وتجدَّد التوتر السياسي بين باسيل وبري قبل يومين من زيارة المبعوث الفرنسي الخاص إلى لبنان، جان إيف لودريان، المزمعة الاثنين إلى بيروت؛ في محاولة جديدة لحلّ الأزمة السياسية المستمرّة منذ 10 أشهر، والتي عرقلت انتخاب رئيس جديد للجمهورية.
فشل المحادثات
ويعكس تصعيد باسيل فشلاً للمحادثات، التي أطلقها في وقت سابق مع «حزب الله» حول ملف الانتخابات الرئاسية، وفق ما تقول مصادر مواكبة، لافتة إلى أن تأكيدات نواب في التيار أنه لا يزال على تقاطعه مع قوى المعارضة على ترشيح الوزير الأسبق جهاد أزعور، «تؤكد تعثر الحوار مع الحزب الذي لا يخفي الشروط العالية التي وضعها باسيل»، علماً بأنه كان محصوراً بمطالب، مثل اللامركزية الإدارية، والمالية الموسعة، والصندوق الائتماني.
وكانت معلومات قد تحدثت في بيروت عن لقاء بين رئيس كتلة «حزب الله» النيابية، النائب محمد رعد، وقائد الجيش العماد جوزيف عون، علماً بأن الأخير يرفض باسيل ترشيحه، كما أعلن مراراً.
وقالت المصادر المواكبة إن تصعيد باسيل يلغي تمايز موقفه عن مواقف قوى المعارضة، خصوصاً «القوات اللبنانية»، و«الكتائب اللبنانية» الرافضة لدعوة بري للحوار، رغم أنه صوّب على رئيس «القوات» سمير جعجع، في تصريحه، ليل الخميس، في حين ترك نافذة لجهة عدم رفض اقتراح لودريان، القاضي بأن يجتمع كل الفاعلين السياسيين اللبنانيين للتوصّل إلى «توافق» يسمح بإنهاء الشغور الرئاسي، وركز التصويب على مبادرة بري.
رفض «الحوار التقليدي»
وقال باسيل، في تصريح له، ليل الخميس، في البترون (شمال لبنان): «كأن الجميع متفق ضمناً على دوام الفراغ في رئاسة الجمهورية حتى يحقق كل منهم مشروعه». وأضاف: «نتوصل مع الفرنسيين إلى صيغة تشاور محدود بالبرنامج وبالشكل، وينتهي بجلسات مفتوحة، فيقوم رئيس المجلس النيابي بالدعوة إلى حوار تقليدي في مجلس النواب، ويتحدث عن صيغة ملتبسة لجلسات متتالية، وكأن هناك نية لتطيير الفرصة». وتابع: «في المقابل، ترفض المعارضة الحوار بالمطلق، وكأنها تقوم بخدمة لصاحب المبادرة لتطيير الجلسات المفتوحة».
وقال باسيل: «أخشى أن نكون قد عُدنا لتحالف الطيونة لتطيير الفرصة بالرئاسة»، مؤكداً أن «فكرنا واضح، ومشروعنا واضح بتطوير الدولة والنظام، والممانعة لديها مشروعها بحماية المقاومة، والجزء المتعلق بمقاومة إسرائيل وداعش نوافق عليه، لكن جزءَه الخارجي لا علاقة لنا به، ونعتبر أنه يجب تحييد لبنان عنه، لكن الرفضيين ما مشروعهم؟ رفض كل شيء، والعودة إلى أحلام الحروب»، مشيراً بذلك إلى جعجع، دون أن يسمّيه.
وسرعان ما جاء الرد على باسيل من المعاون السياسي لبري، النائب علي حسن خليل، قال فيه: «ليس غريباً على من يتقن فن تعطيل مصالح البلاد والعباد أن يبدّل ترحيبه بمبادرة الرئيس نبيه بري الحوارية، وينتقل إلى نغمة الشروط والأولويات، وإثقال المهمة بنقاش عبثي ليس إلا لتطيير الحوار وحَرْفه عن وجهته».
وأضاف خليل: «بعد أن شعر (باسيل) بحجم التجاوب الكبير مع المبادرة، والتي خلقت دينامية مؤيدة للنهج الحواري ولدور الرئيس بري فيه، انتقل إلى تحليلٍ خلَط فيه عن سابق تهور الأمور ببعضها، وافترض التضارب بين الدور الفرنسي والمبادرة، لينتقم من الإيجابيات التي تولدت في البلد».
ورأى خليل أن باسيل «كاد يقول، كما المريب: خذوني، لتعطيل الحوار، وليغطي انقلابه على ما كان يفترض أنها قناعاته الوطنية والسياسية وتحالفاته، إلى تقاطع المصالح الضيقة التي أخّرت وعقّدت، وما زالت، الوصول إلى انتخاب الرئيس العتيد».