هل ترى يا بشير ماذا حلّ بمن قاتلتهم طويلاً بالحديد و النار عندما اعتدوا على مجتمعنا و كنائسنا و قرانا و دنسوا مقدساتنا ؟
هل ترى ماذا فعل ابناء حمص و حماه و كل مظلومي سوريا بالجزار و كيف أرسلوه بسرعة قياسبة الى عمق أعماق الجحيم ؟
يا بشير لقد اندحر قاتلك و قاتل أحلامنا و مجتمعك يحتفل بجنون بهذا السقوط العظيم ، مجتمعك يحتفل بفخر عظيم لأنه أطلق تحت قيادتك أولى المعارك بوجه نظام الطاغية منذ ٤٥ عاماً و قبل أن يفكر أحد بمواجهة هذا الإرهابي .
يا بشير سجون الجزار فتحت و المعتقلين أطلقوا و شعبك ينتظر اسراه ليستقبلهم استقبال الأبطال إن كانوا أحياءً يرزقون أو ليدفنهم بما يليق بشهادتهم في أرض الآباء و الأجداد علّ أرواحم ترقد بسلام بعد كل ما عانوه في مسالخ الديكتاتور المهزوم إن كانوا أمواتاً …
يا بشير ربما لبنانك و حلمك عاد ليتحقق رويداً رويداً و ربما بدأت مسيرة الألف الميل نحو وطن قوي حر آمن و مستقر كما اردت انت ، فالشرق يتغير و قوى الشر و محاوره تنهار و لغة الحرية و العدالة و السلام بدأت تسود في ارجاء المعمورة …
يا بشير ، حافظ الأسد مات و شبع موتاً و وريثه فرّ من غضب شعبه ذليلاً مهزوماً تاركاً وراءه الكثير من الخراب و الدمار و لكن تاركاً أيضاً شعوباً استفاقت على حريتها المسلوبة و قررت الإنتفاضة لكرامتها و حقها بالحياة و هي تحاول اليوم تلمس أولى خطواتها نحو الحرية و الحق ..
يا بشير ، يكفينا فخراً أن تكون انت مطلق أولى الرصاصات بوجه الأسد و أن تكون انت أول من أسس لمجابهة الجزار و نظامه المجرم و تبعك كل الآخرون ، و ها هي اليوم عدالة الأرض و السماء تتحقق فيرحل القتلة و يبقى لبنان …