على الرغم من أنه يُعدّ من بين أسوأ المواسم في تاريخ نادي الحكمة، موسم طغى عليه التخبط الإداري، إذ غادر كابتن الفريق احمد ابراهيم، وخرج النادي مبكرًا من بطولة “وصل”، وشهد تبديلًا في الجهاز الفني خلال منتصف الموسم، بالإضافة إلى خسارة قاسية أمام فريق NSA متذيّل الترتيب… بدا وكأن الأمل مفقود حتى عند أكثر المشجعين تفاؤلًا، خصوصًا بعد صيف وُصف بأنه “صيف الأحلام” خُطف فيه أبرز نجوم اللعبة.
لكن مع هذا المشهد القاتم، كانت مجموعة “ألتراس الحكمة” تصنع الحدث من المدرجات. رفعت شعار “We Believe”، وبثّت في كل منصاتها عبر وسائل التواصل الاجتماعي روحًا إيجابية لافتة، حملت رسالة واحدة: “نحن لا نفقد الأمل، المستحيل ليس حكماوياً”.
ما قدّمه ” ألتراس الحكمة” لم يكن مجرد دعم معنوي، بل تجسّد في مبادرات مدروسة ومواقف تركت أثرها داخل الملعب. ففي مباراتهم الاخيرة على ارضهم، دخلوا رافعين “تيفو” ضخمًا غطّى المدرجات، كُتب عليه: “ربحنا أو خسرنا… حكمة حتى الموت.”
في رسالة واضحة وصريحة: لسنا هنا من أجل الألقاب فقط، بل نحن مع الفريق والراية الخضراء في كل زمان ومكان، في الانتصار كما في الهزيمة.
في مبارتهم امام فريق بيروت، وتحديدًا في الربع الأخير، برز دور جمهور الحكمة كعامل ضغط فعّال، حيث أجمع كثيرون من المحللين والمراقبين على أن الألتراس لعب دورًا محوريًا في قلب المعادلات داخل الملعب.
علّق المعلّق الرياضي غياث ديبرا قائلاً: “ألتراس الحكمة جعل المهمة شبه مستحيلة على بيروت.”
من جهّته، لم يتردّد مدرب نادي بيروت جاد الحاج في الإقرار بتأثير هذا الجمهور، واصفًا إياه بـ”العامل السلبي الأكبر على فريقه خلال المواجهة”.
وعلى الرغم من كل هذه الأضواء، ترفض المجموعة أن تُعامَل ككيان منفصل، مؤكدة أنها مجرد جزء من جمهور النادي الكبير. المجموعة رفضت الكشف عن أي مفاجآت تخص المباريات المقبلة، لكنها وعدت الفريق بالبقاء إلى جانبه دائمًا، ووعدت جمهور الحكمة بأنها ستكون دائمًا “الواجهة الجميلة” للنادي، مؤكدة عزمها على ترسيخ عقلية الألتراس على المدرجات، وتعريف الآخرين بما تعنيه هذه الثقافة. فبالنسبة لهم، الفرد في الألتراس ليس مجرد مشجع يصرخ لـ40 دقيقة وينتهي دوره، بل هو حامل لفكر وأسلوب حياة يُرافقه داخل وخارج المدرج.
عن المنافسة مع مجموعات الألتراس الأخرى في كرة السلة، رفض ألتراس الحكمة مقارنتهم بأي مجموعة أخرى، معتبرين أن مفهوم الألتراس الحقيقي غائب تمامًا عند الفرق الأخرى.
في موسم مليء بالخيبات، كان الألتراس بصيص الأمل، لا فقط للنادي، بل لثقافة رياضية بأكملها تؤمن بأن الانتماء الحقيقي لا يُقاس بنتائج، بل بوفاء لا ينكسر.