كشفت أوساط دبلوماسية غربية في بيروت أنه ورغم الجهود التي تبذلها واشنطن وباريس لردع إسرائيل عن توجيه ضربة للبنان، إلا أن المخاوف تكبر من عمل عسكري إسرائيلي يستهدف الأراضي اللبنانية، في ظل استمرار تصاعد العمليات الحربية على الحدود الجنوبية، مشددة لـ”السياسة” على أن إسرائيل ترفض التعاطي بإيجابية مع الجهود الأميركية والفرنسية، من أجل تحييد لبنان عن الصراع الدائر، في موازاة التحضيرات الإسرائيلية للهجوم على رفح في قطاع غزة. وأشارت إلى أن الأميركيين والفرنسيين، يخشون من أن تكون إسرائيل بصدد التحضير لشن هجوم على لبنان، بعد الاستعدادات الميدانية المتواصلة، والتي بلغت الذروة على حدودها مع لبنان، وفي ظل رفض رئيس الوزراء الإسرائيلي للنداءات الدولية التي تدعوه لوقف آلة الحرب على غزة وعدم فتح جبهة جنوب لبنان.
ميدانياً، تعرّضت بلدة يارون أمس، لعدوان جوي اسرائيلي، حيث نفذت المقاتلات الحربية المعادية غارة بصاروخين على منزل في حي البيادر في البلدة، وأتبعتها بغارة مماثلة مستهدفة منزلا في الساحة العامة ليارون، ولم يفد عن وقوع اصابات. وطاول القصف المدفعي الاسرائيلي وادي بيت ليف، واستهدفت طائرة مسيرة بصاروخين حي الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل.
وتجدر الإشارة إلى أن أزمة النزوح تزداد سوءا بسبب ارتفاع عدد النازحين مع اعتماد العدو الاسرائيلي سياسية الارض المحروقة واستهدافه للمدنيين والمنازل المأهولة وتهديده للأهالي المقيمين وسيارات الاسعاف ورجال الصحافة، حيث بات عدد من القرى المتاخمة شبه خال من السكان، فيما الحقت الاعتداءات اضرارا جسيمة بالممتلكات والمزروعات والبنى التحتية وبخاصة شبكتا الكهرباء والمياه.
وقال عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب حسن فضل الله، إن “المقاومة في لبنان تأخذ العبر والدروس من هذه الحرب، وتكيّف عملها وإمكاناتها وتكتيكاتها وخططها للحاضر والمستقبل استناداً إلى ما يجري اليوم على هذه الجبهة”.
إلى ذلك، اعتبر البطريرك بشارة الراعي، ان “البطولة ليست في صنع الحرب بالأسلحة المتطورة انما البطولة في العقل وتجنب الحرب وصنع السلام”. ولفت إلى ان “لبنان مؤلف من 18 طائفة دينية اي من المؤمنين بالله”، مشيرا إلى أن الايمان يفرض عليهم ان تكون علاقاتهم ببعض متسمة بالمحبة فإذا لم تكن كذلك فإنهم يكذبون على بعضه”.
وأضاف “لا يمكن الاستمرار في هذه الحالة من التباعد واللاثقة المتبادلين التي تعطل حياة الدولة والمجتمع فليضع الجميع فوق كل شي بناء الوحدة الوطنية بسبل جديدة ولغة جديدة وخصوصا الولاء لوطننا”.
