قول أوساط سياسية لبنانية إن إعلان حركة حماس عن تشكيل في لبنان تحت مسمى “طلائع طوفان الأقصى” يمثل تطورا خطيرا، ولا يمكن أن يجري دون ضوء أخضر من حزب الله.
وتلفت الأوساط اللبنانية إلى أن مثل هذه الخطوة تعني أن يصبح الجنوب منطقة مفتوحة لفصائل متعددة. وهي تتناقض مع القرار 1701 الذي يطالب المجتمع الدولي كلا من لبنان وإسرائيل بتطبيقه والالتزام به.
وأعلنت حركة حماس في لبنان في بيان نشرته الاثنين على حساباتها الرسمية “تأسيس وإطلاق طلائع طوفان الأقصى”، داعية أبناء الشعب الفلسطيني إلى الالتحاق بصفوفها.
وتأتي الخطوة وفق البيان “تأكيداً على دور الشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده في مقاومة الاحتلال بكلّ الوسائل المُتاحة والمشروعة (…) وسعياً نحو مشاركة رجالنا وشبابنا في مشروع مقاومة الاحتلال والاستفادة من طاقاتهم وقدراتهم العلمية والفنية”.
ومنذ الهجوم غير المسبوق الذي شنّته الحركة ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر، وترد عليه إسرائيل بهجوم مدمر على قطاع غزة، شارك الفصيل الفلسطيني في عمليات عدة انطلاقاً من جنوب لبنان، في إطار هجمات يومية يقودها حزب الله دعماً لقطاع غزة و”تأييداً لمقاومته”.
وأوضح عضو المكتب السياسي في حركة حماس رأفت مرة أن المجموعة “إطار شعبي تعبوي يهدف إلى حشد طاقات الشباب الفلسطينيين، من أصحاب الكفاءات المتعددة، لخدمة القضية الفلسطينية”.
وأضاف “كل من يجد أن لديه قدرات يمكنه أن يتقدم بالتطوع والانتساب” إلى المجموعة التي شدد على كونها “إطاراً شعبياً تعبوياً وليست تشكيلاً عسكرياً أو ذات طابع حربي”.
ويتخذ عدد من قادة حماس من لبنان مقرا. ويقيم 250 ألف لاجئ فلسطيني في لبنان معظمهم موزعون على 12 مخيماً، ويقتصر النشاط العسكري للفصائل الفلسطينية وبينها حماس على المخيمات التي لا تدخلها القوى الأمنية اللبنانية بموجب اتفاق ضمني بين منظمة التحرير الفلسطينية (فتح) والسلطات اللبنانية.
إلا أنه منذ إطلاق عملية “طوفان الأقصى” ضد إسرائيل، شاركت كتائب عزالدين القسام، الجناح العسكري لحركة حماس، في عمليات تسلل وإطلاق صواريخ من جنوب لبنان، استهلها حزب الله بقصف أهداف إسرائيلية في الثامن من أكتوبر.
وتبنت كتائب القسام في 6 نوفمبر إطلاق 16 صاروخاً من جنوب لبنان باتجاه شمال إسرائيل وجنوب مدينة حيفا.
وتنضوي حركتا حماس والجهاد الإسلامي الفلسطينيتان إلى جانب حزب الله مع فيلق “القدس” الإيراني في غرفة عمليات مشتركة تنسّق عبرها تحركاتها.
وتردّ إسرائيل بقصف مناطق لبنانية حدودية مستهدفة ما تصفه بنية تحتية تابعة لحزب الله، ما أدى إلى مقتل أكثر من 110 أشخاص، غالبيتهم من مقاتلي حزب الله. وبين القتلى تسعة مقاتلين نعتهم حماس.
وكان النشاط العسكري الفلسطيني انطلاقا من الحدود اللبنانية في اتجاه إسرائيل أحد الأسباب الرئيسية للعمليات العسكرية المتكررة لإسرائيل في لبنان خلال سنوات الحرب الأهلية (1975 – 1991)، لاسيما في اجتياح 1982.
ويخشى اللبنانيون حتى أولئك المعروف عنهم قربهم من حزب الله من تكرار السيناريو.
وأعلن رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل عن رفضه لإعلان حماس تشكيل “طلائع طوفان الأقصى” ودعوتها الشّباب الفلسطينيين إلى الالتحاق بها.
وأضاف باسيل في منشور على صفحته على إكس:
https://twitter.com/intent/like?ref_src=twsrc%5Etfw%7Ctwcamp%5Etweetembed%7Ctwterm%5E1731709503697998229%7Ctwgr%5E3899b8f231c8275f1ad9696172a9a63d0820f0ae%7Ctwcon%5Es1_&ref_url=https%3A%2F%2Fwww.alarab.co.uk%2FD8B7D984D8A7D8A6D8B9-D8B7D988D981D8A7D986-D8A7D984D8A3D982D8B5D989-D8AAD8B9D98AD8AF-D8AAD8B0D983D98AD8B1-D8A7D984D984D8A8D986D8A7D986D98AD98AD986-D8A8D985D8A2D8B3D98A-D8A7D984D985D8A7D8B6D98A&tweet_id=1731709503697998229