وفي التفاصيل، فإن الحادثة وقعت فجرا قرابة الساعة الثالثة والنصف بعد منتصف الليل، على مقربة من مبنى بلدية طرابلس، حيث مر أحد المواطنين من المكان ليشاهد كلبا يجر كيسا أسود، يصدر منه صوت أنين.
وبحسب الرواية التي انتشرت بين الطرابلسيين، فقد بادر الرجل إلى أخذ الكيس ليتبين أن بداخله طفلة رضيعة حديثة الولادة، بادر إلى نقلها فورا إلى “المستشفى الإسلامي” في المدينة.
وتشير المعلومات إلى أن الطفلة أعيد نقلها إلى المستشفى الحكومي في وقت لاحق، وهي مصابة بجروح في أماكن مختلفة من جسدها.
موقع “الحرة” حاول التواصل مع المستشفيات المعنية دون التمكن من الحصول على تفاصيل رسمية، وبحسب المعلومات فمن المتوقع صدور بيانات رسمية عن المستشفيات المعنية في حالات مشابهة.
بلدية طرابلس أبدت عدم علمها بالحادثة حتى الآن، وفي اتصال لموقع “الحرة” مع رئيس البلدية أحمد قمر الدين، أكد الأخير عدم معرفته بالحادثة التي حصلت قرب مبنى البلدية، معللا ذلك بكون اليوم هو يوم عطلة رسمية في البلاد بمناسبة رأس السنة الهجرية.
وكانت الحادثة أثارت صدمة عارمة في لبنان ومدينة طرابلس خصوصا، واستهجان كبير مما وصفوه “بانعدام الإنسانية” المتمثل في هذه الواقعة.
واعتبر آخرون أنه لولا تدخل الكلب للفت النظر إلى الكيس لما كان الأمر اكتشف ولماتت الرضيعة، وهو ما جعلهم يرون “في الحيوان رحمة أكثر من الإنسان”، على حد تعبير أحد المغردين.
يأتي ذلك في وقت لم تخرج فيه مدينة طرابلس، وعموم اللبنانيين، من صدمة حادثة الطفلة لين طالب (6 أعوام)، التي توفيت مطلع الشهر الجاري، بعد تعرضها لاغتصاب، فيما لا تزال القوى الأمنية تحقق في الحادثة لكشف ملابساتها.
ويعاني أطفال لبنان من أوضاع اجتماعية سيئة تفقدهم أبسط حقوقهم في المأكل والملبس والتعليم واللعب وغيرها، وفق تقارير صادرة عن اليونيسف.
كما بات الأطفال مؤخرا الضحايا الأبرز لحوادث العنف الصادمة التي يشهدها لبنان في الآونة الأخيرة، حيث سجلت منظمة “حماية” في عام 2022، 2766 حالة عنف، 27 في المائة منها تتعلق بحالات إهمال و29 في المائة عنف جسدي و 21 في المائة عنف نفسي و 11 في المائة استغلال. كما ارتفعت نسبة العنف الجنسي 4 في المائة عن عام 2021 حيث وصلت إلى 12 في المائة، وخلال الأشهر الخمسة الأولى من العام 2023 استجابت المنظمة لـ 1415 حالة عنف.