بيروت ـ عمر حبنجر
يتوزع لبنان بين مواجهات عسكرية محتدمة في الجنوب امتدت لتطول موقعا للجيش اللبناني، وديبلوماسية أمنية في بيروت يتقدمها الفرنسيون، رافعين عنوان «تنفيذ القرار الدولي 1701 بالتراضي او بالإكراه».
وبمعزل عن ادعاء إسرائيل بأن الاستهداف لموقع الجيش اللبناني ناجم عن خطأ واعتذارها عنه، فإن الأوساط الرسمية ترى فيه خطأ مقصودا ورسالة نارية تحذيرية عنوانها: تطبيق القرار 1701، أي إبعاد حزب الله والقوى المسلحة الأخرى عن منطقة جنوب الليطاني المحاذية للحدود مع الكيان الإسرائيلي.
وقد توعد وزير الدفاع الإسرائيلي يؤاف غالانت بالعمل على إرغام حزب الله على تنفيذ القرار الأممي 1701 ملوحا بالعمل العسكري.
وقال غالانت «نتعهد بإعادة حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني إما بالوسائل السياسية أو العسكرية».
من جهته، رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي تحدث عن مفاوضات تجري لتثبيت وقف إطلاق النار في الجنوب استكمالا لتنفيذ القرار 1701. ويبدو ان الفرنسيين هم الطرف الآخر في هذه المفاوضات بتكليف من اللجنة الخماسية، وقد نشرت قناة «إم تي في» ما وصفته بمحاضر اللقاءات السرية لرئيس المخابرات الفرنسية الخارجية برنار ايميه وفريقه، وهو بالمناسبة سفير سابق لفرنسا لدى لبنان، والتي أبرزت اللهجة التهويلية للزائر الفرنسي الذي يفترض ان يتابع مهمته على الجانب الإسرائيلي، حيث يتعين خروج الإسرائيليين من النقاط الحدودية المسلم بأنها ارض لبنانية محتلة في مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والنصف الشمالي من قرية الغجر.
ايميه التقى رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي والمدير العام بالوكالة للأمن العام اللواء إلياس البيسري، وثمة من اكد انه التقى قائد الجيش في جولته البعيدة عن الإعلام وثمة من لم يؤكد، في حين التقى مسؤولا في حزب الله المعني الأساسي بتطبيق القرار الدولي المعلق تنفذه على جدار الأزمات المتلاحقة في الجنوب وخارج الجنوب، وسعى ايميه إلى وضع صيغة تنفيذية للقرار المقصود مع وضع الفقرة الثانية منه موضع التنفيذ والتي تنص على سحب السلاح والمقاتلين من المنطقة الممتدة من الحدود اللبنانية الجنوبية شمالا حتى مجرى نهر الليطاني.
وشملت مهمة ايميه، المكملة أمنيا لمهمة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان السياسية، النصح بتمديد ولاية قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون التي باتت من تحصيل الحاصل، كما يبدو، إنما التواصل مستمر لحسم الآلية التنفيذية لذلك في مجلس الوزراء، كما يقول الرئيس نبيه بري.
وأعربت وزارة الخارجية الفرنسية عن القلق البالغ إزاء استمرار الاشتباكات على الحدود بين لبنان وإسرائيل، محذرة من «حريق إقليمي» جراء التصعيد.
وعبرت عن الأسف للضربة الإسرائيلية التي أودت بحياة أحد أفراد الجيش اللبناني. وشددت على ضرورة ممارسة جميع الأطراف أقصى قدر من ضبط النفس.
إلى ذلك، يقوم البطريرك الماروني بشارة الراعي بجولة تفقدية وتضامنية على القرى المسيحية في الجنوب، على رأس وفد من مجلس البطاركة والأساقفة الكاثوليك.
في إطار متصل، قال مدير المركز الكاثوليكي للإعلام الأب عبدو أبوكسم لإذاعة «صوت لبنان» إن «زيارة البطريرك الراعي إلى الجنوب تقررت منذ أسبوعين بهدف التضامن مع الأهالي، وستكون زيارة إنسانية تشمل مناطق جنوبية عدة ولكن بعيدا عن المناطق الحدودية».
ميدانيا، شيع الجيش اللبناني أمس الرقيب عبدالكريم المقداد في جبانة بلدته شمسطار البقاعية، فيما يخضع للعلاج ثلاثة من رفاقه الذين أصيبوا معه بالقصف الإسرائيلي على موقعهم في تلة «النبي عويضة» في الجنوب أمس الأول.
في غضون ذلك، واصل الجيش الاسرائيلي القصف على الجانب اللبناني من الحدود، وقد استهدف، قبل ظهر امس، منزلا في الحي الشرقي، قرب مجمع الامام الرضا في بلدة «ميس الجبل» بواسطة طائرة مسيرة، كما استهدف حي القندولة قرب هذه البلدة بصاروخ آخر وأفيد عن وقوع إصابات.
وقال الناطق العسكري الإسرائيلي إن مسيرات عسكرية تابعة لسلاح الجو قصفت مقر قيادة وبنى تحتية تابعة لحزب الله، وأكد أن قوات المدفعية والمدرعات قصفت مواقع مختلفة في الأراضي اللبنانية، وأضاف المراسل أن قصفا مدفعيا إسرائيليا استهدف محيط بلدات شبعا وكفرشويا والمجيدية وكونين جنوبي لبنان.
في المقابل، جرى إطلاق 8 صواريخ من جنوب لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية في الجليل الأعلى.