ويأتي اجتماع النواب السنة، الذي شارك فيه مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، بعد تشرذم الصوت السني في انتخابات الرئاسة وللاستماع إلى وجهة نظرهم من الحوار المقترح قبل الدعوة إلى جلسات انتخاب مفتوحة لاختيار رئيس الجمهورية.
وشملت دعوة السفير السعودي غالبية النواب السنة على اختلاف انتماءاتهم من “تكتل الاعتدال” و”اللقاء النيابي المستقل” و”تكتل التوافق” الذي يضم النائبين فيصل كرامي وحسن مراد باستثناء النائبين المنضوين في “كتلة الوفاء للمقاومة” ينال الصلح وملحم الحجيري، فيما النائبة حليمة قعقور تمتنع عن المشاركة في اجتماعات ذات طابع طائفي ومذهبي. وتخلل اللقاء تباين في وجهات النظر بين بعض النواب السنة بين معترض على دعوة رئيس مجلس النواب نبيه بري إلى الحوار قبل الانتخاب وبين مؤيد.
وكان الموفد الفرنسي استهل جولته من بكركي حيث التقى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي ووضعه في أجواء اتصالاته في لبنان، واستمع إلى وجهة نظره حول آليات تحريك الملف الرئاسي الجامد، إذ جدّد البطريرك مواقفه المعلنة بشأن “حرصه على ممارسة الديمقراطية واعتماد الدستور كآلية أساسية وطبيعية للحل”، مؤكداً “أن انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لانتظام عمل المؤسسات الدستورية وعودة الحياة السياسية إلى طبيعتها”.
بعدها، اجتمع لودريان بأمين عام حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان. وأشار بيان للطاشناق إلى “أن النقاش كان مثمرا وإيجابيا، إذ تم التشديد على ضرورة استكمال الاتّصالات والمناقشات مع الأطراف اللبنانية والعمل على الابتعاد عن وضع الشروط وعن الخطابات ذات السقف العالي للوصول إلى انتخاب رئيس توافقي، كمدخل أساسي لبدء العمل في حل الأزمة الراهنة في البلاد”.
واستقبل لودريان في قصر الصنوبر النواب كميل شمعون وغسان سكاف واعبد الرحمن البزري وجهاد الصمد، وتناولت اللقاءات موضوع الحوار، وقد اقترح نواب أن تترأس هذا الحوار أو طاولة العمل شخصية محايدة، ولمس بعضهم أن الباب مفتوح للبحث في خيار ثالث غير رئيس “تيار المردة” سليمان فرنجية والوزير السابق جهاد أزعور في ضوء عدم قدرة أي من هذين المرشحين على حصد الأكثرية المطلوبة، ونقل نواب عن لودريان قوله “إن مهمته الجديدة في السعودية لا تعني أنه سيترك لبنان”.
ومن المعلوم أن قوى المعارضة، وعلى رأسها القوات اللبنانية والكتائب و”حركة تجدد”، تعارض فكرة الحوار. ورأى رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع “أن محور الممانعة وباسم الحوار يعطّل الانتخابات الرئاسية”، وسأل “لو كانت نظريتهم صحيحة لماذا ينسحبون من الجلسات؟”، وقال “من يسمعهم يظن أنهم ملائكة، فلا تنتظروا منّا مساعدتكم في تضييع الوقت”. وأوضح “أن الحوارات قائمة كل يوم، ولكن الدعوات الحالية للحوار سمّ في الدسم”، متهماً محور الممانعة بأنه “يريد مواصلة التسلّط على اللبنانيين، الذي بدأه بتعطيل كل الجلسات، ونحن نقول الحقيقة كما هي: معطّلو انتخاب الرئيس هم محور الممانعة”.
وعلى خط مواز، وفي مؤشر إلى تنسيق سعودي- قطري حول الملف اللبناني، استقبل السفير السعودي وليد بخاري في مقر إقامته سفير قطر الجديد لدى لبنان سعود بن عبد الرحمن آل ثاني، وتمنى له التوفيق والنجاح في مهمته الجديدة. وجرى استعراض العلاقات الثنائية الأخوية بين البلدين الشقيقين.
وبحسب بيان “استعرض اللقاء آخر تطورات الأوضاع على الساحة اللبنانية لاسيما الملف الرئاسي اللبناني وضرورة إنجازه ليعود لبنان بلداً فاعلاً في محيطه العربي والإقليمي إضافة إلى بحث عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك”.
إلى ذلك، أفيد بقيام رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد بزيارة بنشعي حيث التقى المرشح سليمان فرنجية لتوضيح بعض المسائل غداة تسريب خبر اللقاء الذي جمع رعد بقائد الجيش العماد جوزف عون قبل أيام.