل ويمكن أن تحرق قدراته،
رغم أن وقائع الاغتيال شكّلت سابقة من نوعها، ومثّلت إحراجاً كبيراً كونها جرت في الحاضنة له ولمؤسساته.
ومن هنا فإن كلمات خطبه جاءت مستهلكة، بل وفاضحة لمواقفه «العنترية»، التي لم يستطع تنفيذ كلمة واحدة منها، إذ يبدو أنه نسى أو تناسى ما سبق أن أعلنه حين هدد بأن أي اغتيال على أراضي لبنان يطال لبنانياً أو فلسطينياً أو إيرانياً أو سورياً سيكون هناك رد قوي عليه لا يمكن تحمّله، وهكذا جاء رده في شكل «هروب» إلى الأمام، ليثبت مجدداً أنه مجرد «ذراع» يتحرك بالريموت كنترول.