نبّه رئيس الوزراء السويدي، الأربعاء، إلى أن بلاده مستهدفة بحملات تضليل إعلامي تسعى إلى استغلال الغضب الذي أثارته احتجاجات على صلة بتدنيس المصحف.
وقال أولف كريسترسن، في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي إن “السويد مستهدفة حاليا بحملات تأثير تدعمها دول، وجهات مشابهة للدول، هدفها إلحاق الضرر بالسويد والمصالح السويدية”.
وقال رئيس الحكومة، في رسالة عبر تطبيق تلغرام، إن ما حصل مؤخرا من “إحراق لنسخ من نصوص دينية” تزامن مع صعوبات على صعيد السياسة الأمنية.
من جانبه قال وزير شؤون الدفاع المدني السويدي، كارل أوسكار بولين، الأربعاء، إن بلاده تتعرض لحملة تضليل من “جهات تدعمها روسيا” بهدف تشويه صورة الدولة المرشحة للانضمام إلى حلف شمال الأطلسي، من خلال الإشارة إلى أنها دعمت أحدث وقائع لحرق المصحف.
وقال بولين في مؤتمر صحفي “السويد هدف لحملة تضليل مدعومة من جهات رسمية وشبه رسمية بهدف الإضرار بمصالح السويد.. ومواطني السويد”.
وأضاف “يمكننا رؤية كيف تضخم الجهات المدعومة من روسيا بيانات غير دقيقة مثل أن الدولة السويدية تقف وراء تدنيس كتب مقدسة”.
وأردف “ذلك، بالطبع، زائف تماما”، مضيفا أن هذه الجهات الرسمية تحاول “إحداث انقسام وإضعاف وضع السويد دوليا”.
ولم ترد السفارة الروسية في ستوكهولم على طلب للتعليق، أرسلته رويترز.
وتصاعدت التوترات بين السويد ودول عدة في الشرق الأوسط بعدما نظّم لاجئ عراقي تحركين عمد خلالهما إلى تدنيس المصحف.
ففي 28 يونيو، داس سلوان موميكا الذي يبلغ 37 عاما نسخة من المصحف قبل أن يدسّ فيه قطعا من لحم خنزير ويحرق بضع صفحات منه أمام أكبر مسجد في ستوكهولم في اليوم الأول من عيد الأضحى.
والأسبوع الماضي نظّم تحركا مماثلا أمام سفارة العراق داس خلاله مصحفا ومزّق صفحات منه.
ودانت الحكومة السويدية تدنيس المصحف، مشدّدة في المقابل على أن دستور البلاد يكفل حرية التعبير والتجمّع.
وسبق أن شهدت السويد، وبلدان أوروبية أخرى، احتجاجات ألحق خلالها نشطاء في اليمين المتطرف وغيره أضرارا برموز أو كتب دينية أو أتلفوها متحججين بنصوص تكفل حرية التعبير، ما استدعى ردود فعل مندّدة.
ودفعت أنباء عن عزم موميكا على تنظيم الاحتجاج في ستوكهولم مئات العراقيين إلى التجمّع عشية التحرك أمام مقر السفارة السويدية في بغداد على غرار ما فعلوا ردا على إحراق المصحف في يونيو.
وقد عمدوا إلى تسلّق جدران السفارة وإحراق المبنى.
وأجّجت الأحداث توترات دبلوماسية في الشرق الأوسط، وقد تم استدعاء سفراء السويد في مصر والجزائر والسعودية والأردن والإمارات.
وطردت السلطات العراقية السفيرة السويدية، في حين أعلنت إيران أنها لن تقبل أوراق اعتماد سفير جديد للسويد لديها، بعد تكرار الاحتجاجات أمام سفارتي السويد في بغداد وطهران.
وتخّلت السويد عن استراتيجية الحياد العسكري التي اعتمدتها مدى عقود وقرّرت الترشّح لعضوية حلف شمال الأطلسي بعد ثلاثة أشهر فقط على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
لكن عضوية السويد لم تنل بعد مصادقة المجر وتركيا.