ستقام بين 21 فبراير و17 مارس المقبلين دورة جديدة من مهرجان البستان الدولي للموسيقى والفنون في لبنان، وتتضمن 19 حفلاً حيّا لفنانين عالميين ولبنانيين، مؤكدا عزمه على الاستمرار رغم كل شيء.
يؤكد مهرجان البستان الدولي للموسيقى من خلال احتفاله الشهر المقبل بمرور ثلاثين عاماً على ولادته، عزمه على الاستمرار “رغم كل شيء”، كما جاء في عنوان دورته هذا العام، بعدما صار هذا الحدث اللبناني السنوي بحسب منظّميه “مَعلما عالميّا للموسيقى”.
ويتضمن المهرجان الذي سيُفتتح في الحادي والعشرين من فبراير القادم 15 حفلة، وطعّم برنامجه الكلاسيكي الذي يستمر إلى السابع عشر من مارس القادم بالجاز والبلوز واللون الشرقي.
وشددت نائبة رئيسة المهرجان لورا لحود، في مؤتمر صحفي أقيم الخميس في فندق البستان ببلدة بيت مري شمال شرق بيروت، على الرسالة التي يعبّر عنها عنوان المهرجان “30 سنة، رغم كل شيء”. وقالت في هذا الصدد “نحن مستمرون رغم الصعوبات والمآسي والحروب عندنا ومن حولنا”.
وذكّرت بأن والدتها ميرنا البستاني أسّست المهرجان بعد أربع سنوات على انتهاء الحرب اللبنانية (1975 – 1990)، “ليكون صورة تعكس جمال لبنان وليس دماره وخرابه”.
ورأت لحود أن التوقف عن إقامة المهرجان في ظل الأزمات السياسية والأمنية والاقتصادية هو “بمثابة استسلام”، واصفة الحدث بأنه “رسالة تحدٍّ في وجه الأوضاع التي تقتل الأمل والفرح وحب الحياة”.
ولاحظ المدير الفني للمهرجان وقائد الأوركسترا، الإيطالي جانلوكا مارتشانو، أن هذا المهرجان “أصبح مَعلَماً عالميّا للموسيقى والموسيقيين”، إذ أن “سمعته تخطت الحدود، ما يحفّز الفنانين العالميين على المشاركة فيه”.
وقالت لحود على هامش المؤتمر لوكالة فرانس برس إن الظروف الراهنة في جنوب لبنان الذي يشهد تبادلاً يومياً للقصف بين حزب الله وإسرائيل “أخافت بعض الفنانين المشاركين”، ما دفع عدداً منهم إلى “الإحجام عن الحضور وأجّلوا مشاركتهم إلى السنة المقبلة”.
وسيُفتتح المهرجان بتحية للمؤلف الموسيقي الإيطالي جاكومو بوتشيني في مئوية وفاته، وتؤدي السوبرانو الإيطالية فالنتينا بوي مقطوعات أوبرالية لبوتشيني، ويشاركها مواطِنها التينور ماركو بيرتي.
وسيكون محبو الأوبرا على موعد أيضاً مع حفلة للسوبرانو الفرنسية جولي فوكس، فيما سيطغى على البرنامج حضور ثلاثة عازفي بيانو بارزين هم الإيطالي جوزيبي أندالورو والأرجنتيني نيلسون غورنر والروسي بوريس بيريزوفسكي الذي سبق أن اعتلى خشبة المهرجان عشر مرات.
وفي البرنامج حفلة للمؤلف الموسيقي اللبناني خالد مزنّر، يرافقه فيها العازف على آلة الباندونيون الإيطالي ماريو ستيفانو بيتروداركي وغيره. وستتخلل الحفلة مقطوعة عنوانها “الفصل الخامس” عن التحديات التي تواجه البيئة.
ولعازف الأكورديون الفرنسي فليسيان برو حفلتان مع عازفة الترومبيت الفرنسية لوسيان رونودان فاري. وفي الحفلة الثانية تنضم إليهما مغنية وموسيقيون مقدمين أغنيات فرنسية معروفة.
ويجتمع للمرة الأولى في حفلة واحدة الثنائي الشاب عازف البيانو الفرنسي ألكسندر كانتوروف (26 عاماً) وعازف الكمان السويدي الشاب دانيال لوزاكوفيتش (22 عاما) ناقلين أجواء دوبوسي وشومان وغيرهما.
وخصص المهرجان حفلتين لعازف البيانو بوريس بيريزوفسكي وابنته أفلين. أما في القسم الثاني فسيرافق بوريس ثلاثة موسيقيين يشكلون فرقة “بلوز دكتورز”. وفي مجال الجاز ستُقام حفلة لفرقة البريطاني جوليان جوزف الثلاثية.
ومن محطات المهرجان حفلة غنائية شرقية عنوانها “طلع البدر علينا” لفرقة الموسيقى العربية لبرنامج زكي ناصيف بالجامعة الأميركية في بيروت، تُواكِب بداية شهر رمضان. وتتضمن إنشاداً صوفياً وترانيم دينية وأغنيات شعبية مصرية لسيد درويش.
وستختتم الأوركسترا الفيلهارمونية الوطنية اللبنانية بقيادة جانلوكا مارتشانو ليالي المهرجان بحفلة عنوانها “متحدون من أجل السلام” تتضمن كونشيرتو لآلة التشيللو مع العازف فيكتور جوليان لا فيريير، ويحمل برنامجها “رسالة أمل” و”دعوة إلى التفكير إيجابيّا”.