هل حقاً تعتقدون أن التطور و التقدم التكنولوجي و الإقتصادي وحده يكفي لبناء منظومة متكاملة قادرة على مواكبة المستقبل و الدخول الى عصر العولمة ؟
هل حقاً الأنظمة العربية مقتنعة أن الربيع العربي كان مجرد مؤامرة فقط ؟ هل حقاً هم مقتنعون أنهم سيتمكنون من بناء مستقبل ثابت و مزدهر بلا ديمقراطيات و بلا اعتراف أقله بالحقوق الأساسية للأفراد و المجموعات في بلدانهم ؟
دعكم من هذا العدد الهائل من الصحافيين و الإعلاميين المستفيدين من أموالكم و الذين يسمعونكم ما تريدون سماعه و يخترعون نظريات همايونية غبية متخطين واقع الشعوب و الأنظمة على السواء ؟
هل حقاً ستستمرون بتجاهل ما يحصل في سوريا كما تجاهلتم العراق و ليبيا و غيرها سابقا و هل حقا ستتركون سوريا تنفجر و تتشظى أكثر فقط لتثبيت نظريتكم بتخيير الشعوب بين الديكتاتورية و القمع أو التطرف و الإرهاب ؟
ألم يجري أي نظام عربي نقداً ذاتياً ؟ ألم يسألوا أنفسهم لماذا لجأت و تلجأ شعوبهم الى الحركات المتطرفة ؟ هل هم مقتنعون حقاً بأن السبب هو الفقر و الجوع فقط ؟ لا.. هذه الشعوب لجأت الى الحركات المتطرفة و قبل أي شيء بسبب انعدام سبل التغيير أمامها و بسبب إقفال كل الأبواب بوجهها ما عدا أبواب السجون و المعتقلات !!
أما من عاقل في هذا العالم العربي يمتلك الجرأة على إعلان الحقائق كما هي و الذهاب الى نقد حقيقي صريح و واضح لكل ما جرى و يجري علكم تنقذون بلدانكم و شعوبكم من جحيم آخر آتٍ لا محالة ان استمرت الأوضاع على حالها ؟
لا ليس بالإقتصاد و الترفيه وحده تعيدون لشعوبكم نواقصها ، الحرية و الحياة الديمقراطية السليمة هي مطلب عند تلك الشعوب أيضاً و أهم بالنسبة لها من أي شيء آخر ، احترام الكرامة الإنسانية و إقفال معتقلات التعذيب و القمع هو مطلب من مطالبها أيضاً ، طموحها بممارسة أي تجربة ديمقراطية في بلدانها بدل محاولة الحصول على جنسية بلد آخر لفعل ذلك هو أحد طموحاتها المشروعة أيضاً .
با أنظمة العرب و خاصة الأجيال الجديدة ، لا تقنعو أنفسكم بما هو غير واقعي و غير منطقي و لا تصدقوا المتملقين الكثر الذين حولكم من كتّاب و أصحاب رأي فهؤلاء مجموعات من الوضيعين المستفيدبن ليس إلا و لا يهمهم سوى التصفيق لكم و تسويق ما تحبون سماعه لذا لن يقولوا لكم يوماً الحقائق كما هي .
نكتب هذا الكلام محبة بكم و ليس كرهاً لا سمح الله ، نكتب هذا الكلام خوفاً على الإنجازات الضخمة التي تحققت في بلدانكم في السنوات الأخيرة و بمجالات عديدة و لإعجابنا بها ، نكتب هذا الكلام لتصحيح مسار الصعود علّ المستقبل يبنى على أسس متينة تمنع انهياره لاحقاً كما حصل في أمكنة كثيرة من هذا العالم .
تمعنوا جيداً بردود أفعال الشعب السوري و غيره من شعوب المنطقة بعد انهيار طغاتهم و فتح معتقلات تعذيبهم لتفهموا حقاً أين يولد الإرهاب و لماذا ، علّنا جميعاً نتعظ .