إذا كنت من سوريا أو لبنان، أو حتى لديك أصدقاء منهما، فلا شك أنك سمعتَ ذات مرة بعض العبارات التي يقولونها هناك، مثل “أخو الشليتة” أو “السرسري”، ولن نلومك أبداً إذا كنت قد فهمتهما على أنهما شتيمتان، فمعظم الناس يظنون ذلك في البداية.
قصة عبارتيْ “أخو الشليتة” و”السرسري” في سوريا ولبنان
في الحقيقة فإنّ عبارتيْ “أخو الشليتة” و”السرسري” ليستا شتيمتين كما توحي طريقة لفظهما، وإنما هما عبارتان، الأولى يُقصد بها المدح، أي إنّ هذا الشخص هو “ذكي جداً ومحتال”، أو كما يُقال باللهجة الشامية “حربوق”.
حتى إنّ الرئيس اللبناني الأسبق ميشال عون كان قد سبق له أن وصف السياسي اللبناني فؤاد السنيورة بأنه “أخو شليتة” في إحدى تصريحاته المتعلقة بأزمة النفايات في لبنان في عام 2015.
أما الثانية وهي “السرسري” فيُقصد بها أنّ هذا الشخص هو محتال محترف.
ووفقاً للروايات المحلية التي يتناقلها الناس، والتي نقلتها صحيفة “النهار” اللبنانية، فإنّ أصل هاتين الكلمتين يعود إلى فترة الوجود العثماني في بلاد الشام.
وتقول الرواية المحلية إنّ كلمة “الشليتة” ليست صفة، وإنما هي اسم كان يُطلق على موظف حكومي عثماني اسمه الحقيقي “الشليتي”، وكان يعمل مراقباً على الأسعار التي يضعها التجار في إحدى مناطق ولاية سوريا.
ولكن هذا المراقب كان شخصاً يحب المال، فغض نظره عن الأسعار المبالغ بها التي كان يضعها التجار مُقابل رشاوى تُدفع له من قبلهم.
مع مرور الوقت، ومع ملاحظة الحكومة العثمانية هذا الأمر، قررت أن تُرسل شخصاً يدعى “سرسري” لمراقبة “شليتي”، والتأكد من أنه يقوم بعمله.
ولكن عدوى الرشوة وحب المال انتقلت من “الشليتي” إلى “السرسري”، ما دفع التجار في تلك المنطقة إلى إطلاق لقب “أخو الشليتة” على “السرسري”، ما معناه أنه مرتشٍ أيضاً ولا يختلف أبداً عن “الشليتي”.
أما في اللغة العربية، فإنّ كلمة “شلتة” هي أقرب الكلمات إلى “شليتة”، وهي مشتقة من “شَلَتات”، والتي تعني “وسادة محشوة بالقطن أو الريش أو نحوهما للجلوس أو الاستناد عليها”، أما في اللغة التركية القديمة فإنها تعني “السروال”.
في حين أنّ كلمة السرسري “Serseri” كلمة فارسية انتقلت إلى اللغة التركية وتعني “الشخص المتشرد الذي ليس لديه عمل”، أو أحياناً “الشخص الذي ليس لديه هدف”.
ووفقاً لما ذكرته صحيفة Sabah التركية فإن كلمة “سرسري” هي كلمة عادية ولا تعبر عن الشتيمة، حتى إنها مستخدمة بكثرة في الشعر التركي وحتى في بعض الأغاني أيضاً.