كذبة هالدني، منعيشها بالطول والعرض، ع هوا حسابات كل شخص واحلامو وقدراتو. بس صاحب الحساب ولا مرة بيعرف ساعة النهاية.
بيوت جدودنا المهجورة والمرشوشة ع تلالنا وبالجبال، صحابها صارو بشوفو، من تاني دني، حجارها اللي حفر الزمن خطوطو عليها. عاشو فيها العمر اللي انكتبلهم، وبالأخر تركوها وفلو بلا ما ياخد ولا حدا منهم اي شي معو من هالدني.
اليوم ونحن عم منشوف اهلنا بالجنوب الموجوع، عم يتساقطو بجحيم الحمم المجنونة، ولما عم منشوف بيوتهم عم ياكلها حقد الحرب المجنونة، منعرف بعمق جرح قلبنا المفتوح، من يوم ما وعينا عهالدني بهالوطن، إنو ياما فيه بيوت ما بقى رح يرجعو اصحابها بعد كل هالمآسي، وإنو وحدها الحجارة المدمرة رح تبقى تخبر عن معاناة شعب اكلو جشع الحكام واطماع العملا لكل الدول الخارجية اللي بتخيط مخططاتها ومؤامراتها ع تراب هالوطن وع حساب دم شعبو ومناضلينو.
من حرب الخمستعشر سنة، لإجتياح ال ٧٨ و٨٢، لحرب زحلة والجبل والاقليم وشرق صيدا، للحروب العبثية، للمجازر والتفجيرات المجنونة، لنكبات التحرير والالغاء، ل معركة ١٣ تشرين، وبعدهم عناقيد الغضب وحرب ال ٢٠٠٦، لإنفجار المرفأ، جملة وحدي بتنقال بقلب مشلع ومجروح:
“حرام بيوتنا تفضى ع بكير”!