دبلوماسياً، حضر الملف اللبناني بين المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، والمسؤولين الأميركيين في واشنطن، إذ التقى لودريان وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، وبالمبعوث الأميركي لشؤون أمن الطاقة العالمي، آموس هوكشتاين، للبحث في تفعيل التواصل الفرنسي – الأميركي بعد معلومات عن خلافات كثيرة في مقاربة الملف اللبناني، وبحسب المعلومات، فإن الجانبين بحثا كيفية تجنب تصعيد المواجهة العسكرية بين حزب الله وإسرائيل، من خلال المساعي الدبلوماسية والوصول الى حل سياسي، كما بحث الطرفان الملف الرئاسي وضرورة إنتاج تسوية سياسية تنتج رئيساً للجمهورية وزيادة التنسيق بينهما لتقديم مقاربة موحدة.
على وقع هذه اللقاءات، تجدد اللجنة الخماسية اجتماعاتها في بيروت بلقاء عقد في منزل السفير المصري علاء موسى، استباقاً لتحرّك باتجاه رؤساء الكتل النيابية، إذ ستعقد لقاءات مع رئيس تيار المردة سليمان فرنجية، ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل بغياب السفيرة الأميركية بسبب فرض عقوبات على باسيل، ومع رئيس كتلة الوفاء للمقاومة بغياب السفيرة الأميركية والسفير السعودي، ومع كتلة الاعتدال.
والغاية من هذه اللقاءات استمرار المساعي المحفزة للتشاور بين اللبنانيين والوصول الى عقد جلسات انتخابية لانتخاب رئيس الجمهورية.
لكن المسار العسكري يتقدم على كل المسارات السياسية، وفق ما تشير معطيات داخلية وخارجية، خصوصاً أن لبنان أصبح على قارعة انتظار مسارات الضربات المتبادلة بين ايران واسرائيل، وعلى الرغم من أن الطرفين يعلنان أن ضرباتهما هي في سياق تثبيت توازن الردع وعدم الرغبة في الانجرار الى حرب، لكن استمرارية الضربات ستؤدي الى تفاقم الأوضاع العسكرية أكثر في المنطقة، وهو ما سينعكس على الجبهة اللبنانية، خصوصاً في ظل زيادة الإسرائيليين وتيرة مناوراتهم العسكرية وتوسيع نطاق ضرباتهم، في مقابل انتقال حزب الله إلى مرحلة جديدة من العمليات العسكرية.
فبعد الضربة الإيرانية على اسرائيل، كان واضحاً تغيير الحزب لتكتيكاته العملانية بالإعلان عن استهداف دورية إسرائيلية تابعة للواء غولاني بتفجير لغم، مما يشير الى ان الحزب قد زرع ألغاماً على طول الحدود، وذلك لمنع الإسرائيليين من القيام بأي عملية تسلل، لا سيما في ظل الضخ الإسرائيلي لمعلومات وتسريبات حول الاستعداد لتنفيذ عملية برية في الجنوب اللبناني.
في هذا السياق، تتوالى رسائل التهديد والتحذير التي تصل الى لبنان حول النية الإسرائيلية لتوسيع نطاق هجومها ضد حزب الله والإقدام على «أيام قتالية» لا ترقى الى مستوى الحرب، ولكن تشكل تطوراً في مسار العمليات الدائرة منذ 8 أكتوبر، خصوصاً ان الإسرائيليين سيعملون على التصعيد رداً على عملية تفجير حزب الله لإحدى آلياتهم وركابها، أو من خلال إثارة الإسرائيليين مجدداً لمسألة أنفاق حزب الله في الجنوب لاتخاذها ذريعة لتوسيع نطاق العمليات.
وقتلت غارة إسرائيلية بمسيّرة أمس على سيارة في منطقة عين بعال جنوب لبنان، إسماعيل يوسف باز، قائد القطاع الغربي (الساحل) في «حزب الله».
كما قتل قيادي في الحزب من آل فضل الله وشاب يدعى محمد شحوري في غارتين على بلدة الشهابية.