في خطوة تؤشر إلى تزخيم خطة عمل المجموعة الخماسية من أجل الإسراع في انتخاب رئيس جديد للبنان، أكد سفراؤها لدى بيروت عزمهم على تسهيل انتخاب رئيس للجمهورية ودعمه، كما جاء في بيان أصدرته السفارة الفرنسية بعد اجتماعهم في قصر الصنوير. وأبلغت مصادر المجتمعين “السياسة” أن السفراء ناقشوا التطوّرات الأخيرة والاتّصالات التي جرت في لبنان والمنطقة، كذلك ناقشوا الخطوات التالية الواجب اتخاذها، من أجل الإسراع في انتخاب الرئيس اللبناني، باعتبار أن الوقت يعمل ضد مصلحة لبنان في ظل الشغور القائم الذي يهدد المؤسسات الدستورية برمتها، مشيرة إلى أن الحراك الخليجي الأميركي الفرنسي متواصل، سعياً لطي صفحة الانتخابات الرئاسية، لأن هناك مخاطر جسيمة تتهدد لبنان، إذا استمر الشغور الرئاسي، ولا بد من توافق اللبنانيين على الرئيس العتيد، اليوم قبل الغد.
وفيما كشف السفير المصري لدى لبنان علاء موسى أن الاجتماع تركز على قرار «الخماسية» بذل مساعيها لانجاز الاستحقاق الرئاسي في أقرب وقت ممكن، وفق خريطة طريق محددة، مشيرا إلى أن حرب غزة جعلت إنجاز الانتخابات الرئاسية في لبنان أكثر إلحاحاً، مؤكدا أن السفراء سينطلقون قريباً في اتصالات داخلية تشمل القوى السياسية، أشارت معلومات الى أن اتصالات السفراء ستمهّد لمجيء مبعوث الرئيس الفرنسي جان ايف لودريان، لإعلان حزمة المعايير والمواصفات التي تسلمها من القوى السياسية اللبنانية، والتي تحدد هوية رئيس الجمهورية المقبل، على ان تكون باباً للنقاشات والمداولات بين الأطراف السياسية، وصولاً الى إنجاز الاستحقاق الرئاسي.
توازياً، برز جلياً ما يمكن وصفه بأنه بداية “طلاق” حقيقي بين “التيار الوطني الحر” وحليفه “حزب الله”، بعد المواقف النارية الأخيرة لرئيس تكتل “لبنان القوي” النائب جبران باسيل، وقبله رئيس الجمهورية السابق ميشال عون حيال مشاركة “حزب الله” في “مقاومة الساحات”، في وقت أكدت مصادر بارزة في “التيار العوني” لـ”السياسة” أن مصلحة لبنان وشعبه تتقدم على أي مصلحة أخرى، وبالتالي فإن ربط الساحات في مقاومة إسرائيل، أمر يضر بلبنان.
وسط هذه الأجواء، أعلن في بيروت عن تأجيل مؤتمر دعم الجيش اللبناني الذي كان مقررا في السابع والعشرين من الحالي في باريس بدعوة فرنسية، وبينما استباح طيرانها التجسسي أجواء العاصمة بيروت وضاحيتها الجنوبية أمس، استمرت إسرائيل في خرق قواعد الاشتباك، حيث أغارت طائراتها الحربية على مرتفعات جبل صافي في منطقة إقليم التفاح، ملقية صاروخين على المنطقة، واستشهدت المواطنة خديجة سلمان وطفلة تدعى أمل، جراء غارة إسرائيلية على بلدة مجدل زون، كما شنّ طيران الاحتلال غارة استهدفت بلدة الخيام، ورد “حزب الله” على الاعتداءات الإسرائيلية، فاستهدفت صواريخه تموضعاً عسكريًا لجيش الاحتلال في مستعمرة إيفن مناحم وتجمعاً عسكريًا في مستعمرة شوميرا.