على رغم اعتياد اللبنانيين قصف إسرائيل أهدافاً في الضاحية الجنوبية لبيروت ومناطق أخرى قرب العاصمة فجر كل يوم، فإن ما استهدفته بين الرابعة والخامسة صباح اليوم السبت كان مختلفاً في الصورة والمضمون والمكان، إذ قصفت الطائرات الحربية الإسرائيلية بقنابل وصواريخ خارقة للتحصينات، كتلك التي استخدمت في عملية استهداف أمين عام “حزب الله” السابق حسن نصرالله في الـ27 من سبتمبر (أيلول) الماضي ورئيس المجلس التنفيذي في الحزب هاشم صفي الدين بعده بأيام قليلة، منطقة “البسطة الفوقا” التي تقع في وسط العاصمة بيروت، فيما قالت تقارير صحافية إن أكثر من خمس قنابل من النوع الثقيل استخدمت في هذا الهجوم.
وقد سقط في هذا الاستهداف أكثر من 10 قتلى و15 جريحاً.
بين نعيم قاسم وطلال حمية
وما هي إلا دقائق قليلة، حتى خرجت وسائل إعلام في إسرائيل تتحدث عن تصفية هدف مهم جداً من دون تحديد هويته، وقد تم تناقل بداية اسم الأمين العام للحزب نعيم قاسم، ثم اسم طلال حمية المطلوب أميركياً والملقب بالشبح.
حمية، والمكنى بـ”أبي جعفر”، هو مسؤول عن الوحدة 910 التي تقود العمليات الخارجية لـ”حزب الله”، كما يعد المسؤول الأول عن كل خلايا الحزب في الخارج إلى ذلك، وكان التحق به منتصف الثمانينيات ومتهم بأنه شارك في عملية استهداف قوات المارينز الأميركية في لبنان عام 1983، وصنفته وزارة الخزانة الأميركية في عام 2012 كـ”إرهابي عالمي” راصدة 7 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات عنه.
أهم من طلال حمية
ووسط تداول اسم طلال حمية، خرجت القناة 12 الإسرائيلية ملمحة إلى أن الشخصية المستهدفة أهم من حمية، فيما ذكر المراسل العسكري لهيئة البث الإسرائيلية، إيتاي بلومنتال، نقلاً عن مصدر أمني، أن هدف إسرائيل من الهجوم كان رئيس قسم العمليات في “حزب الله”، محمد حيدر، من دون تأكيد نجاح العملية.
فمن هو محمد حيدر؟
يعد من قيادات الصف الأول في الحزب، ومن أهم العقول الأمنية فيه، وكان نائباً في البرلمان اللبناني بين عامي 2005 و2009، قبل أن يبتعد عن السياسة والإعلام، ويصبح في مرحلة لاحقة المعاون العسكري لحسن نصرالله.
واليوم يعد حيدر، الذي حاولت تل أبيب اغتياله عام 2019 عبر طائرات مسيرة أرسلت إلى الضاحية الجنوبية لبيروت، رئيس قسم العمليات في الحزب ويعده كثر العقل الأمني الاستراتيجي للحزب، فيما أشارت مصادر لـ”العربية” إلى أن حيدر هو المسؤول عن مقاتلي “حزب الله” في سوريا ومسؤول الجانب العسكري والأمني في جنوب لبنان، وأن نفوذه تنامى بعد اغتيال القيادي عماد مغنية عام 2008 وثم مصطفى بدر الدين عام 2016 في سوريا.
مصدر ينفي
على وقع توارد الأنباء حول هوية المستهدف في ضربة البسطة في بيروت وما إذا كان محمد حيدر قد قتل في الضربة، أكدت مصادر من داخل “حزب الله” بشكل خاص لـ “اندبندنت عربية” أن هذه الضربة لم تصب أي قيادي أو عنصر من الحزب، لا محمد حيدر ولا غيره، وأن من راح ضحيتها هم مدنيون كانوا يقطنون في المبنى المستهدف.