كشفت مصادر إعلامية لبنانية الأربعاء عن تأجيل مؤتمر لدعم الجيش كان من المرتقب عقده في باريس في السابع والعشرين من الشهر الجاري، إلى أجل غير مسمى، الأمر الذي يثير المخاوف من أن يكون الداعمون الإقليميون والدوليون قد نفضوا أيدهم من المؤسسة العسكرية في لبنان، مع تغول حزب الله.
ويعد الجيش اللبناني المؤسسة الوحيدة التي بقيت تحظى بدعم دولي وإقليمي، وقد تم عقد العديد من المؤتمرات لإسناده ماليا في وقت يواجه فيه لبنان أزمة اقتصادية ومالية غير مسبوقة منذ العام 2019.
وبحسب المصادر فإن المؤتمر تأجل إلى موعد غير محدد لعدم انتهاء التحضيرات والاتصالات الجارية في شأنه مع الدول الموضوعة على لائحة الممولين والمساعدين، والتي لم تؤد إلى أي توافق نهائي في انتظار الاتصالات الجارية على أكثر من مستوى مادي وتقني وعسكري.
وتصاعدت أصوات من داخل الولايات المتحدة وعدد من الدول الغربية في الآونة الأخيرة مشككة في الجدوى من الاستمرار في دعم الجيش اللبناني في ظل عجزه عن حماية سيادة لبنان واستقلالية قراره، ولجم حزب الله وخروقاته للقرار الأممي 1701.
ويرى متابعون أن دعم الجيش اللبناني أمر ضروري من وجهة نظر الحكومات الغربية، التي تدرك بأن ضعف المؤسسة العسكرية في لبنان، يصب بالضرورة في صالح حزب الله، مشيرين إلى أنه رغم وجود حالة من الإحباط تجاه المؤسسات الرسمية اللبنانية لكن ذلك لا يعني التخلي عن دعم الجيش.
ويعتقد المتابعون أن السبب الرئيسي في تأجيل المؤتمر هو عدم حماسة الفاعلين الإقليميين ولاسيما دول الخليج التي لطالما كانت الداعم المالي الرئيسي للجيش، وهي اليوم لم تعد مهتمة بالأمر ولديها أولويات أخرى على الساحة. ويشهد لبنان تحديات أمنية كبيرة في علاقة بالمواجهات الدائرة إسرائيل وحزب الله في الجبهة الجنوبية والتي بات نطاقها يتسع ما يهدد قواعد الاشتباك الحالية.
وهدد نائب الأمين العام لحزب الله” نعيم قاسم، بتصعيد عسكري ضد إسرائيل إذا تجاوزت الأخيرة ضرباتها داخل لبنان إلى “سقف أعلى”.
جاء ذلك في كلمة خلال احتفال خاص بالحزب في ضاحية بيروت الجنوبية، الأربعاء، وقال قاسم “إلى الآن، أسقُف المواجهة مع جبهة لبنان محدودة، حتى لو تجاوزت بعض الاستثناءات والردود على هذه الاستثناءات، ولكن عندما يتجاوز العدو (إسرائيل) إلى سقف أعلى، سيكون سقفنا أعلى من سقفه”.
وشدّد على أن الحزب “لن يتراجع في الميدان، بل سنجعل أي تطور مرتبط بالميدان وبالمواجهة على قاعدة أنّنا في موقع الردع للعدو الإسرائيلي والرفض لمخططاته”.
وأضاف “بعد 4 أيام من 7 (أكتوبر) تشرين الأول (2023)، جرت مكالمة طويلة بين (الرئيس الأميركي جو) بايدن و(رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين) نتنياهو، محورُها أنّ إسرائيل تريد أن تخوض الحرب بشكل مفاجئ على لبنان وأميركا تعترض من أجل إسرائيل”.
وأضاف “من هنا، مبادرتنا إلى مساندة غزة جعلتنا في حالة حضور، ولا نتفاجأ بأيِّ عدوان يمكن أن يقوم به العدو”.
وانتقد قاسم ازدواجية معايير الغرب، قائلا “دبلوماسية الغرب تريد تعطيل قوّتنا في إزعاج إسرائيل وإرباكها لتحقيق الأمن الإسرائيلي، ولا تعمل لإيقاف الحرب على غزّة التي كانت السبب وراء كل هذه المساندة التي حصلت في المحور”.
وقتلت الأربعاء امرأة وطفلة في هجوم صاروخي شنته إسرائيل على قرية مجدل زون التي تبعد نحو ستة كيلومترات عن الحدود.