وسقطت الطائرة، التي كانت تكافح الحرائق باستخدام المياه، على منحدر تل بالقرب من بلدة كاريستوس في جزيرة إيفيا اليونانية، شرقي أثينا. وقال سلاح الجو إن ملاح الطائرة (34 سنة) ومساعده (27 سنة) لقيا حتفهما.
وذكرت محطة “إي.آر.تي” الحكومية أن جثة مربي ماشية يبلغ من العمر 41 سنة وكان مختفياً منذ يوم الأحد عُثر عليها محترقة في كوخ في منطقة يصعب الوصول إليها في جزيرة إيفيا.
وكانت اليونان الأشد تضرراً على وجه الخصوص من الحرائق مع إجلاء السلطات أكثر من 20 ألف شخص في الأيام القليلة الماضية من منازلهم ومنتجعاتهم في جنوب جزيرة رودس.
وعاد نحو ثلاثة آلاف مصطاف إلى ديارهم جواً حتى الثلاثاء، وفقاً للأرقام الصادرة عن وزارة النقل، وألغت شركات السفر الرحلات القادمة.
اضطرابات في أنحاء الكوكب
وتعرضت إيطاليا لظاهرتين مناخيتين معاً إذ اشتدت بها العواصف في شمال البلاد لتودي بحياة امرأة وفتاة تبلغ من العمر 16 عاماً، كما استعرت الحرارة في المناطق الجنوبية. وفي الجنوب أيضاً، توفي رجل طريح الفراش يبلغ من العمر 98 سنة بعد نشوب حريق في منزله.
وتسبب تطرف المناخ في يوليو (تموز) في اضطرابات في جميع أنحاء الكوكب، بعد أن أدت درجات الحرارة القياسية في الصين والولايات المتحدة وجنوب أوروبا إلى اندلاع حرائق غابات ونقص في المياه وزيادة حالات دخول المستشفيات بسبب الحرارة.
وجاء في دراسة، أجراها فريق علماء (وورلد ويزر أتربيوشن) العالمي الذي يدرس الدور الذي يلعبه تغير المناخ في النوبات المناخية المتطرفة، أنه لولا تغير المناخ الناجم عن النشاط الإنساني، لكانت أحداث هذا الشهر “شديدة الندرة”.
والحر الشديد مع بلوغ الحرارة 40 درجة مئوية يتجاوز كثيراً ما يجذب عادة السياح الذين يتدفقون على شواطئ جنوب أوروبا صيفاً.
وتسببت درجات الحرارة المرتفعة وجفاف الأرض في اندلاع حرائق غابات في البلدان الواقعة على جانبي البحر الأبيض المتوسط.
وتصدى عشرات من رجال الإطفاء، مستخدمين الطائرات، لحريق هائل نشب بالقرب من مطار نيس الدولي في جنوب فرنسا.
حرائق الجزائر تتواصل في 11 بؤرة من أصل 100
بعدما دمرت عدداً كبيراً من المنازل والمتاجر ما زال رجال الإطفاء يكافحون الثلاثاء لإخماد الحرائق العنيفة التي ضربت شمال الجزائر وشرقها، وتسببت في مقتل 34 شخصاً في الأقل بينهم 10 جنود منذ الأحد.
وجاء في بيان لوزارة الداخلية والجماعات المحلية والتهيئة العمرانية “نجحت مصالح الحماية المدنية في إخماد غالبية الحرائق بنسبة 80 في المئة، بعد التجند من دون انقطاع طوال ليلة أمس، وتعزيز العمليات الميدانية براً بالمورد البشري والعتاد وتعاضد الإمكانات بين الولايات”.
ولفت البيان إلى أن “عمليات الإخماد تتواصل حالياً على مستوى 11 بؤرة حريق موزعة عبر سبع ولايات، فيما تبقى المناطق التي أخمدت الحرائق فيها قيد المراقبة من طرف المصالح العملياتية المجندة”.
