يشهد لبنان «تقاطرا» لموفدين غربيين جاء في توقيت حساس، خصوصا بعد الاجتماع الذي شهدته عين التينة بين رئيس مجلس النواب نبيه بري وسفراء «المجموعة الخماسية» المكونة من الولايات المتحدة وفرنسا والسعودية وقطر ومصر.
ومع مغادرة سفير المملكة العربية السعودية وليد البخاري إلى الرياض للمشاركة في اجتماع «المجموعة» المرتقب، تبرز تساؤلات أثارها الحديث عن الجولة المزمعة لسفراء المجموعة على المسؤولين اللبنانيين، وما إذا كانوا سيتمكنون منها، حيث العقدة تكمن في اللقاء مع قادة «حزب الله» والنائب جبران باسيل المعاقب من قبل واشنطن، بوجود السفيرة الأميركية ليزا جونسون ضمن المجموعة، ما يطرح تساؤلا حول مصير الجولة، وهناك من يتحدث عن جولات منفردة لكل سفير.
وفي مقدمة الموفدين الغربيين، زار وزير الخارجية البريطانية ديفيد كاميرون لبنان لساعات أمس، حيث أجرى محادثات رسمية مع رئيسي مجلس النواب نبيه بري والحكومة نجيب ميقاتي، وقائد الجيش العماد جوزاف عون وذلك من ضمن جولة له بمنطقة الشرق الأوسط.
وبحث كاميرون مع ميقاتي سبل إرساء التهدئة بجنوب لبنان والحل السياسي والديبلوماسي المطلوب. وكذلك دور الجيش وسبل دعمه وتقوية قدراته وتعزيز التعاون بينه وبين القوات الدولية العاملة في جنوب لبنان «اليونيفيل»، إضافة إلى تطبيق القرار الدولي رقم 1701.
وأكد ميقاتي لكاميرون، خلال اجتماعهما، أن «لبنان يؤيد الحل السلمي في المنطقة، وأن الدور البريطاني في دعم الجيش أساسي في الدفع بهذا الاتجاه»، مشددا على «أن لبنان مع تطبيق القرارات الدولية بحرفيتها، بخاصة القرار 1701، واستمرار التعاون بين الجيش واليونيفيل».
أما كاميرون فشدد على «أولوية وقف إطلاق النار في غزة تمهيدا للانتقال إلى المراحل التالية للحل».
وفي وزارة الخارجية كان هناك لقاء آخر بين وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بوحبيب ونظيره الهنغاري بيتر سيارتو، تخلله محادثات موسعة.
وأعقب الاجتماع مؤتمر صحافي كان مقتضبا استهله بوحبيب قائلا: «تحدثنا عن السبل الآيلة إلى تحقيق السلام في جنوب لبنان ومشكلة النازحين والتعاون الثنائي، لاسيما في مجال المنح للبنانيين للدراسة في هنغاريا. وناقشنا دور هنغاريا المفترض لعبه لدى رئاستها المقبلة للاتحاد الأوروبي»، وشكر دعم لبنان في مجال تحقيق السلام في الجنوب.
أما سيارتو فقال: «نحن قلقون من تفاقم النزاع المسلح في الشرق الأوسط وعلى المجتمع الدولي القيام ما بوسعه لوقف تدهوره لأننا نعرف انه في حال ضلوع بلد واحد في هذا النزاع المسلح فهذا يعني قد نكون أمام حرب إقليمية او حتى حرب تتخطى حدود الإقليم، وهذا احتمال يجب تفاديه».
وأضاف: «نعلم جميعا ان لبنان لا يريد أي حرب جنوبا، وأن الشعب اللبناني لا يريد الحرب لأن ذكريات الحرب ما زالت راسخة». وحث المجتمع الدولي على مساعدة حكومة لبنان من أجل بذل قصارى جهدها لتفادي النزاع المسلح مع إسرائيل.
وفي دردشة إعلامية، قال بوحبيب: «إننا لسنا مع أنصاف الحلول في جنوب لبنان»، مضيفا: «ان مشروع إسرائيل يقضي بانسحاب (حزب الله) شمالا لتتمكن من إعادة المستوطنين إلى منازلهم، وهذا ما رفضناه لأننا نريد حلا كاملا، وهو تبيان الحدود بيننا وبينهم، والتي تم ترسيمها في العام 1923 وتم التأكيد عليها في اتفاقية الهدنة».
وتابع: «نحن نريد استعادة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا وهي لبنانية، وأن تتوقف إسرائيل عن خروقها الجوية والبحرية والبرية».
ومضى قائلا: «نحن مستعدون لبدء التفاوض غير المباشر، ولكن لا يمكن التوقيع على أي اتفاقية قبل انتخاب رئيس للجمهورية وفي الانتظار بإمكاننا التفاوض للوصول إلى اتفاقية من خلال تفاوض غير مباشر شبيهة باتفاقية الترسيم البحري التي حصلت».
وردا على سؤال، أكد بوحبيب إمكانية البدء بالتفاوض، حتى لو لم يتم انتخاب رئيس للجمهورية كما هي الحال المتبعة مع السفراء الذين لا يمكن اعتمادهم إلا بوجود رئيس، وهذا شبيه بما نقوم به سواء كان الرئيس ميقاتي أو أنا.
وعن عودة الموفد الرئاسي الأميركي آموس هوكشتاين، أوضح انه «إذا عاد هوكشتاين إلى لبنان فهذا يعني ان شيئا ما لديه. ونحن وحزب الله في حوار دائم وهو قال أكثر من مرة ان الدولة هي التي تفاوض وليس هو، ونحن على تواصل دائم معهم».
بدوره، قال النائب مروان حمادة في حديث إلى إذاعة «صوت كل لبنان» حول موقف «اللقاء الديمقراطي» من دعم ترشيح الوزير السابق سليمان فرنجية للرئاسة، قال: «إن كلام رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط واضح، ولا فيتو على أحد ولكن الكتلة لم تجتمع بعد لدرس الخيارات المقبلة».
وقد تلازم ذلك مع عدم صدور أي قرار عن المجلس الدستوري في قضية الطعن الذي تقدم به «التيار الوطني الحر»، بشأن تمديد سن التقاعد لقائد الجيش العماد جوزاف عون، ما اعتبر انكاسة لرئيسه النائب جبران باسيل.
هذه التطورات حدثت فيما لبنان تغير عليه العواصف الطبيعية القطبية المنشأ من «دانييلا» إلى «حيان»، وغدا السبت ستهب عاصفة جديدة توقعتها الأرصاد الجوية باردة جدا كسابقتيها، فيما تواصل إسرائيل عواصفها نارية وفوسفورية وتهجيرية للسكان، وقد سجل تعرض أطراف يارين والجبين وأم التوت لقصف مدفعي معاد، وكذلك استهدف القصف من مواقعه المتاخمة لجبل اللبونة بنيران رشاشاته الثقيلة جبلي اللبونة والعلام.
وأعلن «حزب الله» عن استهدافه التجهيزات التجسسية في موقع الرادار بمزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وحقق إصابة مباشرة.