يقول الإعلامي؟ هكذا توصيفه؟ أم لعل الأفضل أن نقول، “يقول الناطق باسم حزب الله” وفيق نصرالله، إننا قادمون لا محال على مؤتمر تأسيسي! ولم يتوقف عند هذا الحدّ بالطبع، إذ وكمن يملك كل العدّة التي تخوله التهديد والوعيد والنصح والارشاد للمسيحيين تحديداً، بأن “بالمنيح بالرديء، بالسخن بالبارد، كائناً من كان رئيس الجمهورية، فهو سيكون آخر مسيحي ماروني قبل المداورة. نحنا رايحين على مؤتمر تأسسيسيّ، ورايحين على انقلاب كبير بالنظام. والرئيس المقبل سني ولن تبقى مارونية قائد الجيش…” ثم يردف مرتاحاً مبتسماً واثق الخطوة يتكلم ملكاً، مهدداً من “عليائه” من جديد، وبفائق وفائض الثقة بالنفس “ع البارد او ع السخن رح يكون في مؤتمر تأسيسي وما تعذبوا حالكن وتحكوا بالفدرالية وما شابه، يا منروح عليه ع البارد يا…”
يا ماذا يا رفيق رفيق؟
أولاً، لو كنت حراً سيادياً نبيل الأفكار الوطنية، متماهياً مع الأحرار والسياديين بالفكر السيادي الحر، لعرفت مسبقاً ولتنبّهت أننا كلنا نريد مؤتمراً تأسيسياً جديداً للجمهورية اللبنانية، وأن سمير جعجع هو أول رئيس حزب تجرأ وطالب بتغيير هذه التركيبة الفاسدة وهذا النظام البائد. وبدل أن تلجأ الى التهديد، ولا يلجأ عادة الى هذا الأسلوب مع أبناء بلده إلا الإرهابيين أو أزلامهم، لكنت طرحت الفكرة بكل موضوعية بدل محاولة فرضها بالمنيح أو الوحيش!
وبما أنك هددت بفكرة المؤتمر التأسيسي فنخبرك من جديد، أن هذا المؤتمر هو هدفنا! لا تستغرب يا رجل، نعم هو هدفنا أيضاً، إذ أنه ضروري وملح ومستعجل أيضاً بالنسبة الينا، لترسيم حدود الخيارات الوطنية الفعلية في لبنان، بين من يريد الدولة السيادية والجمهورية القوية، وبين من يريد الدويلة الفاسدة المحتلة.
لا تهدد يا رجل من سبقكم الى النار والاستشهاد وهول الموت لأجل تراب الوطن. لا تهدد من جعلوا من الشهادة عرس الأعراس حين تزلغط الحرية في عبق الأرز وأرض القديسين. لا تهدد من عصر دموع الأمهات ووضعها في زجاجات ووزعها عطراً على المناضلين، لا تهدد من تلوّى بالنار ومشى على الجمر، واعتقل ولوحق واضطهد فقط لأنه أصر على حمل علم واحد لا تشوبه شائبة الاحتلال والألوان الباهتة المغتصبة للأحمر والأخضر والأبيض. لا تهدد.
تريدون مؤتمراً تأسيسياً؟ نحن له! أكثر من ذلك، نحن سنسبقكم في الدعوة اليه، وسننظمه من الألف الى الياء، وتعرفون عندما ننظم مؤتمراً او احتفالاً، كيف يكون وبأي حلّة يخرج الى العالم، حلّة تشبه أرزنا وليس أقل. سنلزمكم مع الأحرار مثلنا، سنلزمكم برسم حدود مواطنة لا يخرقها لا عميل ولا زلمة عميل، لا محتل ولا زلمة محتل، لا مغتصب ولا ناطق باسمه. تهددون بمؤتمر تأسيسي؟! نريد عشرات المؤتمرات التأسيسية، فإما أن يبقى لبنان دويلة منهوبة متخلفة إرهابية معزولة عن الحضارة، شريعتها الغاب والكبتاغون والتفجيرات، وإما دولة حضارية حلوة ناطقة باسم الانسانية والحرية والعدالة.
هذا مؤتمرنا التأسيسي ولن يكون هناك سواه بالمنيح بالرديء ع السخن أو عالبارد. فاقتضى التوضيح.