صدى الارز

كل الأخبار
sadalarz-logo jpeg

زوروا موقع الفيديو الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

مشاهدة متواصلة
تقاريرنا
sada el arz logo

زوروا موقع البث المباشر الخاص بمنصة صدر الارز لمشاهدة كل جديد

أرشيف الموقع
كل الفرق

لماذا لم يعد يشعر مسيحيوا لبنان و الموارنة تحديداً بواجب التضامن مع الأرمن و قضاياهم ؟

بقلم : شربل نوح - عند كل حدث متعلّق بالشعب الأرمني نرى البعض ينبرون للدفاع عن القضية الأرمنية بالكلام و الشعارات ، منهم من يتضامن مع هؤلاء طمعاً بكسب أصواتهم و منهم من يتضامن معهم لأسباب تاريخية و نظرة عامة لاضطهاد المسيحيبن تاريخياً و منهم من لا يتضامن معهم انما لا يتكلم و هذا الجزء ربما يكون الأغلبية المسيحية في لبنان و خاصة عند الموارنة ، فلماذا لم تعد القضية الارمنية جاذبة للمسيحيبن حتى تكاد تكون في آخر لائحة اهتماماتهم ؟

بغض النظر عن البعد الإنساني … لماذا على المسيحيبن و الموارنة تحديداً التضامن مع الأرمن ؟

هل لأنهم سايروا دائماً المحاور التي دمرت المسيحيين في لبنان و تحالفوا معها ؟ أم لأنهم غيرو و على مدى أكثر من انتخابات النتائج رغما عن ارادة الموارنة الذين كان تصويتهم واضحاً في بعض الأقضية التي يشكل الأرمن بيضة القبان فيها مثلاً ؟

ماذا فعل معظم الأرمن زمن الحرب العسكرية في المنطقة الحرة ؟ هل ساهموا في مقاومتها و دافعوا عن منطقها أم استمروا في علاقاتهم غير المعلنة مع المحور الشرقي و كانوا كالشوكة في خاصرة المناطق الحرة أحياناً ؟

ماذا فعل معظم أرمن لبنان زمن الوصاية المشؤوم ؟ هل تضامنوا مع المسيحيين و الموارنة عندما اضطهدوا و نفيت قياداتهم أو سجنت و حُلَّت أحزابهم الكبرى أم دخلوا في السلطة و استمروا داخل اللعبة السياسية المشوَّهة وقتها كأن شيئاً لم يكن ؟

نحن لا نكتب هذا الكلام لنحرّض على الأرمن لا سمح الله أو لننكر مجازر الإبادة الاي تعرضوا لها تاريخياً كما تعرض الموارنة لمجازر ممثالة أيضاً ، نكتب هذا الكلام لنجري بعض المقارنات و لنطلق صرخة تحاكي وجدان الأحرار من أرمن لبنان كي يستفيقوا و يعودوا الى المكان الذي يجب أن يكونوا فيه .

هل رأينا يوماً الأحزاب الأرمنية الكبرى تتذكر مجازر ١٨٤٠ و ١٨٦٠ مثلاً أو أحداث الدامور و زحلة و غيرها كما تفعل الأحزاب المسيحية في ذكرى الإبادة الأرمنية ؟

على الأرمن أن يفهموا أن الموارنة تسيّرهم مصلحة لبنان فقط لأنه ملجأهم الوحيد في هذه البقعة المظلمة من العالم و ليسوا مستعدين لمسايرة أحد في قضية مقدسة كهذه .

على الأرمن اللبنانيين أو أحزابهم الكبرى لنكون أكثر دقة أن يفهموا أن استمرارهم في تقديم مصلحة وطنهم الأم (ارمينيا) على المصالح اللبنانية سيضر بصورتهم في لبنان و خاصة داخل المجتمع المسيحي و سيخلق نفوراً منهم و فتوراً كبيراً في العلاقة بينهم و بين سائر المسيحيين و اللبنانيين .

عليهم أن يفهموا أن سياستهم العامة في الأمور الخارجية يجب أن تحددها المصلحة اللبنانية لا مصلحة أرمينيا ان هم اعتبروا انفسهم حقاً مواطنين لبنانيين بالدرجة الأولى .

عليهم ان لا يلوموا الموارنة إن لم يتضامنوا معهم و عليهم ان يدركوا أخطاءهم الكثيرة خاصة و على سبيل المثال عندما غيروا نتائج انتخابات المتن الشمالي رغماً عن التصويت السيادي الواضح للقرى المسيحية وقتها فجاء التصويت الارمني ليقلب النتائج لمصلحة الممانعة .

إن اصطفافاتهم اللبنانية التي نتجت بشكل أساسي عن مصالح دولتهم الأم ارمينيا و ليس عن أي شيء آخر ستجعلهم يتحولون رويداً رويداً الى أخصام للبيئة المسيحية الحاضنة لهم هنا و تحولهم الى فلسطينيين آخرين بنظر هؤلاء لا سمح الله .

الأكيد أن كل مسيحيي لبنان يحبون الشعب الأرمني و يحترمون نضاله و تاريخه و تضحياته كثيراً و يحترمون أيضاً نجاحه و ابداعه و تميزه ، لكنهم يحبون وطنهم أكثر و يحبون أنفسهم أكثر و يتمنون أن لا يكون الخيار بين لبنانهم و أرمنه لأنهم وقتها سيختارون و بلا تفكير أو تردد هويتهم و تاريخهم و جذورهم و حضارتهم دون مراعاة لأي أحد أو أي شيء .

على الأرمن أن يكونوا سنداً لبيئتهم الحاضنة في لبنان و يتماهوا مع خياراتها لا أن يطلبوا منها التنازل و المسايرة دائماً بحجة القضية الأرمنية ، فلبنان انهار اليوم و هويته التاريخية التي انشأها الموارنة على طريق الإندثار و لم يعد بإمكان هؤلاء بالتالي مسايرة أحد أو غض النظر عن بعض الاصطفافات الغريبة و المؤذية لهم أحياناً ، فإما يكون الأرمن معهم أو مع أخصامهم ، ليس هناك من خيار آخر .

لسان حال جزء كبير من مسيحيي لبنان اليوم و بعد كل ما مرّوا به يقول :

لن نتضامن الا مع من يتضامن معنا و لن نقف الى جانب الا من وقف و يقف معنا و كل ما سوى ذلك هو شعارات فارغة و كلام عقيم لا يقدم و لا يؤخر ، عسى أن يدرك أرمن لبنان تلك الحقائق و يعمدوا الى تصحيح مسارهم في لبنان و إصلاح علاقاتهم مع حاضنتهم التاريخية في هذا الوطن المتعب .

تابعوا أخبارنا على Google-News

نلفت الى أن منصة صدى الارز لا تدعي بأي شكل من الأشكال بأنها وسيلة إعلامية تقليدية تمارس العمل الإعلامي المنهجي و العلمي بل هي منصة الكترونية ملتزمة القضية اللبنانية ( قضية الجبهة اللبنانية) هدفها الأساسي دعم قضية لبنان الحر و توثيق و أرشفة تاريخ المقاومة اللبنانية منذ نشأتها و حتى اليوم

ملاحظة : التعليقات و المقالات الواردة على موقعنا تمثل حصرا وجهة نظر أصحابها و لا تمثل آراء منصة صدى الارز

اكتشاف المزيد من صدى الارز

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading