وفي وقت ينتظر لبنان زيارات لموفدين ومبعوثين، بمن فيهم المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، تعقد من حوله التحالفات وآخرها الإعلان في قمة مجموعة العشرين في الهند، عن الطريق الاقتصادي الجديد الذي يمر من الهند إلى الإمارات والسعودية وصولاً إلى حيفا ومنها إلى أوروبا.
يبدو لبنان خارج كل هذا السياق والزمن، إذ إن تطور هذا الممر الاقتصادي سيكون على حساب أحد الأدوار التاريخية للبنان، ما يدفع إلى التفكير بأن حل الأزمة السياسية لن يكون حلاً ناجعاً لكل مشاكل البلد، ما لم يتمكن لبنان من إعادة صياغة دوره في المنطقة، وهذا ما تبدو الطبقة السياسية عاجزة عنه والخارج غير مهتم به.
في هذه الأجواء، ينتظر لبنان زيارة المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، الذي يصل إلى بيروت مساء الاثنين، ويستمر فيها يومين. يفترض أن يعمل لودريان على عقد لقاءات ثنائية مع القوى المختلفة، وسط تضارب في المعطيات والقراءات.
وتستبعد قوى سياسية إمكانية نجاح الموفد الفرنسي في عقد حوار موسع، لا سيما أن قوى المعارضة تقف ضد الذهاب إلى هكذا حوار بالشروط الحالية، لكن إذا نجح لودريان بإقناع الكتل النيابية بالمشاركة في ورشة عمل، عندها يمكن أن يمدد إقامته في بيروت.
في المقابل، تقول مصادر المعارضة، إن لودريان قادم إلى بيروت لطي صفحة ترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، على قاعدة تعذّر وصوله إلى رئاسة الجمهورية، بالتالي الذهاب للبحث عن مرشحين آخرين، وهو أمر لا يبدو أن حزب الله أصبح جاهزاً للقبول به.
قبيل وصوله إلى بيروت، يعقد لودريان اجتماعاً في باريس مع وفد سعودي يضم المستشار نزار العلولا، والسفير السعودي في بيروت وليد البخاري، بناءً على طلب الفرنسيين لتجديد التنسيق مع الرياض حول ملف لبنان مع سعي الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون لبحث هذا الملف خلال لقائه ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان على هامش اجتماع قمة العشرين في نيودلهي.
من هنا لا يوجد تعويل على زيارة لودريان ونتائجها، وسط معلومات متداولة في بيروت عن استعداد وفد قطري بالتنسيق مع الرياض وواشنطن، للقيام بجولة على المسؤولين للبحث عن فرص الذهاب باتجاه تسوية.
يأتي كل ذلك عشية انعقاد إجتماع لممثلي الدول الخمس في نيويورك على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة بين 18 و26 الجاري، والذي من من المتوقع أن يصدر عنه موقف واضح حول آلية التعاطي مع الإستحقاقات اللبنانية في المرحلة المقبلة.