من جانبه، قال المطران الياس عودة “بَـلَـدُنـا يَـتَــقَـهْــقَـــرُ لأنّـهُ يَـخْـسَـرُ مُــقَــوِّمـاتِ ديـمُـقْــراطِــيَّــتِـه، ويَـنْـحَـدِرُ إلـى الـعَــشـوائـيـةِ والـغَــوغـائـيـةِ والـتَـسَـلُّــطِ والـفـوضـى”، متسائلاً: “كـيـف يَـنـمـو بـلـدٌ وَيـزْدَهِــرُ وهـو بِـلا رئـيـسٍ يَـقـودُه بـحـسـبِ مـا يُـمـلـيـه دسـتـورُه؟ كـيـف يُــبـنـى بَـلَـدٌ جـيـشُـه مُـسْـتَــضْـعَـــفٌ؟ كـيـف يَـنْـعَــمُ بَـلَـدٌ بالاسـتـقـرارِ والازدهـارِ والـسِلاحُ مُــنْــتَـشِــرٌ وحُـدودُه مُـسـتَـبـاحَـةٌ وقَـضـاؤه مَــقْــمـوعٌ، وإداراتُـه قـد أُفْــرِغَــتْ مِـنَ الـكَـفــاءات، وقَـرارُ الـدولـةِ مُـصـادَرٌ، والـحـربُ تُــفــرَضُ عـلـيـهـا وعـلـى الـمُـواطـنـيـن؟ ومـا ذَنـبُ الـمـدنـيـيـن الأبـريـاء الـذيـن يـسـقـطـون يـومـيـاً جـراءهـا؟ كـيـف تُـبـنـى الـدولـةُ عـنـدمـا يَـسـتَــقــوي الـبـعـضُ عـلـيـهـا، ويَــتَـخـطـى الـبـعــضُ قَــراراتِـهـا، ويَـتـجـاهَــلُ الـبـعـضُ الآخـرُ وُجـودَهـا؟ كـيـفَ تُــبْــنـى دولـةٌ والـجـمـيـعُ يَـسْـتَــغِــلُّـهـا؟ وكـيـف يَـكـونُ الـمُـواطِـنـون مُــتَـسـاويـن فـي الـحـقـوقِ والـواجـبـاتِ فـيـمـا الـرأيُ لِـمَـنْ فـي يَـدِه الـقُــوّةُ والـمـالُ والـسُـلـطـة؟”.
وسط هذه الأجواء، وفيما يتوقع عودة الرئيس سعد الحريري إلى الإمارات في الساعات المقبلة، بعدما أحيا وجمهور تيار المستقبل الذكرى ال19 لاستشهاد والده، أكّد النائب السابق محمد الحجّار أنّ عودة الحريري إلى عمله السياسي مرتبطة بإنهاء الظروف التي من أجلها تمّ تعليقه في العام 2022، لافتا إلى “سببين رئيسين وهما النكد السياسي وغياب شركاء الحريري في تلك المرحلة، بحيث كمُنت الصعوبة في إنجاز الكثير معهم لبناء لبنان وتطوره”. وأوضح أنّ الهدف من الحشد الشعبي في ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري، “هو لحضّه على العودة، لأنه ترك فجوة وفراغًا كبيرين في الساحتين السنيّة واللبنانية”، واعتبر أنّ انتخاب الرئيس وتقديم مصلحة لبنان على أي مصلحة أخرى، سيضعا العجلة على سكة الحلول، ويعيدا الانتظام إلى المؤسسات، الأمر الذي قد يشجّع الحريري على العودة”.
على صعيد آخر، علم أن شركة “توتال” الفرنسية، لم توقع على عقدي اكتشاف واستخراج الغاز والنفط من البلوكين 8 و10، باعتبار أن الشركة هي المشغل وهي التي تمثل شركاءها في الكونسورتيوم وهما “إيني” الإيطالية و”قطر إنرجي”.
وكانت مهلة التوقيع التي حددها مجلس الوزراء انقضت منذ يومين، وبالتالي وبحسب مصادر مطلعة، فقرار مجلس الوزراء بتلزيم هذين البلوكين يكون قد سقط، إلا إذا قرر مجلس الوزراء، بناءً على اقتراح من وزارة الطاقة، تمديد المهلة لتوتال، وفي حال عدم التمديد، يعاد إدراج البلوكين 8 و10 في دورة التراخيص الثالثة.