متى ستوقف كل القيادات المسيحية التنظير الفارغ والجدالات العقيمة وتبدأ الكلام بلغة شارعها دون خوف أو خجل؟
أنتم تعرفون الهواجس وتعرفون كلام الغرف المغلقة، فلِمَ لا تعلنوه جهاراً وعلى الملأ كما فعل يوماً القائد الإستثنائي بشير الجميل؟
إلى متى ستستمرون بالكلام بلغة غريبة عن مجتمعكم ولا علاقة لها به ولا بهواجسه الفعلية؟
مما تخافون وماذا بقي لتخافوا عليه؟
مجتمع يندثر والتنظير لا ينفع
مجتمعنا يزول ويندثر رويداً رويداً والتنظير الغبي لم يعد ينفع.
انظروا إلى المنطقة من حولنا… هل رأيتم ما حصل لمسيحيي المحيط؟
هذا المصير نفسه يقترب منا بسرعة قياسية، ولن تمنعه النظريات التافهة والتشدق الغبي بكلمات وجمل غير مفهومة حتى من مطلقيها!
خلال آخر عشرين سنة، لبنان خسر ما بين 200,000 و300,000 مسيحي (تقديرات رسمية ودراسات دولية)، أي بمعدل أكثر من 10,000 مسيحي سنوياً يغادرون البلد بلا رجعة، ومعظمهم من الشباب المتعلم والكوادر.اليوم، عدد اللبنانيين المهاجرين بالخارج يتراوح بين 8 و14 مليون، والأغلبية الساحقة منهم مسيحيون (الموارنة أكبر كتلة)، مقابل حوالي 4 ملايين مقيم فقط في الداخل.
أما في الدولة، فعدد المواقع الأساسية التي كان يتولاها المسيحيون، من رئاسة الجمهورية إلى قيادة الجيش والمواقع الإدارية والقضائية، تراجعت بشكل مخيف.
اليوم تمثيلنا بالمؤسسات فارغ من المضمون: كثير من النواب المسيحيين مجرد ديكور أو واجهة، أما النفوذ الفعلي فصار بيد قوى لا علاقة لها بهموم الناس.
إلى متى الانتظار؟
ماذا تنتظرون لتقولوا للعالم أن التجربة اللبنانية فشلت؟
ماذا تنتظرون لتعلنوا أن الكيان الهجين المسمّى لبنان الكبير كان خطأ تاريخياً دمّر حضورنا ووجودنا؟
متى ستتوقفون عن بيع الناس وهم “التعايش” مع أصحاب الولاءات والانتماءات المزدوجة الذين جرّونا إلى الدمار؟
يا قادة المسيحيين في لبنان وخاصة الموارنة: هل أنتم راضون عما يجري؟
هل أنتم راضون عن سلب حقوق مجتمعكم في أرض الأباء والأجداد، وتحويلهم إلى أقلية غير مؤثرة تتلقى الضربات بصمت؟
أسئلة لا بد منها
ماذا دهاكم؟
ماذا حصل لكم؟
لماذا كل هذا العجز وهذه المسايرة والنفاق؟
إلى متى ستستمرون هكذا؟
على من ستتزعمون عندما ينتهي هذا المجتمع ويخرج من أرضه أو يتحول إلى تابع ذمي يعيش مجرد حياة بيولوجية بلا كرامة؟
الخطر على الأبواب
الخطر يدق أبوابنا، وكاد يدخل إلى قلب الدار.
تصرفوا قبل فوات الأوان.
أوقفوا المسايرة للداخل والخارج.
تفاعلوا مع الأحداث وبادروا قبل أن ينتهي وجودنا في أرضنا التاريخية… وإلا هذه المرة سيكون الزوال نهائي، وعندها سيلعنكم الله والتاريخ، وستلعنكم كل الأجيال القادمة.