هربا من أمراض السجائر التقليدية تحول مدخنون إلى السجائر الإلكترونية منذ ظهورها عام 2003، لكن بعد نحو 20 سنة بدأت مخاطرها هي الأخرى تتضح.
ويشرح متخصصون في مكافحة التدخين لموقع “سكاي نيوز عربية” الفرق بين السجائر التقليدية والإلكترونية، والأمراض المرتبطة بالثانية، وهل هي خيار “صحي” أفضل أم أنها “خدعة” من صانعيها للمستهلكين.
ويجذب الصانعون المدخنين إليها بوعود أنها صحية، إضافة لصبغها بألوان زاهية، وتطعيمها بنكهات حلوى وفاكهة، ولأنها سهلة الاستخدام أيضا، تغري المدخنين لاستعمالها وقت طويل خلال اليوم.
تحسن خادع
رئيس اللجنة الدولية لمكافحة إدمان التبغ وائل صفوت، يلفت إلى أن المدخن التقليدي حين يتحول للسجائر الإلكترونية يشعر بـ”تحسن خادع” في وظائف التنفس، ويُرجع وصف “خادع” إلى أن:
- السجائر الإلكترونية لا تحتوي على أول أكسيد الكربون الذى يسبب نقص أوكسجين مزمنا في الجسم.
- لذلك تسبب السجائر الإلكترونية في البداية بعض الراحة، لكن سموما كثيرة تدخل الجسم تدريجيا مع الاستخدام المستمر من جهاز التسخين وزيوت النكهات والغلسرين وغيرها من مكونات السجائر الإلكترونية، وما ينتج عن حرقها مركبات كيميائية مثل نتروزامين وإسيتيل إيثلين.
- النيكوتين بداخلها هو مادة إدمانية تؤثر على الجهاز العصبي وتسبب الإدمان والعصبية.
- تسبب هذه السجائر تراجع الأداء الوظيفي للمخ بالذات لدى المراهقين.
- بالنسبة للقلب، تسبب ضيق الأوعية الدموية وقصور الشرايين، وتزيد سرعة ضرباته.
وحذرت جمعية القلب الأميركية من خطورة السجائر الإلكترونية، مع تزايد استخدامها بين عامي 2017 و2019 بين طلاب المدارس، قائلة إن مكوناتها، بما فيها النيكوتين، تحمل مخاطر خطيرة تتعلق بالجهاز التنفسي مثل الانسداد الرئوي المزمن، والتهاب الشعب الهوائية المزمن، وانتفاخ الرئة أو الربو، خلال عامين من استخدامها.
أعراض أولية
ينبه محمود الحبيبي الخبير المتخصص في علاج إدمان التبغ، إلى أن ما يزيد مخاطر السجائر الإلكترونية صنعها في أماكن غير مرخصة، لذلك تسبب أمراضا خطيرة.
وعن أعراض هذه السجائر على الجسم يقول الحبيبي: “في البداية تشعر بالصداع والسعال وقصر في النفس وأعراض التهابات، وأحيانا عدوي وحساسية شديدة، وتغيرات في صحة القلب والتنفس”.
يتساءل مدخنون هل السجائر التقليدية باتت أقل ضررا من الإلكترونية بعد ظهور مخاطر الأخيرة؟
يجيب صفوت بأنه “لا يمكن القول إن أحدهما أفضل، فلكل منهما أمراضه القاتلة التي قد تحدث فجأة أو بالتدريج، وأحيانا تؤدي للوفاة حتى من دون ظهور أعراض”.
ويستشهد رئيس اللجنة الدولية لمكافحة إدمان التبغ، بأنه “وقعت حالات وفاة كثيرة لشباب بسبب أمراض غريبة أصيبوا بها بعد إقبالهم على التدخين الإلكتروني”، مشيرا إلى “اكتشاف زيوت بها مواد مخدرة في محتويات السجائر، لأن صانعيها لا يخضعون لقوانين إلا قانون الربح على حساب الصحة”.
ويتمنى صفوت وضع قوانين صارمة وفحوصات جادة “لنحمي صحة شبابنا ومجتمعاتنا”، ويتفق معه الحبيبي، قائلا إن السجائر التقليدية والإلكترونية كلاهما خطر، ويسبب أمراضا مزمنة، خاصة للرئة.