حرائق الصيف
كل صيف يشهد شمال الجزائر وشرقها حرائق تطاول الغابات والأراضي الزراعية، وهي ظاهرة تتفاقم من سنة إلى أخرى بتأثير تغير المناخ الذي يؤدي إلى الجفاف وموجات الحر.
ألسنة اللهب تطاول تونس
وفي تونس المجاورة اندلعت في طبرقة الحدودية في الشمال الغربي حرائق خطرة الإثنين في منطقة دمرتها النيران الأسبوع السابق، وتمكن فريق تابع لوكالة الصحافة الفرنسية من رصد أضرار كبيرة، وتابع تدخل مروحيات وقاذفات مياه، ونقل أكثر من 300 من سكان قرية ملولة إلى مناطق أكثر أماناً عن طريق البحر وغادر آخرون المنطقة براً.
100 حريق في ثلاثة أيام
وما زالت حرائق أخرى مستعرة في ثلاث مناطق بالشمال الغربي (بنزرت وسليانة وباجة)، ومنذ الأحد اندلع حوالى 100 حريق في أكثر من 15 محافظة بالجزائر، خصوصاً في البويرة وجيجل وبجاية، وهي مناطق تضررت بالفعل في العامين الماضيين بسبب حرائق خطرة أودت بنحو 130 شخصاً.
وقالت وزارة الدفاع إن الجنود العشرة الذين قضوا جراء الحرائق حوصروا بالنيران أثناء إجلائهم من بني كسيلة في منطقة بجاية برفقة سكان القرى المجاورة، كما أسفرت الحرائق عن إصابة أكثر من 80 شخصاً بينهم 25 جندياً في منطقة بجاية، وفق إذاعة “سومان” المحلية.
واستدعى الوضع إجلاء أكثر من 1500 شخص من بعض القرى مع اقتراب الحرائق من منازلهم، كما دمرت النيران منتجعات ساحلية تعد مقاصد سياحية في الصيف.
غابات كثيفة
والقرى المتضررة التي يقع كثير منها في منطقة القبائل الجبلية، تحيط بها غابات كثيفة وتتعرض لموجة حر شديد منذ أسابيع سجلت 48 درجة مئوية الإثنين الماضي، وتسببت موجة الحر بجفاف الغطاء النباتي وجعلته أكثر عرضة لاندلاع الحرائق التي اشتعلت بفعل الرياح العاتية.
وقالت امرأة سبعينية وهي تبكي على قناة تلفزيونية أمازيغية، بعدما فقدت زوجة ابنها وحفيدتها في آيت أوصالح قرب بجاية، “ليس لدي مكان أذهب إليه، دمرت النيران بيتي ومنزل ابني تماماً”.
وأظهرت لقطات نشرتها وسائل إعلام محلية حقولا ًوأراضي مشتعلة وسيارات متفحمة وواجهات متاجر محترقة، وروى شهود كيف اندلعت ألسنة اللهب فجأة.
في أغسطس (آب) 2022 أودت حرائق هائلة بـ37 شخصاً في ولاية الطارف شمال شرق الجزائر، لكن صيف 2021 سجل أكبر حصيلة للقتلى خلال عقود عندما لقي أكثر من 90 شخصاً حتفهم في الحرائق التي دمرت الشمال، ولا سيما منطقة القبائل.
وبعث الرئيس الجزائري عبدالمجيد تبون الإثنين تعازيه إلى أهالي الضحايا. وقالت السلطات إن أكثر من 8 آلاف من عناصر الحماية المدنية و525 شاحنة من مختلف الأحجام تدخلت لمكافحة النيران إلى جانب طائرات الإطفاء والمروحيات التي استؤجرت، إضافة إلى قاذفة ذات قدرة عالية لإلقاء المياه على الحرائق.
ودعت وزارة الداخلية المواطنين إلى “تجنب المناطق المتضررة واستخدام الأرقام المجانية المتاحة للإبلاغ” عن الحرائق. وأمر النائب العام في بجاية بفتح تحقيقات أولية للوقوف على أسباب الحرائق وتحديد الفاعلين، ولتجنب تكرار سيناريو 2021 و2022 عملت السلطات على تعبئة مواردها مع اقتراب فصل الصيف.
