وقد لقي كلام وهاب ردوداً من داخل لبنان وخارجه. ورفض الحزب التقدمي الاشتراكي “بعض الأصوات في لبنان التي هاجمت دول الخليج العربي”، ورأى في بيان أنها “أصواتٌ لم ولا تعكس حقيقة موقف اللبنانيين الذين يقدرون تماما دور الخليج في مساندة لبنان وشعبه دون أي تمييز وخلال أقسى وأصعب الظروف، وقد احتضنت دول الخليج العربي اللبنانيين ووقفت إلى جانب لبنان في شتى المراحل ولا تزال نموذجاً لأيادي الخير”، مؤكداً “أن هذه العلاقة ستبقى فوق كل اعتبار تتسم بالأخوة الصادقة الوثيقة”.
ولفت رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع إلى “أن كلام وئام وهاب لا يمثل اللبنانيين لأن هذه ليست عاداتنا وتقاليدنا”، وقال: “الدول العربية والخليجية كانت تساعدنا من كرم أخلاقها ومحبتها للبنان ليس ليخرج واحد منا ويسمعها هذا الكلام، لذا أتمنى على رئيس حكومة تصريف الأعمال تقديم اعتذار إلى الدول العربية ودول الخليج باسم الشعب اللبناني الذي لا يمثله هذا الكلام، إنما ينبع من محور الممانعة”.
ما قاله الوزير السابق وئام وهاب غير مقبول، ولا يمثل غالبية الشعب اللبناني بل يمثل محور الممانعة، وأتمنى من رئيس حكومة تصريف الأعمال الاعتذار من الدول العربية عن هذا الكلام.#١٧٠١_الآن
— Samir Geagea (@DrSamirGeagea) November 2, 2023
وكتب النائب بلال الحشيمي على منصة “إكس”: “إن بعض الأبواق قد دأبت التطاول على دول الخليج الشقيقة فإن هذه المواقف لا تمثل لبنان لا من قريب ولا من بعيد، بل لا تمثل إلا قائلها وحده، ولا تعبر إلا عن أخلاقه”، مضيفاً: “ننوّه بالدور التاريخي لهذه الدول الشقيقة التي طالما وقفت مع لبنان في عز أزماته ومدت له يد العون والمساعدة دون مقابل”.
وتوجّه الأكاديمي والمستشار في العلاقات الدولية عبد الرحمن الحميضي إلى وهاب بالقول: “أنت تسيء إلى لبنان الجميلة ولكل اللبنانيين الشرفاء الذين يعملون في الخليج وينفقون على عائلاتهم في لبنان وتستقبلهم دولنا بكل ترحيب دون السؤال عن ديانتهم ومذهبهم، وإذا أنت من مناصري إيران وحزب الله ومحور المقاومة كما تسميه، فهل سألت نفسك عن عدد العاملين اللبنانيين في إيران وحجم تحويلاتهم المالية؟ بالتأكيد صفر لأن ايران ومحورها الممانع يهدم ولا يبني”. وأضاف: “أنت ومحور مقاومتكم مجرد أبواق وطابور خامس للفرس وستذهبون إلى مزبلة التاريخ”.
من جهته، عاد وهاب في اتصال مع الصحافي عبد الجليل السعيد ليوضح “أن كلامه غير موجّه إلى دول الخليج العربي، خصوصاً أنه تربطنا بها علاقة كويسة، ولكن بشكل عام قصدت أن العرب إذا حصلت حرب في لبنان بالتأكيد سيساعدون”، وأضاف: “إذا فُهم من كلامي إهانة أنا أعتذر”. وانتهى الاتصال بين وهاب والسعيد إلى مشادة تخللها لغة شتائم.
وليست المرة الأولى التي يتحدق فيها مسؤول لبناني بكلام اعتُبر مسيئا للدول العربية، إذ سبق لوزير الإعلام السابق جورج قرداحي، ولوزير الخارجية السابق شربل وهبه، أن تسببا بأزمة دبلوماسية بين لبنان والسعودية وبعض الدول الخليجية.