أعلن “حزب الله” اللبناني، اليوم السبت، تدمير إحدى دبابات “ميركافا” الإسرائيلية، في الوقت الذي تشير فيه تقارير إلى أن “إسرائيل خسرت عشرات الدبابات من هذا الطراز في غزة، وعلى حدودها الشمالية”، منذ بدء عملية “طوفان الأقصى”، في الـ7 من أكتوبر/ تشرين الأول الجاري.
ويظهر مقطع فيديو نشره “حزب الله”، اليوم السبت، رصد اثنتين من الدبابات الإسرائيلية، أثناء تقدمهما في منطقة أشجار، قبل أن يقوم باستهداف إحداهما وتدميرها بقذائف خارقة للدروع.
أما في قطاع غزة، فقد أعلنت حركة المقاومة الفلسطينية “حماس”، أنها تصدت لتوغل بري للجيش الإسرائيلي، يوم أمس الجمعة، بينما ذكرت وسائل إعلام فلسطينية، أنه تم استخدام صواريخ “كورنيت” المضادة للدبابات في التصدي للتوغل الإسرائيلي، وهو ما يعني أن دبابة “ميركافا” الإسرائيلية، لم تتمكن من مقاومة القوة النيرانية للمقاومة الفلسطينية، رغم تواضعها مقارنة بالأسلحة التي تستخدمها الجيوش الكبرى في مواجهة دبابات القتال الرئيسية من هذا النوع.
تدمير دبابة “ميركافا”
في عام 2021، نشرت مجلة “ناشيونال إنترست” الأمريكية، تقريرا أشارت فيه إلى أن دبابة “ميركافا” الإسرائيلية، يمكن أن تصبح من أفضل الدبابات في العالم، خاصة أن تل أبيب تقوم بتطويرها بشكل مستمر، بحسب المجلة.
وبحسب المجلة، فإن الدبابة الإسرائيلية مزودة بدرع تفاعلي لحمايتها من القذائف المضادة للدروع.
ورغم ذلك، فإن إعلان “حزب الله” في لبنان، عن تدمير هذه الدبابة أو عجزها عن اختراق صفوف الحركات المسلحة الفلسطينية في غزة، يجعل القدرات المعلن عنها لدبابات “ميركافا” محل تساؤلات، يمكن أن تقود إلى اهتزاز ثقة العالم في قدراتها الميدانية.
وتمتلك “ميركافا – 4” مدفعا رئيسيا من عيار 120 ملم ومدفعا رشاشا من عيار 12.7 ملم، ودرعا فولاذيا أقوى من النسخ السابقة، ونظام إدارة نيران رقمي متطور، حسبما ذكر موقع “ميليتاري فاكتوري”، الذي أشار إلى أنه من المفترض أن تكون رأس الحربة لأية قوات متقدمة في المعارك البرية.
ولفت الموقع إلى أن “ميركافا – 4” تصنف ضمن الدبابات الثقيلة، التي يصل وزنها مع الطاقم والعتاد إلى 66 طنا، وتصل سرعتها إلى 46 كيلومترا في الساعة ومداها 400 كيلومتر، ويصل طولها إلى 8.6 متر وعرضها 3.7 متر وارتفاعها 2.7 متر تقريبا.
وبصفة عامة، فإن القوة النيرانية الكبيرة لأي دبابة والتدريع العالي وأنظمة إدارة النيران المتطورة، تكون فعالة في معارك الدبابات الكبرى أمام جيوش نظامية، بينما يمكن أن تتحول إلى هدف سهل في حروب المدن، التي تخوض فيها المجموعات المسلحة معارك دفاعية تعتمد بصورة أساسية على مقاتلين يجيدون استخدام قذائف خارقة للدروع من مسافات قريبة تجعل فرص نجاة الدبابة منخفضة.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هاغاري، إن “القوات البرية الإسرائيلية وسّعت عملياتها”، أمس الجمعة، ما يعزز التوقعات بأن الهجوم البري المرتقب على غزة، منذ وقت طويل، ربما يكون قد بدأ، رغم إعلان المقاومة الفلسطينية أنها تصدت لتوغل بري إسرائيلي، أمس الجمعة.
ويتواصل التصعيد بين حركة “حماس” الفلسطينية والقوات الإسرائيلية، منذ إطلاق حركة “حماس”، عملية “طوفان الأقصى”، في الـ7 من أكتوبر الجاري، التي تصاحبت مع إطلاق آلاف الصواريخ من قطاع غزة على إسرائيل، واقتحمت قواتها مستوطنات إسرائيلية متاخمة لقطاع غزة، وقتلت وأسرت عددا كبيرا من العسكريين والمدنيين الإسرائيليين.
وردت إسرائيل بإطلاق عملية “السيوف الحديدية”، متوعدة “حماس” بدفع ثمن باهظ لهجومها، وفي 8 أكتوبر الجاري، أعلنت إسرائيل رسميا بدء حرب على قطاع غزة، كما أعلن الجيش الإسرائيلي، في 10 أكتوبر الجاري، إعادة السيطرة على منطقة غلاف غزة بالكامل.
وفي غضون ذلك، ارتفعت حدة التوتر على الحدود الإسرائيلية اللبنانية، وتبادل الجيش الإسرائيلي و”حزب الله” اللبناني، قصفًا مدفعيًا متقطعًا، وسط مخاوف في إسرائيل من عمليات تسلل محتملة من الحدود اللبنانية إلى داخل إسرائيل.