لم يكن مرور شاحنة سلاح الحزب عبر بلدة الكحالة، أمرا مستجدا ومستغربا، لان عبور شاحنات سلاح حزب ألله والمواد الاخرى، يحصل على مرأى ومسمع وبموافقة القيادات السياسية والامنية والعسكرية باستمرار، انما ادى انقلاب الشاحنة بحمولتها، في منطقة ليست موالية للحزب شعبيا وسياسيا، إلى استفزاز الاهالي بعد انكشاف حقيقة حمولتها ومخاطرها المحدقة والتصرف الاستفزازي للعناصر المسلحة الحزبية المرافقة.
شكل حادث الكحالة، من جميع نواحيه، بحالة الاحتقان وتطوره إلى استعمال السلاح غير الشرعي وسقوط الضحيتين، وتحريك الضغائن والمشاعر الطائفية، صورة واقعية لأجواء الاحتقان السائدة في كافة المناطق اللبنانية، جراء استمرار هيمنة سلاح حزب الله على مفاصل الدولة والحياة السياسية وتهديده المتواصل لامن اللبنانيين واستقرارهم ومستقبلهم، متفلتا من اي ضوابط قانونيه بحجة مقاومة إسرائيل.
نجح الجيش اللبناني والقوى الامنية هذه المرة بتطويق حادث الكحالة، وتعالت الاصوات العاقلة لوقف تداعياته ولجم الدعوات الانفعالية، لردات فعل غير محسوبة، ولكن بقيت مسببات ماحصل على حالها من دون علاج جذري وحلول مقبولة، توفر على اللبنانيين، نشوب احداث مماثلة في مناطق اخرى، لاتوالي الحزب سياسيا، على غرار ماحصل في الكحالة بالامس وقبله في خلدة وبلدة شويا جنوبا.