قالت مصادر متابعة ان رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، سعى لتأمين الغطاء السياسي للقرار المطلوب بالتمديد لقائد الجيش العماد جوزاف عون أو تأجيل تسريحه على الأقل، من خلال إقناع وزراء «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» بالمشاركة في الجلسة الحكومية التي كان يفترض انعقادها امس، لكن غياب 4 وزراء في الخارج عطل النصاب القانوني، فضلا عن النصاب السياسي، المرتبط بمعارضة البعض من السياسيين، ما أوجب صرف النظر عن عقد الجلسة، أمس.
وكان ميقاتي اتصل بالرئيس المصري عبدالفتاح السيسي لبحث العمل على إحياء مسار السلام ومنع توسع الحرب. كما تواصل ميقاتي مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، مؤكدا له عدم تجاوز موقف بكركي في قضية التمديد لقائد الجيش، وأن التريث الحاصل مرتبط بمعالجة بعض العقبات في سبيل تحديد جلسة وزارية لبت الامر.
وشددت مصادر بكركي على رفض المساومة بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية أو شطب اسم القائد عون عن لائحة المرشحين للرئاسة في حال التمديد له، معتبرا ان من حق كل ماروني لبناني الترشح للرئاسة ومجلس النواب هو الذي يقرر، وبالتالي فإن محاولة البعض المساومة بين قيادة الجيش ورئاسة الجمهورية ساقطة، وان بكركي لن تدخل في بازار كهذا. وكانت «الأنباء» كشفت عن الصيغة الجديدة لتأمين استمرارية العماد جوزاف عون في قيادة الجيش، وهي اتخاذ مجلس الوزراء قرارا «بتأجيل» تسريحه في العاشر من يناير المقبل، وتم إبلاغ البطريرك الراعي صرف النظر عن طرح تعيين قائد جديد.
المصادر المتابعة اضافت، الى التأجيل المرتقب لتسريح العماد جوزاف عون، تأجيل تسريح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان الذي تنتهي ولايته في الربيع المقبل، من قبيل التوازن ونزولا عند رغبة مفتي لبنان الشيخ عبد اللطيف دريان وكتلة «الاعتدال الوطني» النيابية، وتجنبا لأي خلل في مهمات الامن الداخلي.
وقد زار وفد من تكتل «الجمهورية القوية» البطريرك الراعي في بكركي، أمس، بتكليف من رئيس «القوات اللبنانية» د. سمير جعجع لدعم مواقفه.
وتحدث النائب بيار بو عاصي باسم الوفد، مؤكدا الحاجة الى قائد جيش غير مسيس، لأن تعيين قائد الآن، بناء على طلب «التيار الوطني الحر»، سيكون مسيسا وبتصرف من عينوه، كما أكد الحاجة الى قائد ذي خبرة، وأي قائد جديد يحل محل القائد عون سيكون عديم الخبرة بالأوضاع الراهنة عكس ما هو حال القائد الحالي.
في غضون ذلك، استقبل قائد الجيش وفدا من «الجبهة السياسية لأجل لبنان» وقال عضو الوفد إيلي محفوض: «جئنا لندعم العماد جوزاف عون، وان القائد لم يدخل التفاصيل المتصلة بموضوع قيادة الجيش». وقال ان «التيار العوني» يعمل على تدمير الجيش.
ميدانيا، أعلن «حزب الله» عن استهداف قوة مشاة اسرائيلية في «تلة الكرنتينا»، قرب موقع «حدث يارون» الاسرائيلي، صباح امس، في الوقت الذي اعلنت فيه الاذاعة الاسرائيلية عن اطلاق وابل من الصواريخ من الجهة اللبنانية باتجاه مستوطنة «برعام» في الجليل الاعلى وعلى ثكنه «برانيت». وقال وزير الدفاع الاسرائيلي يؤاف غالانت ان «حزب الله» اطلق اكثر من 1000 صاروخ علينا ولكنه يدفع الثمن باهظا.