غير أن مصادر القوى هذه، تجزم لموقع القوات اللبنانية الالكتروني، بأنها لم تتفاجأ أبداً بالاجتماع الأسدي – العوني، ولن يؤثّر لا من قريب ولا من بعيد على الملف الرئاسي. وتوضح في السياق، أن تقاطُعَها مع التيار الوطني هو على اسم المرشح أزعور لا أكثر ولا أقل، وأنها أكدت مراراً وتؤكد مرة جديدة، أن التبايناتِ كبيرة سياسياً واستراتيجياً بين الفريق البرتقالي والمعارضين، والتفاهم بين الجانبين محصورٌ بهوية المرشح الرئاسي.
وهنا، تذكّر المصادر أن رئيس “الوطني الحر” النائب جبران باسيل، وحتى بعد إبصار “اتفاق أزعور” النور وتأكيدِه من جبيل السبت أن التيار سيدعم الأخير للرئاسة، بقي يتحدّث عن “المقاومة” وعن سلاحها، وأعلن منذ أيام قليلة أن “المقاومة حق لكل اللبنانيين وتبقى قوة لبنان”.. الأمر الذي يختلف فيه بقوة مع المعارضة التي لا ترى إمكانيةً لقيام دولةٍ فعلية في ظل جيشَين وسلاحَين..
الهوة إذاً كبيرة بين المعارضة وباسيل، ولا تلاقٍ بين الطرفين على شيء، إلا على رفض محاولة حزب الله فرض رئيسٍ للجمهورية على اللبنانيين وعلى مواجهة رفعِ الضاحية شعار “مرشّحي أو الفراغ”.
انطلاقاً من هذه المعطيات الواضحة كلّها، تتابع المصادر، لم يُصدَم المعارضون بتوجُّه عون إلى قصر المهاجرين، ولا بالبيان الذي صدر عن لقائه الأسد وقد أكد على وحدةَ المسار والمصير بين لبنان وسوريا، اذ قال رئيس النظام السوري “لا يمكن لسوريا ولبنان النظر لتحدياتهما بشكل منفصل عن بعضهما”. ولا هي تفاجأت بإشادة عون بالأسد، إذ أشار إلى أن “سوريا تجاوزت المرحلة الصعبة والخطيرة بفضل وعي شعبها وإيمانه ببلده وجيشه وقيادته”، وفق وكالة الانباء السورية. فكلّنا يعرف، تضيف المصادر، أن التيار في محور الممانعة ولم يبدّل موقعَه هذا على الرغم من تباينه الرئاسي مع الحزب.
وإذ توضح أن باسيل أراد منذ مدة زيارةَ دمشق للقاء الأسد علّ الأخير يُقنع الحزبَ بالسير به مرشحاً بدلاً من فرنجية، لكن أي موعد لم يُعطَ له أو أن التطورات الإقليمية والعربية لم تسمح بحصول هذا اللقاء، تشير المصادر إلى أنه وبعد اتفاق التيار مع المعارضة، ارتأى “البرتقالي” أن يحاول عون مقابَلة الأسد، فأُعطي موعداً (حدد له نهاية الاسبوع الماضي) وبشكلٍ أسهل من باسيل، بما أنه كان رئيساً للجمهورية.
وفي حين حاول عون وضعَ الأسد في صورة مَضارّ دعم الحزب لمرشحٍ لا يحظى بإجماع مسيحي، وطلب من مُضيفه أن يتدخّل لدى الحزب ليبدّل خياره الرئاسي، بدا أن هدفه الأساسي من اللقاء هو التمني على الأسد التوسط بين “صهره” والضاحية كي لا تُكسر الجرة بينهما نهائياً بعد “اتفاق أزعور”، فالتباعد الرئاسي اليوم يجب ألا يؤدي إلى حرق كل الجسور وإلى نسف العلاقة التي عُمرها سنوات بين الجانبين.
الأسد الذي قال إنه سيدرس الموضوع، تضيف المصادر، أبلغ عون في المقابل أن الشأن الرئاسي لبناني صرف وفي “عهدة السيّد”، مقترحاً على ضيفه دعمَ فرنجية الذي وافق في الانتخابات الرئاسية الأخيرة على عدم خوض المعركة داعماً ترشيحَ عون.
وبما أن هذا الأمر شبه مستحيل لدى باسيل لأنه سيعني انتهاء التيار الوطني الحر سياسياً، تعتبر المصادر أن تأثيرات الزيارة على الميزان الرئاسي اللبناني تساوي صفراً. أما على صعيد ترتيب بيت 8 آذار، فقد تُنتج شيئاً ما في المرحلة المقبلة، تقول المصادر.