وفي نهاية أبريل (نيسان) أمر الرئيس تبون بشراء ست طائرات قاذفة للماء متوسطة الحجم، وتقديم طلبات عروض للشركات الناشئة لتوفير طائرات مسيرة تستخدم في مراقبة الغطاء الحرجي.
وفي مايو (أيار) أعلنت وزارة الداخلية اقتناء مرتقباً لطائرة قاذفة للماء، وتأجير ست طائرات أخرى من شركة أميركية جنوبية مع فرقها الفنية، وأعلنت طلب العروض لشراء ست قاذفات للماء متوسطة الحجم، كما هيأت السلطات مواقع لهبوط المروحيات في 10 ولايات.
وقدمت الجزائر أيضاً طلبية إلى روسيا لشراء أربع طائرات قاذفة للماء، لكن تسليمها تأخر بسبب “تداعيات الأزمة في أوكرانيا”.
وفي سوريا، اندلعت حرائق غابات في المناطق الريفية المحيطة بمدينة اللاذقية الساحلية على البحر المتوسط واستخدمت السلطات طائرات هليكوبتر عسكرية لمحاولة إخمادها.
حريق غابات في تركيا
وفي تركيا كافح رجال الإطفاء حريق غابات قرب بلدة كيمير الشاطئية بإقليم أنطاليا الجنوبي الثلاثاء، إذ يواجهون الحريق من البر والجو في ظل ارتفاع درجات الحرارة في أنحاء المنطقة.
وقال مكتب حاكم أنطاليا في بيان إن الحريق انتشر بسرعة عبر الغابات في المنطقة نتيجة للرياح القوية وانخفاض نسبة الرطوبة، وقال وزير السياحة محمد نوري أرصوي للصحافيين إنه تم نشر 10 طائرات و22 مروحية وأكثر من 200 مركبة في إطار جهود مكافحة الحريق، فيما أتت النيران على نحو 120 هكتاراً من أراضي الغابات في منطقة كيمير.
واندلع الحريق في تركيا مع اشتداد موجة الحر الشديد في مناطق كبيرة من حوض البحر المتوسط، وقال حاكم أنطاليا أرسين يازجي إن السلطات المحلية اتخذت جميع الإجراءات اللازمة لمنع امتداد الحريق إلى المناطق السكنية، وقالت السلطات المحلية إنه تم إخلاء مستشفى في كيمير كإجراء احترازي ونقل ستة أشخاص إلى المستشفى بسبب استنشاق الأدخنة.
موجة حر في قبرص
وفي قبرص أخمد رجال الإطفاء حريقا أتى على حوالى 20 هكتاراً من الغابات وسط إحدى أطول موجات الحر في تاريخ الجزيرة، كما أعلن مسؤولون الثلاثاء، وكان ذلك أسوأ حريق واجهته قبرص هذا الصيف في وقت تبقى الحرارة بمستوى 40 درجة مئوية أو أعلى منذ الـ 12 من يوليو الجاري.
وأظهرت بيانات مكتب الأرصاد الجوية أن هذه الموجة قد تكون الأطول في تاريخ الجزيرة الحديث، إذ يرتقب أن تبقى الحرارة أعلى من 40 درجة مئوية خلال الأسبوع.
وقال مسؤول إدارة الغابات جورج كونستاتينو إن الحريق الذي اندلع مساء الإثنين في منطقة إليتزيس النائية وغير المأهولة في الجبال الوسطى الحرجية بالجزيرة تمت السيطرة عليه بعد جهود استمرت طوال الليل.
“قاتل صامت”
وصف علماء الحرارة الشديدة بأنها “قاتل صامت” يلحق خسائر فادحة بالفقراء وكبار السن والذين يعانون من ظروف صحية معينة.
وجاء في بحث نُشر هذا الشهر أن نحو 61 ألف شخص ربما لقوا حتفهم في موجات الحر الشديدة في أوروبا الصيف الماضي، مما يشير إلى قصور في جهود الاستعداد ينجم عنه سقوط ضحايا.