لا تزال واشنطن على مواقفها من الملفات الشائكة في لبنان وخصوصاً الملف الرئاسي والتوترات في الجنوب، وعلى الرغم من انشغال الإدارة الأميركية في الانتخابات الرئاسية الأميركية، إلا أن لبنان لا يزال في قائمة الاهتمامات التي تناقشها واشنطن مع موفديها إلى المنطقة، وتحثهم على إرسال الرسائل إلى المعنيين في لبنان من أجل انتخاب رئيس جديد للجمهورية. ذلك بالإضافة إلى تحذير واشنطن دائماً من مغبة التهور الذي يقوم به الحزب في الجنوب، خصوصاً أن نوايا إسرائيل باتت واضحة.
تؤكد مصادر مقربة من الإدارة الاميركية أن لا تغيير في المواقف، ومنذ انتهاء ولاية رئيس الجمهورية ميشال عون، كانت مواقف أميركا واضحة بهذا الخصوص، وشددت على الذهاب فوراً نحو انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
تضيف المصادر لموقع “القوات”: “واشنطن حددت خياراتها منذ بدء الشغور الرئاسي في لبنان، ووضعت مواصفات معينة حددت رؤيتها حول هوية الرئيس المقبل. هذه المواصفات بحسب واشنطن تمثل أغلبية الشعب اللبناني، ومهما حصل من تجاذبات سياسية وتعطيل، لن تغير واشنطن من مواقفها”.
المصادر ذاتها تشير إلى ان القلق الأميركي لا يزال قائماً حيال إصرار الحكومة الإسرائيلية القيام بحملة واسعة تجاه لبنان، وبما أنها منشغلة بالانتخابات الرئاسية الأميركية، بدأت الضغوط الأميركية على إسرائيل تتلاشى، وقدرة أميركا على لجم جموح نتنياهو حول الجنوب اللبناني بدأت تخف. بالتالي فإن الإدارة الاميركية لا تزال تصر على إرسال الجيش اللبناني إلى الجنوب.
في وقت سابق، أعلنت واشنطن أنها لم تعد قادرة على وقف التوترات المرتقبة والتي تنوي إسرائيل القيام بها في الجنوب. ومن الأسباب التي أدت إلى فقدان واشنطن سيطرتها على نتنياهو هو الانتخابات الرئاسية الأميركية المقبلة، فإدارة الرئيس الأميركي جو بايدن ستنصرف نحو التحضير لحملة بايدن الانتخابية، وكانت تطمح بإنهاء التوتر في غزة وفي الجنوب قبل الانتخابات الرئاسية، لكنها لم تستطع فعل ذلك. اليوم أولوية أميركا تكمن في الانتخابات الرئاسية، بالإضافة إلى أن موقف بايدن بات ضعيفاً أمام خصمه القوي دونالد ترمب الداخل في الانتخابات الرئاسية بقوة.